هل الحوار هو الحل لمشاكلنا؟!.. فوزية أبل تتساءل

زاوية الكتاب

كتب 454 مشاهدات 0


القبس

هل الحوار هو الحل  لمشاكلنا؟

فوزية أبل

 

الحوار.. كلمة احتلت المنابر الإعلامية في المدة الأخيرة، ومن دون أن نفهم المقصود منها، وما ستؤول إليه في حال كان هناك انتقال من الكلام إلى الفعل.

الكلام عن الحوار يترافق مع الدعوات إلى المصالحة، أو العلاج المشترك لحالة الانقسام التي يعيشها المشهد المحلي، ولكن لكثرة تكرار هذه الكلمة فقد تحوّلت إلى مجرد رفع للشعار، ووقعها في النفوس يتضاءل.

الحوار هو أسلوب حضاري في التعامل، والعديد من الدول استطاعت أن تحل مجمل مشاكلها انطلاقاً من موائد الحوار، فالتوافق الوطني هو الذي يشق الطريق أمام مرحلة جديدة من البناء والاستقرار.

أصبحنا نردد كلمات طنانة من دون أن نحدد ماذا نريد من الحوار؟ وما القوى أو الشخصيات التي تريد الجلوس على طاولة الحوار؟ وهل هناك موضوع مهم يستحق أن نجري بشأنه هذا النوع من النقاش؟

يبقى أن نقول إن الشارع الكويتي اليوم صار واعياً لحقيقة ما يجري، وبإمكانه الإجابة عن مجمل الأسئلة المطروحة. فالحوار في أوقات المنعطفات متأصل عند الكويتيين وفي مختلف المراحل السياسية من عمر الدولة الكويتية.

فمن المهم أن يكون المرء منفتحاً لتقبل آراء الآخرين حتى لو كانت لا تصبّ في قناعاته (وفي مصلحته)، وأن تسبق ذلك فترة من الرسائل الإيجابية من كل الأطراف، وعدم وجود شروط مسبقة، فالتركيز على نقاط الالتقاء، والاستعداد للإيثار ونكران الذات، وتقديم التنازلات، وصولاً إلى التسويات، وبعيداً عن الخوض في مواجهات إعلامية، وألا يكون الحوار المأمول مجرد وسيلة لإعادة أشخاص معينين (أو قوى معينة) إلى دائرة الضوء أو تنفيذاً لأجندة معينة.

ولكن البعض يشكك في فعالية هذا المنحى من المصالحة، بقوله: كيف نسامح الذين ارتكبوا أخطاء بحق الوطن ومصالحه، وكيف نجلس معهم ونتحاور طالما أن نواياهم قد تكون غير سليمة تجاهنا وتجاه ما نمثل من قيم ومبادئ؟

وهذا إن لم نقل إننا نفتقد إلى سياسيين كفؤين فعلاً (لا قولاً)، وإلى قوى جديرة بالإشراف على مصالحة وطنية حقيقية. فالوطن لا يتحمل كل هذه الصراعات والحسابات والأنانيات، لأن فاتورة الانقسام الحاصل عالية الكلفة على البلد ومصالحه واستقراره.

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل الحوار هو في حد ذاته الحل السحري المنشود لقضايانا المطروحة من ألفها إلى يائها؟!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك