لا دين للدجل…؟!!‎ بقلم عبدالكريم الشمري

زاوية الكتاب

كتب عبدالكريم الشمري 998 مشاهدات 0

عبدالكريم الشمري

لا أحد يستطيع انكار ما أثبته الواقع من قدرة الإعلام الليبرالي على تحقيق جزء كبير من مخططاته التدميرية للدين والأخلاق والقيم،فالإعلام الليبرالي استطاع الزحف على عقول كثير من المسلمين واجتثاث ما رسخ فيها من كمال وجمال دين الإسلام،واستطاع تكريه بعض المسلمين بكل ما يمت للدين بصلة ابتداءً من المظاهر وانتهاءً بعقيدة التوحيد والولاء والبراء،واستطاع اقناع بعض السذج بأن الأصل في الرجل والمرأة الذين تظهر عليها مظاهر التدين النفاق حتى يثبت عكس ذلك…؟!
وأخطر ما تمكن منه الإعلام الليبرالي هو التحكم في مساحة الدجل!،فالإعلام الليبرالي استطاع اقناع شريحة كبيرة من المجتمع بأن الدجل مقصور على الدين والمتدينين فقط!.
فشيخ الدين الذي يستغل الدين لما له من مكانة في نفوس الجماهير لترويضها وتوجيهها وفق رغبات الظلمة عالم سلطان ودجال…!
أما الليبرالي الذي يستغل المفاهيم النبيلة -التي لا يبعد تأثيرها كثيرا عن تأثير الدين في الجماهير كالحرية والعدالة والمساواة -لتطويع مضامينها لمصالحه ومصالح حزبه فلا يصح منا وصفه بالدجل ويجب علينا أن نتغاضى عن العلة المشتركة بينه وبين شيخ الدين وهي تطويع المفاهيم النبيلة والقيم العليا للمصالح الشخصية…وإلا ستطالنا التهم المعدة سلفا وهي أننا رجعيون وظلاميون ومتطرفون وأعداء التقدم!
ويجب علينا كذلك أن نفرق-وإن كنا غير مقتنعين حتى لا نوصف بالرجعية-بين شيخ الدين الذين يأكل أموال الناس بالباطل عن طريق استغلال الرقية الشرعية أو جمع التبرعات
بحجة خدمة قضايا الإسلام وبين الليبرالي الذين يأكل أموال الناس بالباطل عن طريق استغلال مسمى العلم وحشوه بالدجل كدورات البرمجة العصبية وغيرها…أو جمع التبرعات بحجة خدمة قضايا الإنسانية!
ولا يجوز لنا اعمال عقولنا والنظر للقاسم المشترك الذي مكن دجل رجال الدين والليبرالية من عقول الناس وهو ركون الناس للدين والعلم،ويقينهم من قدرتهما على شفاء الأمراض…وحب كثير الناس لبذل المال في سبيل الخير!.
فينبغي علينا تحصين أنفسنا من تهم الرجعية والتطرف بتكثيف جهودنا وصبها فقط على الدجل باسم الدين أم الدجل باسم الليبرالية فينبغي لنا رفع القبعة له لأنه استطاع خطف الأضواء من الدجل باسم الدين وأخذ الصدارة في ميادين الدجل…؟!!

عبدالكريم دوخي الشمري

الآن - رأي: عبدالكريم الشمري

تعليقات

اكتب تعليقك