كويتيون في 'سجن بعقوبة'!.. بقلم وليد الغانم
زاوية الكتابكتب ديسمبر 27, 2014, 12:26 ص 1983 مشاهدات 0
القبس
كويتيون في 'سجن بعقوبة'
وليد عبد الله الغانم
ربع قرن، أو أقل بقليل جداً مضى على كارثة غزو العراق للكويت، وهو الحدث الأعظم في المنطقة، والذي سبب شرخاً عظيماً في الامة العربية والاسلامية، ما زال الجميع يعاني من تبعاته الفظيعة على مستوى الانظمة والشعوب وقضايا الخليج والعرب عامة.
للأسف، لم يتم توثيق أحداث هذه الحقبة بشكل مناسب، خصوصا بطولات وانجازات رجال الكويت ونسائها الصامدين والمقاومين والاسرى والشهداء، الذين سطرت نفوسهم صفحات ناصعة من العطاء والتضحية لقضية الكويت العادلة في مقاومة الاحتلال العراقي الغادر، ولولا الجهود الفردية التي بذلها بعض المعاصرين لأحداث الغزو، فسجلوا شهاداتهم ورواياتهم لفقدنا كنوزاً قيمة من تاريخ الوطن.
احد اعظم جوانب التاريخ الكويتي المبهر في الغزو العراقي كانت قصص الاسرى، والتي بدأت من أول ايام الخيانة، واستمرت حتى بعد التحرير، واذا كان من فضل الله علينا عودة آلاف الاسرى الكويتيين، فإن العشرات والمئات منهم قد اعدموا بلا جريرة، سوى انتمائهم لوطنهم وتمسكهم بشرعية البلد، ونسأل الله سبحانه ان يجعلهم من الشهداء.
ناصر سالمين، احد الاسرى الكويتيين، الذي عاين مختلف المعتقلات العراقية طوال ايام الغزو حتى ما بعد التحرير، يقوم الآن بنشر مذكراته الممتعة وقصص الاسرى، والموثقة بالصور النادرة الملتقطة داخل سجون العراق في الشمال والجنوب، واخرج لنا عجائب تلك الايام وزينها بالاسماء والاحداث والتفاصيل الشيقة، لتكون سجلاً منيراً لبطولات ابناء الكويت ومفخرة لتاريخها المعاصر من خلال صفحته الشخصية في الانستغرام في عمل جبار يستحق الرعاية والتشجيع.
هناك المئات والآلاف من المواطنين يحملون تاريخاً صادقاً لاحداث الغزو، سواء من تجاربهم الشخصية أو مما لديهم من روايات ووثائق وصور ومستندات تحكي لنا احداث غزو الكويت من الخيانة حتى الانتصار، لكنهم مترددون بنشر ما لديهم، اما انشغالاً واما تكاسلاً واما عدم رغبة في مشاركة تلك الاحداث او لاي اسباب اخرى، وفي ظل غياب دور رسمي شامل لصون وتوثيق تاريخ الغزو العراقي وتحرير الكويت، فإنا نوجه لكل هؤلاء نداءً مخلصاً بالا يبخلوا علينا وعلى تاريخ الكويت بالمبادرة لنشر ما لديهم وتوثيقه وابرازه ليطلع عليه العالم جميعاً، ولتحتفظ به الاجيال من خلال الوسائل التكنولوجية الميسرة بين ايدينا.
ناصر سالمين شكراً لجهودك وقصصك الرائعة، ونأمل ان نراها قريبا في موسوعة تنشر وتدرس كما شاهدناها في موقعك الشخصي المميز بالانستغرام، فزوروه واستمتعوا بروائعه بعنوانه prisonerkwt1990@ والله الموفق.
القبس
تعليقات