للهروب والخلاص من 'جحيم التخلف' مبادئ يعددها خالد الجنفاوي

زاوية الكتاب

كتب 2354 مشاهدات 0


السياسة

الهروب من جحيم التخلف

د. خالد عايد الجنفاوي

 

يشير التخلف إلى التباطؤ والرفض المتعمد عن مواكبة ما يحدث من تطورات اجتماعية وثقافية, وهو ظاهرة سلبية تعاني منها بعض المجتمعات الإنسانية في عالم اليوم. ولكن ما الذي يرسخ التخلف والرجعية في المجتمع وما هي نتائجه على حاضر ومستقبل أعضائه؟ اعتقد أن التخلف يرسخه ضيق الأفق الفطري أو المُكتسب الذي ينتج عن كراهية ما هو مختلف عن النفس, والخوف من الحرية والرعب الشديد تجاه تمكن الفرد من ممارسة حياته بحرية ومن دون قيود مصطنعة.
وبالطبع, لا توجد علاقة أكيدة بين التخلف, الاجتماعي والثقافي, وبين مستوى تعليم أعضاء المجتمع, فتتم مثلاً ممارسة مختلف أنواع الرجعية في أكثر المجتمعات امتلاكا للوسائل التكنلوجية والتقنيات العصرية.
يبرز ويتفاقم التخلف في ذلك المجتمع الذي يزيد فيه استعمال وسائل التواصل الاجتماعي الإلكتروني لأن الجهل يصبح في هذه الحالة أمراً علنياً حيث يتنافس البعض في نشر تخلفهم عبر الأثير الإلكتروني! التخلف ورجعية التفكير فيروسات تسبب أمراضاً اجتماعية متعددة منها على سبيل المثال الغلو والتعصب الأعمى وكراهية الآخر والافراط العاطفي والعنف وامتهان حرية الرأي والتعبير وتشويه سمعة من يتجرأ ويعلن عن رأي متسامح في بيئة اللا تسامح.
كيف يمكن للإنسان العقلاني والمتسامح النجاة والافلات من جحيم التخلف وبخاصة إذا وجد نفسه محاطاً بسلوكيات وتصرفات اجتماعية رجعية للغاية؟ اعتقد أن العقلاني والإنسان المتمدن يمكن له الهروب من جحيم التخلف ومظاهره السلوكية السيئة وتبعاتها باعتناق المبادئ التالية:
حصر النقاش مع المتعصبين والمتطرفين والفوضويين حول حالة الطقس!
تفادي إقامة علاقة صداقة مع أي شخص يدعو إلى ترسيخ العصبيات والنعرات القبلية والطائفية والفئوية.
حصر التفاعل الاجتماعي من المنغلقين ذهنياً والمتخلفين حضارياً وفي أضيق الحالات.
تنظيم الحياة اليومية وفق أفضل أساليب الحياة العصرية والمتطورة والمتعارف عليها في عالم اليوم.
التقيد بالنظم والقوانين والإجراءات والارشادات في الحياة العامة.
قبول حتمية وجود أفراد يصعب التعامل معهم إطلاقاً بسبب ضيق أفقهم.
التعامل الجاف, عاطفياً وشعورياً, مع ضيق الأفق, وعدم إفساح المجال له لفرض وصايته الأخلاقية.
قبول حتمية وجود أشخاص قليلي الأدب ومتعجرفين للغاية والاستعداد النفسي لمواجهة وقاحتهم.
تفضيل العزلة الاجتماعية الايجابية بدلاً من الانغماس اليومي في أوحال التعصب والتعنت وكراهية الآخر.
يبدأ الخلاص من جحيم التخلف برفض الإذعان لمتطلباته المتطرفة مثل رفض الآخر, والنعرات التفريقية والتفكير العاطفي, واعتناق التفتح العقلي والتسامح والتعددية والتفكير واسع الأفق في الحياة اليومية.

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك