التطرف والإرهاب لا يقتصرا على الموضوعات المرتبطة بالدين!.. برأي حمود الحطاب

زاوية الكتاب

كتب 2153 مشاهدات 0


السياسة

شفافيات  /  التطرف فكر غير مبرر.. كيف نفهم ما يحدث؟

د. حمود الحطاب

 

من تسهيل المفاهيم والمعارف المتداولة عالميا حول معاني التطرف والارهاب, ونحو ذلك من الفكر المحير لذوي الالباب, يمكن القول ان التطرف هو ما كتبناه اعلاه في العنوان الذي بين ايدي حضراتكم واضحا كالشمس في رابعة النهار, فهو فكر غير منطقي وخارج عن مقتضيات العقل والطبيعية, تتبعه ثقافة وسلوك وعمل وتوجهات, ولا نهاية لمداه, ولا حد لابعاده وتناميه, وهو يبني القضايا الخطأ فوق بعضها طبقات متراكمة, كتراكم صخور الجبال الصلدة التي قد يعجز السيل عن ان يحطها ويدحرجها من عَلٍ, مما يصعب عملية تفكيكها في ادمغة المتبنين للتطرف لاخراجهم منه, جماعيا وفرديا, نحو العقلانية والقيمية والطبيعية. بمعنى اعادة تاهيلهم للحياة المتوازنة في المجتمع الانساني الحضاري الحر.
ويفرض سؤال نفسه في هذا السياق المتشابه في المعاني, فيطرح جملته المستقيمة قائلا :ولكن هل التطرف هو الارهاب؟ وما الارهاب في تعريفه؟ وهل يمكن القول ان هناك ارهابا مشروعا تتبناه الحضارات والدول وتعمل على تنميته؟ وفي المقابل وفي الجانب الثاني تأتي تكملة حقانية للسؤال الواعي هذا وهي :هل هناك ارهاب ممقوت ممنوع محارب من قبل الحضارة الانسانية ايضا؟
اقول: ان هذا التساؤل وهذا الكلام مستغرب جدا كما انه مفاجئ ومثير للجدل, ولنقل قبل كل شيء: هل يمكن لنا مناقشة كل هذا الكم من الموضوعات التي يظهر للعيان بانها متشابكة ومتداخلة, هل يمكن تناولها واعطاؤها حقها ومستحقها في مقالة واثنتين وعشرة من الحجم الدسم الثقيل؟ بالطبع هذا ممكن, لكنه يحتاج زمنا طويلا جدا.
وخير الكلام في هذا الذي لا نريد معالجته, اكاديميا او علميا, بقدر ما نريد تبسيط معانيه والقاء الضوء على اركانه وتسليط النور على طبيعته بهدف اضافة اوراق اخرى الى الابحاث في هذا الميدان الفكري الاكثر خطورة وتداولا على مستوى الساحة العالمية, سياسيا ودينيا وثقافيا وتربويا وعسكريا وامنيا… فهل ترك التطرف شيئا لم يرهبه ويدخله في حسابه؟
ولكي لا يطول بنا المقام كثيرا, ونحن نقوم بعملية تسخين للراي في هذا الجو البارد عالميا في كل شيء, فساقول كلاما نحو الارهاب ولا اخيط اطرافه تاركا اياه على طريقة الكتابة للمدرسة اللبنانية الحرة, فاتحا له المجال كي يتفاعل مع ثقافة كل قارئ, وخبراته المتراكمة ومن دون الزامه براي للكاتب باقفال قفص الدائرة عليه.. اقول ومن دون حذر ومع شوقي ان اكمل الموضوع: نعم هناك علاقة وثيقة بين التطرف والارهاب! وهذا متوقع, ولا يقتصر هذا على الموضوعات المرتبطة بالدين ولكنه يشمل حركة الحياة كلها, وازيد الطين بلة حين اقول: نعم هناك ارهاب ايجابي تتبناه ارقى الحضارات! كيف؟ وما الدليل؟ وهناك ايضا ارهاب سلبي قاتله الله. نكمل في المقالة المقبلة ان شاء الله

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك