وليد الرجيب يتساءل: هل نحن شعوب لا يرضينا شيء؟!

زاوية الكتاب

كتب 483 مشاهدات 0


الراي

أصبوحة  /  هل نحن شعوب لا نرضى عن شيء؟!

وليد الرجيب

 

«إحنا المصريين مابنرضاش على حاجة»، كان هذا تعليق أحد كبار الاعلاميين في مصر، عندما التقيته صدفة بمطار أبو ظبي، في انتظار الطائرة التي ستقلّنا إلى القاهرة، ومثل هذا القول الذي سمعته منه، هو أشبه بالمقولات الشعبية، التي يرددها سائق التاكسي وبائع الخضراوات ورجل الشارع البسيط، والتي لا تقترب من التحليل السياسي.

ومثل تلك المقولات الشعبية المصرية، كنت أسمعها منذ أيام دراستي بالقاهرة في بداية سبعينات القرن الماضي، والتي لا توصلك إلى نتيجة أو تحليل سياسي، وكأنها تغليف لجهلنا أو غموض المشهد السياسي بالنسبة لنا، وهي برأيي لا تختلف عن المقولة الكويتية «الله لا يغير علينا»، وكفى الله المؤمنين شر القتال.

حدثته عن المحاولات المختلفة للثورة المضادة، من أجل إجهاض ثورتي 25 يناير و30 يونيو اللتين حققهما الشعب المصري وقدم خلالهما التضحيات، وكل الثورات في تاريخ البشرية، لكن الثورة المضادة تعود بأثواب وقبعات متعددة، بينما الهدف واحد سواء ارتدى الحكم لحية وعمامة أم ارتدى حلّة رجل أعمال أم بزّة عسكرية.

الهدف هو الحفاظ على مصالح كبار الرأسماليين المتنفذين، الذين ينهبون بلادهم في البلد المعني، عرب كانوا أم في أي بلد تابع للنظام الرأسمالي العالمي في أي قارة في العالم، هؤلاء المخلصون لأسيادهم في الولايات المتحدة ودول أوروبا، الذين يشتركون معهم في المصالح على حساب شعوبهم.

فبعد الثورات العربية وضعوا دساتير «ثورية» تحقق أهداف الثورات شكلاً، لكنهم ينقضونها بقوانين رجعية واستبدادية وقمعية، كقانون التظاهر وقانون الانتخاب وغيرهما في مصر، وحتى الصحافة التي تسمى حرة، أو تدعي أنها تخلصت من بقايا الأبواق الإعلامية للأنظمة القديمة، تتحول بذاتها ودون أوامر من أجهزة الأمن أو الإعلام، إلى قامعة لحرية الرأي، وأداة دعائية مضادة لإنجازات الجماهير الثورية، لتيئيس الجماهير، وإلقاء اللوم على الأحزاب السياسية، وعلى الشعوب التي «ما بترضاش عن حاجة».

فهل نحن شعوب لا يرضينا شيء، ومتذمرون للا سبب؟ أم أن هناك التفافا على أحلامنا وطموحنا بالحرية والعيش والكرامة والعدالة الاجتماعية؟ ومن حقنا الاحتجاج والانتقاد والمطالبة بالإصلاح والتغيير وحتى الانتفاضة والثورة، وهي حق من حقوق الشعوب.

وقد يبدو أن الشعوب قد أُنهكت أو ملت أو يئست، ولكن الجاهل فقط هو الذي لا يعرف حقيقة الشعوب، وقدرتها اللا محدودة وإرادتها التي لا تقهر، ويجب التفريق بين أحزاب تستطيع رفع الشعار المرحلي والاستراتيجي بكفاءة، وقدرة على التحليل العلمي للواقع المتغير، وأحزاب لا تنظر إلى مصالح شعبها بل مصالح فئة أو طبقة في المجتمع فقط، ولا تملك الرؤية أو القراءة الواضحة والصحيحة.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك