عن الواقع الخيالي يكتب - فهد بن رشاش
زاوية الكتابكتب ديسمبر 29, 2014, 1:03 م 1264 مشاهدات 0
هكذا ترى الحياة بواقع أشبه بالخيال ! نعم خيال ! فالواقع أحياناً لا يصدق ، لا أبالغ إن قلت إننا نعيش بواقع خيالي مضطرين ، مستنكرين ذاك الواقع الذي نراه خيالاً ! في الحقيقة كلاهما لبس ثوب الآخر .
عندما تكون في مجتمعات تنادي بالديموقراطية وهي لا تؤمن بها فضلاً عن تطبيقها فقط ينادون بها كعتبة وصول لغاياتهم يصبح هذا ضرباً من خيال قد تمثل بالواقع !
عندما تجتهد وتجد لتنفع غيرك ثم ترى التكريم والشكر لمن كان على الوسائد (الواسطة) متكِأً فهذا واقع خيالي !
عندما ترى العلم يُشرى ويشترى ، ويقاس صاحبه بحجم الشهادة دون الالتفات لما يُحسنه فهذا واقع خيالي !
عندما ترى الزواج مبدؤه المنصب والراتب والشكل ، مما يشكل خطراً على مريديه بسبب أعبائه فيما بعد ، فهذا واقع خيالي !
عندما ترى حرصك على أبنائك وخوفك عليهم ينظر إليه بأنه قيد ومن قبيل الرجعية تكون غارقاً في واقع خيالي !
عندما ترى الحق يقاس بعدد طالبيه ، وترى العدل لا يقام إلا على الضعفاء والبلهاء فأنت في واقع خيالي !
عندما ترى الحرية في دفن مكارم الأخلاق وعدم مراعاة الزمان والمكان وحتى الذوق العام تكون في واقع خيالي !
عندما ترى الأدب والشعر استُخدما كوسيلة للشهرة ، وتجاهل ثمرتهما المرجوة من نشر الفضيلة ودحر الرذيلة ، تكون في واقع خيالي !
عندما ترى الساذج يقود الأخيار ، وهم يتذرعون باسم التغافل وأنهم لا يجارون ساذجاً إتقاءً لشره تكون في واقع خيالي !
عندما ترى الوالدين قد تخليا عن دورهما وحل محلهم الخدم ، تكون في واقع خيالي !
إذا رأيت البيوت أصبحت كالفنادق ، أهلها لا يعرفونها إلا وقت النوم ، حالهم مع أهليهم كحال المغتربين للدراسة والعمل للأسف ، فأنت في واقع خيالي !
هذا كله ليس من دواعي اليأس ! بل اليأس يكون بمن لم يشعر بكل ذلك .
وإذا أردت عزيزي القارئ أن تصدق أن واقعك أصبح خيالياً فإليك هذا المقال ، هو من قبيل الواقع الخيالي .
ما بعد النقطة :
في السابق كانوا يرجون أن يصبح الخيال واقعاً ؛ شغفاً به ، ونحن الآن نتدافع ؛ رجاء أن ينقلب الواقع خيالاً ؛ خشية منه.
تعليقات