عن الواقع الخيالي يكتب - فهد بن رشاش

زاوية الكتاب

كتب 1264 مشاهدات 0


هكذا ترى الحياة  بواقع أشبه بالخيال  ! نعم خيال !  فالواقع أحياناً لا يصدق ،  لا أبالغ إن قلت إننا نعيش بواقع خيالي مضطرين ، مستنكرين ذاك الواقع الذي نراه خيالاً ! في الحقيقة كلاهما لبس ثوب الآخر .

عندما تكون في مجتمعات تنادي بالديموقراطية وهي لا تؤمن بها فضلاً عن تطبيقها فقط ينادون بها كعتبة وصول لغاياتهم يصبح هذا ضرباً من خيال قد تمثل بالواقع !

عندما تجتهد وتجد لتنفع غيرك ثم ترى التكريم والشكر لمن كان على الوسائد (الواسطة) متكِأً فهذا واقع خيالي !

عندما ترى العلم يُشرى ويشترى ، ويقاس صاحبه بحجم الشهادة دون الالتفات لما يُحسنه فهذا واقع خيالي !

عندما ترى الزواج مبدؤه المنصب والراتب والشكل ، مما يشكل خطراً على مريديه بسبب أعبائه فيما بعد ، فهذا واقع خيالي !

عندما ترى حرصك على أبنائك وخوفك عليهم ينظر إليه بأنه قيد ومن قبيل الرجعية تكون غارقاً في واقع خيالي  !

عندما ترى الحق يقاس بعدد طالبيه ، وترى العدل لا يقام إلا على الضعفاء والبلهاء فأنت في واقع خيالي  !

عندما ترى الحرية في دفن مكارم الأخلاق وعدم مراعاة الزمان والمكان وحتى الذوق العام تكون في واقع خيالي  !

عندما ترى الأدب والشعر استُخدما كوسيلة للشهرة ، وتجاهل ثمرتهما المرجوة من نشر الفضيلة ودحر الرذيلة ، تكون في واقع خيالي  !

عندما ترى الساذج يقود الأخيار ، وهم يتذرعون باسم التغافل وأنهم لا يجارون ساذجاً  إتقاءً لشره  تكون في واقع خيالي  !

عندما ترى الوالدين قد تخليا عن دورهما وحل محلهم الخدم ، تكون في واقع خيالي  !

إذا رأيت البيوت أصبحت كالفنادق ، أهلها لا يعرفونها إلا وقت النوم ، حالهم مع  أهليهم  كحال المغتربين للدراسة والعمل للأسف ، فأنت في واقع خيالي  !

هذا كله ليس من دواعي اليأس ! بل اليأس يكون بمن لم يشعر بكل ذلك .

 
وإذا أردت عزيزي القارئ أن تصدق أن واقعك أصبح خيالياً   فإليك هذا المقال ، هو من قبيل الواقع الخيالي .

ما بعد النقطة :
في السابق كانوا يرجون أن يصبح الخيال واقعاً ؛ شغفاً به ، ونحن الآن نتدافع ؛ رجاء أن ينقلب الواقع خيالاً ؛ خشية منه.

الآن - رأي / فهد بن رشاش

تعليقات

اكتب تعليقك