وزارة الأخلاق الحميدة!.. بقلم علي البغلي
زاوية الكتابكتب ديسمبر 20, 2014, 12:02 ص 864 مشاهدات 0
القبس
جرة قلم / تركيز خاطئ!
علي أحمد البغلي
وزارة داخليتنا العتيدة يحق لنا، بعد تحركاتها «النشطة» الأخيرة، أن نطلق عليها وزارة الأخلاق الحميدة، وذلك بإشغال أجهزتها المختصة بضبط الجرائم أو منع الجريمة قبل وقوعها، تحديداً جهاز المباحث العامة، في ضبط أبطال قصص تافهة، تم بثها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً!
الحكاية الأولى عن فتاتين عابثتين، ويوجد لدينا مثلهما الكثير، فركّب عليها من ليس لديهم شغل وعمل في الكويت ـ ولدينا منهم عشرات الآلاف أيضاً ـ نشيدة مدرسية جميلة اسمها «قفز الأرنب»!.. فانتشر الفيلم بوسائل الاتصال انتشار النار في الهشيم.. وضحك من رآه وابتسم لتفاهة القصة وأبطالها!
الفيلم الثاني لسيدة ذات قوام ممشوق تذهب إلى أحد إسطبلات الخيل، وتتغزل بجمال أحد الخيول وتقبله، ليأتي رفيقها ليقبلها على وجنتها.. وتنتهي الحكاية..
والأفعال السابقة لا تعد جريمة بموجب قانون الجزاء، لأنها لم تقع في أمكنة عامة، ولم يرها من كان يرتاد تلك الأماكن العامة، بل إن من صورها هم أبطالها، الذين لربما أرسلوها لبعض أصدقائهم، ليرسلها الأصدقاء لأصدقاء الأصدقاء.. وهكذا!.. وهذا أمر فيه انتهاك لخصوصية أولئك المواطنين، الذين لم يرتكبوا جريمة شنعاء تهز أركان المجتمع، لتثور ثائرة وزارة الداخلية، لتضبطهم بهدف ردع من تسول له نفسه الحيد عن الأخلاق الحميدة بعد ضبط أولئك المجاهرين بالمعصية!
***
لأحبائنا بوزارة الداخلية نشير لهم إلى حديث الدكتور عادل الزايد، مدير مركز الصحة النفسية، الذي صرح مؤخراً «بأن الإحصاءات الأخيرة دلت على ارتفاع نسبة تعاطي المواد المخدرة، حيث تزايد مؤخراً تداول مادة «الشبو» المخدرة بشكل لافت، التي لها تأثيرات وأعراض خطرة في جسد المدمن.. وقد حل الشبو محل حبوب الكبتاغون (الكبتي)، وهي التي كانت المادة الأكثر انتشاراً بين صفوف المدمنين».. الزايد بيّن أن أغلب الفئات العمرية التي تدمن على المواد المخدرة هي ما بين 15 و25 عاماً، مؤكداً وجود مدمنين يبلغون من العمر 50 عاماً!
وهنا يحق لنا أن نوجه تساؤلاً مستحقاً لأبطال وزارة الداخلية، أيهما أولى بالضبط والإيقاف: أبطال «قفز الأرنب» أم «الحصان».. أم الأبطال مروجو مادة الشبو المدمرة وحبوب الكبتي، التي تدمر مستقبل مواطنين وزهرة شبابهم؟!
فتركيزكم يا إخوان.. هو تركيز خاطئ.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تعليقات