مسؤولية تدعيم المواطنة تقع على كافة مؤسسات المجتمع!.. بنظر سلوى الجسار
زاوية الكتابكتب ديسمبر 13, 2014, 1:10 ص 1548 مشاهدات 0
الوطن
رؤيتي / تنمية المواطنة.. بين الواقع والمسؤولية
د. سلوى الجسار
تمثل المواطنة علاقة الفرد بالدولة حيث يحكم هذه العلاقة واجبات وحقوق كل منها على الآخر.. حيث تؤكد المواطنة ان الجميع متساوون في المجتمع بما يحدده قانون الدولة والقواعد والنظم وهذا يؤكد اهمية نبذ المجتمع للتميز بين الأفراد فلا تمايز بالمستوى الاجتماعي ولا باللون أو الجنس مما يجعل الجميع يمارسون واجباتهم وحقوقهم في ظل قيم الديموقراطية واحترام المسؤوليات التي نعيشها والقانون الذي كفل العدالة للجميع ولهذا يسود الاحترام وتصان كرامة وحقوق الانسان، ولكن ما نعيشه اليوم من صراعات فكرية واجتماعية وسياسية وتوجهات فردية وتكتلية وفتن مدفونة وخبيثة هي محاولات لتشكيك الانسان الكويتي بوطنيته ولشق مفهوم الوحدة الوطنية وتغليب المصالح الخاصة على العامة لغرض تفتيت المجتمع وتجزئته واضعافه والوقوف في سبيل تنميته وحفظ كرامته.
لقد نادى الكثير بأهمية الوحدة الوطنية وتعزيز المواطنة في مجتمعنا الصغير لضمان المساواة والعدالة بين المواطنين والمحافظة على الديموقراطية التي حاول الكثير طمسها وخلق أنواع مختلفة من الاسباب لكراهيتها، كما ان المواطنة تعمل على تنمية المواطن واعتزازه بمجتمعه وبوطنه والمحافظة عليه وحمايته، بالاضافة الى الدور الكبير الذي تقوم به المواطنة في تدعيم وتنظيم الشراكة بين الأفراد والدولة في تحقيق التنمية المجتمعية المستدامة والقضاء على الصراعات المختلفة والفتن التي تتربص بنا بين اليوم والآخر، وعليه فالمسؤولية تقع على مؤسسات المجتمع بكافة عناصرها على تدعيم المواطنة وايجاد آلية وبرامج عمل وتعاون وتنسيق بين المؤسسات في تنشئة المواطن الصالح.ولعل أهم المؤسسات هي الأسرة والمدرسة والمجتمع المدني ووسائل الاعلام، فالأسرة مع الأسف الشديد بدأت تفقد دورها الحيوي في التنشئة الاجتماعية وتربية الأولاد بسبب انشغال الوالدين معظم الوقت ووجودهما خارج المنزل وترك الأبناء لتربية الخدم، مما يجعل الطفل لا يشعر باحساسه وانتمائه الى أسرته بسبب عدم شعوره بالتقدير والرعاية والاحترام، بل انتمائه الاجتماعي بالخادمة وهذا يتضح من خلال كلامه المكسر ولغته ولهجته المستخدمة واختلال في هويته الامر الذي انعكس سلباً على بناء شخصيته.أما المدرسة فقد فقدت دورها التربوي والتعليمي وأهدافها، وهذا انعكس على تكوين الجماعات والعصابات وزاد العنف والصراع بين الطلبة، وانتشرت سلوكيات خطرة وغير مرغوبة مثل التدخين، والسرقة والكذب ووصل الحال الى ادخال الآلات الحادة الى المدارس واحداث الضرر النفسي والانساني بين المتعلمين، فأين دور المدرسة الفعلي وشعور المتعلم بانتمائه للمجتمع المدرسي وخلق التوازن النفسي مع جماعة المدرسة؟ أين المناهج المدرسية والأنشطة التربوية التي تدعم تنمية المواطنة وخلق المواطن الصالح؟ اين المعلم والمدير القدوة ونحن نفتقد نماذج تعليمية تربوية؟ أما المجتمع المدني بأنواعه وأدواره فاتجه البعض منه الى ممارسة لعبة الدور السياسي ونسي دوره الفعلي في تنمية قيم المواطنة لدى أبناء المجتمع، ولكن ما نشاهده هو الاختلافات الكثيرة بين التوجهات والآراء لأغراض سياسية خلقت التفرقة بين الأفراد وزادت الانتماءات الجزئية والانقسمات الفكرية المتطرفة.ان المجتمع المدني يجب ان يكون له دور بارز في تنمية المواطنة ودعمها من خلال البرامج التوعوية وبالتأثير المباشر على الاعلام ورسم الخطط والبرامج الفعالة في سبيل تشكيل الرأي العام بأهمية قيم المواطنة ودعمها.أما الاعلام المسموع والمرئي والمقروء فقد فقد دوره الأساسي المطلوب منه في تنمية قيم المواطنة لدى الانسان الكويتي وأصبح الاعلام الحكومي يعمل من دون خطة قصيرة أو طويلة المدى وأصبح يركز على البرامج المختلفة غير المدروسة تربوياً أو اجتماعياً ومدى تأثيرها النفسي على الأبناء والأسر والمجتمع، ولهذا يجب ان يركز الاعلام بجميع أنواعه وبرامجه على التنشئة المجتمعية وتعزيز الانتماء الوطني وبناء المجتمع للمحافظة على الوحدة الوطنية.
تعليقات