السعودية تحبط محاولة تسلل إرهابية عبر العراق

خليجي

1152 مشاهدات 0

السعودية تحبط محاولة تسلل

تمكنت السلطات الأمنية السعودية، أمس، من قتل 4 إرهابيين، اثنين منهما فجرا أنفسهما، وذلك أثناء محاولة لتجاوز الحدود السعودية عبر مركز سويف الحدودي مع العراق، وذلك في مكانين مختلفين داخل الحرم الحدودي، فيما نتج عن الحادثة استشهاد 3 من رجال الأمن أحدهم العميد عودة البلوي، قائد منطقة الحدود الشمالية في حرس الحدود، فيما أكد مصدر لـ«الشرق الأوسط» أن الإرهابيين دخلوا الحدود من معبر الحجاج بين السعودية، والعراق، وأحد الإرهابيين ظهر عليه التراجع، ومحاولة تسليم نفسه، إلا أنه فجر نفسه.

وأوضح اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني في وزارة الداخلية، أن الجهات الأمنية رصدت فجر أمس، 4 من العناصر في محاولة لتجاوز الحدود السعودية عبر مركز سويف الحدودي مع العراق، وعند مبادرة دورية حرس الحدود في اعتراضهم، بادروا بإطلاق النار وتم التعامل مع الموقف بما يقتضيه، حيث قتل أحدهم في حين بادر آخر إلى تفجير حزام ناسف كان يحمله، عند محاولة إقناعه لتسليم نفسه.

وقال اللواء التركي، بأن دوريات حرس الحدود، تابعت الشخصين الآخرين، وجرى التعامل معهما أثناء محاولتهما الهرب، وتمكن رجال الأمن من محاصرتهما بوادي عرعر في منطقة تكثر فيها النباتات العشبية، حيث لجأ الفاران إلى هناك، وتم توجيه النداء لهما بتسليم نفسيهما، إلا أن أحدهما أقدم على تفجير نفسه، في حين لقي الآخر مصرعه على أيدي رجال الأمن. وأشار المتحدث الأمني في وزارة الداخلية إلى أن الجهات الأمنية قامت بمسح الموقع، وتم ضبط أسلحة من نوع رشاش، ومسدس، وقنابل يدوية، وأحزمة ناسفة. وأضاف: «ضبطت أوراق نقدية تطايرت من حقيبة، كانا ينقلانها معهما، وجاري التحقق من المضبوطات بعد استكمال إجراءات التطهير الأمني للمنطقة التي تمت مواجهتهم فيها». ولفت اللواء التركي إلى أن تبادل إطلاق النار مع العناصر الإرهابية وتفجير الحزام الناسف، نتج عنهما استشهاد العميد عودة معوض البلوي، والعريف طارق محمد حلوي، والجندي يحيى أحمد نجمي، فيما تعرض العقيد سالم العنزي، والجندي يحيى أحمد مقري، للإصابة وتم نقلهما للمستشفى لتلقي العلاج وحالتهما الصحية مستقرة.

وأكد المتحدث الأمني، أن وزارة الداخلية إذ تعلن أن رجال الأمن عازمون على التصدي لمحاولات الخوارج ومن يقف وراءهم، وإحباط مؤامراتهم للنيل من أمن واستقرار الوطن.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الإرهابيين الـ4 تجاوزوا السياج الأمني الأول بين السعودية والعراق، من خلال بوابة دخول الحجاج العراقيين إلى السعودية التي تعمل في مواسم الحج فقط، حيث جرى رصدهم بأبراج المراقبة والكاميرات الحرارية، خلال فترة الليل، حيث جرت مواجهتهم بالسلاح، وأدى ذلك إلى مقتل أحد الإرهابيين، الأمر الذي ظهر على الآخر شيء من التراجع والمبادرة بتسليم نفسه، فيما توارى الاثنان الآخران عن الأنظار.

فيما بادر العميد عودة البلوي، قائد المنطقة الشمالية في حرس الحدود، إلى الوقوف على الحادثة بنفسه، والوصول إلى الموقع، حيث كان مع رجال حرس الحدود في محاولة إقناع الإرهابي بتسليم نفسه، إلا أنه فجر نفسه بالحزام الناسف الذي كان يرتديه. وطبقا لمعلومات «الشرق الأوسط»، تابعت دوريات حرس الحدود بالتنسيق مع أبراج المراقبة والكاميرات الحرارية الخاصة بالمشروع الجديد، في الوصول إلى موقع الإرهابيين الآخرين، حيث جرت محاصرتهما في واد تكثر فيه النباتات العشبية، وتم توجيه نداءات للإرهابيين عبر مكبرات الصوت، حيث سمع صوت انفجار اتضح أن أحدهما فجر نفسه من دون أن يجري التأكد من استخدام حزام ناسف أو قنبلة يدوية.

فيما جرى متابعة الإرهابي الرابع من قبل الدوريات الأمنية، وجرى تبادل إطلاق النار معه، مما أدى إلى مقتله في داخل الوادي، وأكد مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن الإرهابيين تظاهروا بأنهم سيسلمون أنفسهم، في المقابل ينفذون مخططاتهم الإجرامية، كونهم يحملون أحزمة ناسفة وقنابل يدوية، إلا أنهم لم يستطيعوا تجاوز الحرم الحدودي الذي تمت محاصرتهم فيها.

وأضاف: «دوريات حرس الحدود على استعداد تام في حماية الحدود السعودية، ومواجهة أي عنصر إرهابي أو متسلل، من دون أن يتجاوز الحرم الحدودي الذي يمتد إلى 20 كيلومترا».

وبدوره أكد اللواء البحري عواد بن عيد البلوي مدير عام حرس الحدود بالنيابة أن رجال حرس الحدود لن يتهاونوا في تنفيذ مهامهم لحماية وطنهم ومجتمعهم مضحين بأنفسهم في سبيل دينهم أولا ثم مليكهم والحفاظ على أمن حدود الوطن مهما كلف ذلك من تضحيات، وشدد بأن العمل الإرهابي الذي وصفه بـ«الغادر» والذي «وفقدنا فيه أشقاء لنا لن يثنينا جميعا عن مهامنا الأمنية، بل يزيدنا إصرارا وعزيمة لردع المهربين والمخربين والغادرين بإذن الله».

وقال: «بالأصالة عن نفسي ونيابة عن كافة منسوبي حرس الحدود أرفع أحر التعازي وصادق المواساة لولاة الأمر، كما أعزي ذوي وأهالي رفقاء لنا نحسبهم من عداد الشهداء، وأؤكد لهم أن ما قام به الشهداء إنما هو واجب ديني ووطني وبطولي كبير في الدفاع عن أرض هذا الوطن المعطاء ويكفي فخرا أنهم استشهدوا وهم مقبلون غير مدبرين في ميدان العز والشرف والكرامة مسطرين أسمى معاني الوفاء والتضحية».

من جهة اخرى استنكرت هيئة كبار العلماء الحادث الإرهابي الذي تعرضت له إحدى دوريات حرس الحدود بمنطقة الحدود الشمالية. وعبرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء عن بالغ استنكارها للحادث الإرهابي الذي تعرضت له إحدى دوريات حرس الحدود بمركز سويف بمنطقة الحدود الشمالية، وأدى إلى استشهاد 3 رجال من الأمن وإصابة 2.

وقال الأمين العام لهيئة كبار العلماء الدكتور فهد بن سعد الماجد: «إن هذا الاعتداء الآثم المجرم هو من الإرهاب الذي هو جريمة عظيمة، وظلم وعدوان حرمته الشريعة الإسلامية وجرمت فاعله، ومرتكبه مستحق للعقوبات الزاجرة الرادعة عملا بنصوص الشريعة الإسلامية». وأضاف: «إن هذا الاعتداء الإرهابي يؤكد على ما سبق أن صدر عن هيئة كبار العلماء بتاريخ 19 / 11 / 1435هـ من أن هيئة كبار العلماء تؤيد ما تقوم به الدولة من تتبع لمن ينتسب إلى فئات الإرهاب والإجرام والكشف عنهم ممن ينتسب إلى (داعش) أو (القاعدة) أو غيرهما، ويجب على الجميع أن يتعاونوا في القضاء على هذا الأمر الخطير لأن ذلك من التعاون على البر والتقوى الذي أمرنا الله تعالى به في قوله سبحانه: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ). وتحذر هيئة كبار العلماء من التستر على هؤلاء أو إيوائهم، فإن هذا من كبائر الذنوب، وهو داخل في قوله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله من آوى محدثًا) - متفق عليه».

الدكتور الماجد سأل الله تعالى «أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، وأن يحفظ رجال الأمن بحفظه ويكلأهم برعايته، وأن يدحر هؤلاء الخوارج المجرمين، إنه ولي ذلك والقادر عليه».

أعرب الدكتور عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون، عن إدانة دول مجلس التعاون للاعتداء الإرهابي الذي وقع اليوم على الحدود الشمالية السعودية، وأدى إلى استشهاد 3 من رجال أمن الحدود، ومقتل عدد من المهاجمين، ووصفه بأنه عمل إجرامي جبان يتنافى مع جميع المبادئ والقيم الإنسانية والأخلاقية. وأشاد الأمين العام بيقظة وكفاءة قوات حرس الحدود في السعودية وجاهزيتها العالية لحماية الأمن والاستقرار في المملكة، معربا عن تعازيه الحارة لأسر الشهداء ولحكومة وشعب السعودية، متمنيا للجرحى الشفاء العاجل.إلى ذلك,

وفيما أدانت البحرين والعراق الحادثة أعرب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، عن قلقه من الهجوم الإرهابي الذي تعرض له رجال أمن في مركز حدودي بشمال السعودية، فجر أمس، موقعا ضحايا أبرياء أوفياء متفانين في خدمة وطنهم وصون أمنه واستقراره، منددا بالهجوم الغاشم والاعتداء السافر وقتل الأنفس بما لا يقره عرف ولا ضمير ولا دين.

وأعرب الشيخ سيف بن زايد خلال اتصال هاتفي أجراه، أمس، مع الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، عن بالغ استنكاره لهذا الاعتداء الغاشم، مؤكدا موقف الإمارات قيادة وحكومة وشعبا صفا واحدا إلى جانب السعودية في مواجهة الإرهاب، وناقلا صادق تعازي ومواساة شعب وحكومة الإمارات إلى أسر شهداء الواجب.

الآن - الشرق الأوسط

تعليقات

اكتب تعليقك