محمد جميل إبن سليِّم يكتب .. سرقوا أحلامي!!
زاوية الكتابكتب ديسمبر 16, 2014, 7:06 م 1228 مشاهدات 0
سرقوا أحلامي بعنصريتهم البغيضة ، أنا وغيري آلاف الشباب الكويتيين البدون، كنا نحلم بحياة كريمه يسودها الخير والمحبة والتلاحم والتراحم والتآخي بين أبناء الشعب الواحد بدوهم وحضرهم وكنا نحلم أيضاً بغدٍ واعد مليئ بالأمل في وطننا الكويت وطن النهار وطن السلام والأمن وطن المصير الواحد، ولكنا فوجئنا أن حكومتنا جعلت بيننا وبين ما كنا نحلم فيه طريقاً وعراً وسداً
منيعاً يسقي ويغذي البعيد كعين عذاري .
وللأسف جعلو بيننا وبينهم جسراً يعبرون من فوقنا ويغمضون أعينهم عنا وعن تلمس إحتياجاتنا كأنهم لا يروننا .100 ألف انسان بشيبها وشبابها وأطفالها ، وكأنه لايوجد على خارطة الكويت بشر من البدون وتوقفت مسيرة التنمية على أرصفة شوارع مناطقنا الآيلة للسقوط ، ونحن نرى تسابق التجار واللجان الخيرية والشركات والأفراد المحموم ، لبناء المدن والجامعات والمراكز والمدارس والمزارع ، في قارات العالم الخمس ،ونسونا أو بالأحرى تناسونا ونصبوا أنفسهم حكوميين أكثر من الحكومه ، في تعاملها مع الملف الخاص بقضيتنا ، علماً بأننا لانبعد عنهم سوى عشرات الأمتار في مناطقنا المهجورة من الخدمات وشوارعنا المحفرة والبنية التحتية المتهالكة في مناطق الصليبية وتيماء .
وانا هنا أتكلم لأني أرى وجه القصور التام من الحكومة وبمباركة البعض من أفراد الشعب الذي يصلي الفروض كاملةً ، يركع ويسجد ، وينتظر أن يدخل الجنة محمولاً على طبق من ذهب ، وهو يرى الظلم والجور الذي يعانيه أبناء البدون .
الحكومة والشعب في مركب واحد من عدم المبالاة وتركوا الزمن كفيلاً بحلها ، كما قال بعضهم ألا تعلم الحكومه والشعب أننا مكون رئيسي من هذا النسيج المتكامل .
لقد دافع آبائنا وإخواننا عن الأرض والعرض في الحروب العربية والقومية ، ولقد إمتزج الدم في8/2/ 1990 فلم يفرق العدو الغازي بين المواطن والبدون ، وإستشهد العشرات وأصيب المئات وأسر الآلاف من البدون .
وكذلك في حرب تحرير الكويت ، وكنا نتوسم خيراً بحكومتنا أن ترجع عن غيها وتعيد الحق لاصحابه ولكنها للأسف زادت
الحصار علينا ، فمنعتنا من العمل والتعليم .
فأنا هنا أتهم المسئولين عن معاناتنا والمتسببين في هذا الوضع المخزي من عمر قضيتنا العادلة .كل حسب إسمه وصفته ومنصبه .وهذا غيضٌ من فيض لما آلت إليه أحوالنا الحياتية اليومية والتي صنعها أخينا بالدم والدين والمذهب .
بكل خبث وحقد وحسد وضغينه
وطن تركن فيه على الرف وتحت الأرض مدفون وأنت حي وفي عنفوان شبابك
منذ ولادتنا لم نعرف غير الكويت وطناً وسكناً فهي أمنا وملاذنا الآمن ولكنهم جردونا وحرمونا من إنسانيتنا بلا سبب أو جريره
فتعاملوا معنا على مدى 60 عام ، بسياسة التضييق والتهميش والتطفيش ، وأوقفوا صرف الأوراق الرسمية الثبوتية الداله على شخصية الفرد منا .
بدءاً من شهادة الميلاد والوفاة وعقود الزواج والطلاق وحصر الإرث وجوازات السفروالتعليم الخ... .
الفرد منا لا يمتلك ورقة تثبت مواطنته في وطنه ، ولقد منعوها عنا وسلبوا حقنا بالمواطنة الكامله ، ويريدون مني وأمثالي ، أن لا نرفع صوتنا مطالبين بحقوقنا التي كفلها لنا الشرع والدستور والقانون .
وأن نصمت عن حقنا كصمت القبور .
وهنا أقف لأحتج وبصمتالحليم ، حيث أني لازلت حياً . لماذا تريدون مصادرة حقي وآرائي لماذا تريدون مصادرة ابسط حقوقي في التعبير السلمي والحجر علي صوتي الست من فصيلتكم البشرية ، لي حقوق وعلي واجبات .
وهل سماء الكويت لا تظلل علي أم هي ملكٌ لكم فقط ، وأنا على يقين لو إنكمتملكون منع الهواء والماء عنا لفعلتوا ذلك .
كما منعتوا صرف مساعدات بيت الزكاة عن البعض والتي هي حق خالص لله عز وجل ، تؤخذ من الأغنياء وتعطى للفقراء ، والتي يعاني منها بشكل خاص إخواننا البدون الذين أجبرتهم الحكومه في فترات سابقة وإستخرجوا جوازات سفر مزورة ، هذه الفئه المطحونه .
إن كلماتي في هذه السطورلا تمثل شخصيتي فقطوإنما سطرتها بلسان وبإسم كل الكويتيين البدون المظلومين .بعد أن جعلتونا فقراء بلا مصدر رزق ثابت ، أي بلا عمل نعتاش منه في هذه الأرض ، والتي خيرها وصل للعالم اجمع وتوقف قبل أن يصلنا بفعل فاعل .
وأخيراً .
نحن الكويتيين البدون جسد واحد وقضيتنا وهدفنا ومصيرنا ومعاناتنا واحدة .
ولتعلم الحكومة ومن يسير في فلكها ممن يتعاطى مع قضيتنا بالسراديب المظلمه .
أقول وبصوت كله فخر وإعتزاز ، إن القضاء الكويتي النزيه هو ملاذنا الأخير بعد الله جل وعلا ، ففيه نجد الحل العادل والفصل الحكم ، ونرتضيه حكماً بيننا وبينكم ، فيما ندَّعيه نحن الكويتيين البدون ، وتدَّعيه الحكومه والجهاز المركزي .
وإعلموا جميعاً إن الظلم ظلمات يوم القيامة ، ولنا بالله عز وجل يقين ، أن يقتص ممن ظلمنا في الدنيا والآخره .
بقلم / محمد جميل إبن سليِّم
تعليقات