مطلوب مؤتمر وطني لمواجهة الكارثة!.. برأي عبد اللطيف الدعيج

القبس

المشكلة والحل وطنيان

عبد اللطيف الدعيج

 

أصبح واضحاً ان التكرار هنا ضرورة. وان اهمية مواصلة الدق، او الزن على موضوع معالجة ازمة الاقتصاد الكويتي قد يفك اللحام في النهاية. ويدفع بالبعض الى النهوض، ومواجهة الكوارث القادمة. ازمة الاقتصاد الكويتي، وليس معالجة انخفاض أسعار النفط، كما يطرح البعض، ويحصر الازمة الدائمة في الاقتصاد بسعر النفط. ليس انخفاض اسعار النفط هو المشكلة. مع انها «الكارثة»، بحكم ان اقتصادنا قائم بكامله على النفط. باسعار النفط الحالية ام بانخفاضها سنواجه العلل والمشكلات التي يفرزها الواقع الكويتي. ونسير بخطى ربما حثيثة، وبإصرار عنيد نحو الهاوية.

مشكلتنا في المجتمع الكويتي، الذي تحول الى مجتمع مستهلكين. يتمتعون بدرجة اكثر من عالية من الشراهة، تعود بالاساس الى المشكلة الاساسية، وهي انهم لا يعملون. نحن شعب لا يعمل.. ومن لا يعمل ليس لديه وقت فراغ كبير، ولكن لديه الفراغ بعينه وعلمه. وعليه ان يملأ هذا الفراغ، وان يشغل نفسه بالطبع في ما يضر، وفي ما لن ينفع. لهذا نحن نستهلك الكثير. ولهذا ايضا فانه بثبات اسعار النفط، او حتى بمواصلة ارتفاعها، فإن «الماء سيزيد على الطحين»، وسنجد انفسنا في النهاية عاجزين عن تلبية استهلاكنا الشره والمتنامي.

ان الازمة حقيقية، ليست توقعات ولا افتراضات، بل حقائق مؤكدة قادمة. لهذا لا بد من التكاتف اليوم لمواجهة كارثة الغد، ان الحكومة في موقف لا تحسد عليه بالتأكيد. لكن علينا ان نكون منصفين وأمينين مع انفسنا. فهذا الموقف خلقناه نحن وشاركنا به، باركناه وايدناه. بل ان البعض منا وقف بشدة وعناد ضد محاولات اصلاحه، او الحد من سرعة جره لنا الى الهاوية. نحن وليس الحكومة من خلق وأيد وأصر على مواصلة الخمول والبطالة المقنعة او المختارة، ونحن من يصر على ترديد العبارة الخالدة «عدم المساس بذوي الدخل المحدود»، وفي الكويت الكل ذوو دخل محدود، لان احدا لا ينتج اصلا.. بل الجميع، كبارا وصغارا، فقراء وتجارا، الجميع يتعيش على الانفاق الحكومي.

لهذا وللمرة العاشرة.. مطلوب مؤتمر وطني، او تجمع وطني لمواجهة الكارثة. مطلوب مشاركة الجميع في وصف المشكلات وطرح الحلول. لاننا على ثقة بان اي حل تطرحه الحكومة سيلقى المعارضة والرفض بحجة انه حل «حكومي».. لهذا المطلوب حل وطني شامل، ليس هناك حجة، ولا مجال لرفضه.