سامي خليفه: فلنرفع صورة نصرالله إجلالا لمقامه عند الله

زاوية الكتاب

كتب 563 مشاهدات 0


... إجلالاً لمقامك عند الله مع الذكرى السنوية الأولى للحرب التي أذاقت الصهاينة مر الهزيمة وجرعتهم علقم الخسائر، وأثبتت في زمن الردّة والهزائم أن هناك نفراً من العرب يختلفون عن البقية الصامتة الراكعة الخانعة المستسلمة، أناساً عاهدوا الله سبحانه أن يكونوا رجاله وأن يعيشوا له، أناساً طاهرون في زمن النجاسة التي أغرق الأجنبي ثوب العرب والعروبة بها، فكفر بعروبته البعض وتبرأ منها البعض الآخر، لتتقمصها حفنة أنظمة مستبدة كرّسوا التفكير بعقولهم لتوريم جيوبهم بحزم الدولارات الأميركية من المال «الحرام» على حساب مصالح الشعوب العربية المغــــلــــوب على أمرها! القصة بدأت حين قرر الصهاينة اجتثاث شوكة السيد حسن نصرالله «سيد المقاومة» في الجنوب الصامد لعل وعسى ينسى العالم هزيمتهم في مايو 2000 حين اندحرت قوات الاحتلال الصهيوني بصورة مذلة، ولعل وعسى أن يساهم الأمر في محو تلك الصورة المهينة من ذاكرة الصهاينة، ولعل وعسى أن يرجع عملاؤهم من قوات العميل أنطوان لحد إلى الجنوب مرّة أخرى. فزجّوا بكل ما يملكون من قدرة وقوة يشاركهم البنتاغون هذه الحرب حين بنى جسراً جوياً لا ينقطع ليمدهم بأحدث الأسلحة الفتاكة المشبعة باليورانيوم والقنابل المحرمة دولياً، ويشاركهم أيضاً البيت الأبيض الذي تفرغ تماماً لضمان الغطاء السياسي والإعلامي وإجبار أنظمة «الخضوع» العربية ليس بالوقوف على الحياد وهو موقف مشين بل إدانة الضحية وتوجيه اللوم للمقاومة «الشريفة»! وهو موقف لا يمت إلى رجولة العرب ولا إلى أخلاقهم ولا إلى ما يتبنّونه من معتقدات وما يحملونه من قيم! والمضحك المبكي في القصة أن يأبى بعض دعاة «الشريعة» إلا أن يكونوا في خندق الصهاينة ليكثروا السواد على لبنان وصموده، فكرسوا فتاوى علمائهم وأقلام كتابهم وخطب منابرهم وندوات سياسييهم للنيل من المقاومــــــة «الشريفة»، إلى درجة باتت تُنقل مواقفهم في وسائل الإعلام الصهيونية، قبل العربية، دعماً وإسناداً لمعنويات الصهاينة فترة الحرب! ولكن، ومع ذلك كله أبى الله إلا أن يعري الجميع، فها هي الثلة الصامدة المقاومة في عيتا الشعب ومارون الراس وبعض القرى الحدودية الصغيرة في الجنوب اللبناني الصامد تقف شامخة أمام كل هؤلاء (صهاينة وأميركيين وأوروبيين وجبناء عرب) لترسم ملحمة العزة والشرف ولتؤسس منهجاً جديداً لا مكان للخاضعين والخانعين فيه، إنها معركة كرامة أهدى الله نصرها لسيد المقاومة ورفع شأنه وأعز مقامه وجعله قدوة لأحرار العالم، فأحبه البعيد قبل القريب واحترم مكانته العدو قبل الصديق. نعم إنها ذكرى مرّة على أعداء الله وعبقة على محبيه سبحانه وتعالى. ونحن اليوم في الذكرى الأولى لحرب رفع فيها السيد حسن نصرالله عزتنا وحفظ كرامتنا، لا نملك إلى أن نحفظ صورته في قلوبنا ونرفعها في مجالسنا ودواويننا حباً له وإجلالاً لمقامه عند الله سبحانه.
الراي

تعليقات

اكتب تعليقك