أمريكا تشدد الإجراءات الأمنية في سفاراتها
عربي و دوليقبيل نشر تقرير حول ممارسة المخابرات المركزية للتعذيب
ديسمبر 9, 2014, 8:41 ص 1569 مشاهدات 0
قال البيت الابيض إن الولايات المتحدة شددت الاجراءات الامنية في سفاراتها ومنشآتها حول العالم قبيل نشر تقرير من المتوقع ان يكشف عن تفاصيل اساليب التحقيق التي تتبعها وكالة المخابرات المركزية بحق المعتقلين.
وقال ناطق باسم البيت الابيض في واشنطن إن السفارات الامريكية وغيرها من المصالح اتخذت اجراءات احترازية بعد ورود 'بعض المؤشرات' الى احتمال تعرضها 'لمخاطر.'
ومن المقرر ان تنشر يوم الثلاثاء خلاصة تقع في 480 صفحة للتقرير الذي اعده مجلس الشيوخ حول التعذيب والذي سيتطرق بالتفصيل للحملة التي خاضتها وكالة المخابرات المركزية ضد تنظيم القاعدة في اعقاب هجمات سبتمبر / ايلول 2001.
واضافة الى خوضه في تفاصيل الاساليب والممارسات المثيرة للجدل التي استخدمتها الوكالة لاستخلاص المعلومات من المشتبه بهم، من المتوقع ان يخلص التقرير الى ان هذه الاساليب المتسمة بالعنف لم تأت بالنتائج المرجوة منها.
وكان موعد نشر التقرير قد تأجل بعد ان نشبت خلافات في واشنطن حول الاجزاء التي ينبغي اتاحتها للعامة.
وسيبقى التقرير الاصلي الذي يقع في 6 آلاف صفحة سريا وطي الكتمان، ولكن الاعضاء الديمقراطيين في اللجنة التي صاغته قرروا نشر الخلاصة ذات الـ 480 صفحة.
وكان الرئيس باراك اوباما قد اوقف برنامج التحقيقات في الوكالة عند توليه الحكم عام 2009، واعترف بأن بعض الاساليب التي استخدمتها المخابرات المركزية في التحقيق مع معتقلي تنظيم القاعدة كانت ترقى الى تعذيب.
وكانت الحملة التي شنتها المخابرات المركزية ضد تنظيم القاعدة ابان ولاية الرئيس جورج بوش الابن قد شهدت احتجاز اكثر من 100 'ارهابي مشتبه به' في 'مواقع سوداء' خارج الولايات المتحدة.
وعبر الرئيس اوباما عن اعتقاده بأن مسؤولي الوكالة استخدموا هذه الاساليب الشديدة نتيجة 'الضغوط الكبيرة' التي كانوا يتعرضون لها لمنع تكرار هجمات سبتمبر.
وكان تحقيق سابق في برنامج التحقيقات اجرته وزارة العدل قد انتهى عام 2012 دون توجيه اي تهم، مما اثار غضب الجماعات المدافعة عن الحقوق المدنية.
وقال جوش ارنست، الناطق باسم البيت الابيض، يوم الاثنين إن ادارة الرئيس اوباما ترحب بنشر خلاصة التقرير، ولكنه اضاف ان ثمة مؤشرات الى ان النشر قد يزيد المخاطر التي تعرض لها المصالح الامريكية حول العالم.
وقال الناطق 'اتخذت الادارة الخطوات الكفيلة بوضع الاجراءات الامنية الضرورية قيد التنفيذ.'
وكان وزير الخارجية الامريكي جون كيري قد طلب في وقت سابق من رئيسة لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ دايان فاينشتاين ان 'تفكر' في امكانية تغيير موعد نشر التقرير.
ولكن ارنست قال للصحفيين إنه 'سيكون من الصعب تصور' موعد مناسب للنشر.
ورغم ما يقال عن ان عناصر وكالة المخابرات المركزية تجاوزوا الحدود القانونية فيما يخص اساليب التحقيق التي كانت قد فرضتها ادارة بوش، ترأس الرئيس السابق في مقابلات تلفزيونية الحملة المعارضة لنشر التقرير والدفاع عن الوكالة.
وقال بوش لشبكة سي ان ان يوم الاحد 'نحن محظوظون بأن لدينا نسوة ورجال يعملون نيابة عنا في وكالة المخابرات المركزية. هؤلاء وطنيون ومهما يقول هذا التقرير في التقليل من اهمية خدمتهم لهذا البلد فإن التقرير يجانب الحقيقة.'
وانضم الحملة التي يقودها بوش آخرون للتقليل من اهمية التقرير وما جاء به، بما في ذلك قوله إن الوكالة خدعت مسؤولي ادارة بوش فيما يخص برنامج التحقيق.
وقال مايكل هايدن المدير السابق للوكالة لصحيفة نيويورك تايمز قبل نشر التقرير 'لسنا هنا لندافع عن التعذيب بل لندافع عن التاريخ.'
والتقرير ثمرة بحوث استغرقت عدة سنوات اجرتها لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ التي يسيطر عليها الديمقراطيون حاليا. ومن المتوقع ان ينشر الاعضاء الجمهوريون تقريرهم الخاص لاحقا.
تعليقات