ماذا حدث في بلدان 'الربيع العربي'؟!.. صالح الشايجي متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 464 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  السؤال الأصعب

صالح الشايجي

 

كثيرا ما تساءلت وتساءل الملايين غيري، عما حدث في بلدان «الربيع العربي» وقبلها سقوط الصنم في بغداد، كيف تحولت تلك البلدان بعد تحررها من أنظمتها الديكتاتورية الى بلدان يرعى فيها الارهابيون ويسري فيها الإرهاب مسرى النار في الهشيم؟!

العراق الذي كانت نخلاته الباسقات المرتويات من نمير دجلة والفرات تميس أغصانها طربا لهبوب النسيم، والناس في غدو ورواح مطمئنين والأطفال ملء الشوارع والناس آمنة في بيوتها وأسواقها وأعمالها.

ذاك العراق كيف صار هذا العراق عراق الموت ثم الطحن فالنحر، يتهاوى في دائرة الموت والردى؟!

كيف علا ذاك الصوت الديني وطغى وبات حاكما وصار محل تنازع بين فريقين وأخذهما الى تناحر وتباغض وتقاتل حتى وصل الأمر الى «داعش» وما أدراك ما «داعش»؟!

و«تونس» تلك الواحة الخضراء المقببة بالبياض كيف خرج فيها ارهابيون يحملون السلاح في شوارعها وبين بيوتها وفي ازقتها ويقتلون جنودها في رؤوس الجبال؟!

و«ليبيا» التي كانت تصبح على صوت «الأخ القائد» وتنام عليه ولا يأتينا من أخبارها سوى بهلوانيات «الأخ القائد» ولا صوت فوق صوته ولا حتى تحته حتى كاد العالم ينساها.

و«مصر» الآمنة الفرحة البهية الطروب والتي تشابهت لياليها مع نهاراتها، فإن كنت فيها فلا تدري أفي ليل أنت أم في نهار، ولولا طبول الفرح ومزاميره وزغاريده، لما أدركت أنك في ليل، والليل حاضن الأفراح والأعراس.

كيف انتشر فيها السلاح ومن أين خرج أولئك الشياطين الذين روعوا أمنها وقتلوا أهلها وعاثوا فيها فوق الفساد قتلا وتدميرا وترويعا ؟!

كل تساؤلاتي تلك لم أجد لها جوابا ولربما لن أجد وربما حتى غيري لن يجد!!

هل سقوط تلك الأنظمة القوية بتسلطها وديكتاتوريتها أتاح الفرصة للمتربصين لاغتنام الغنيمة الكبرى واقتناص البلدان، كالقطيع الذي نام حارسه أو مات فتكالبت عليه الذئاب تفترسه وتسد غريزة النهش فيها؟

هل من أمل في عودة العراق الى خضرته ودجلته وفراته ومقاماته التي تغني أشعار «أبي نواس» لا تلك التي تثخن في الأجساد الجراح وتسيل الدم؟

وهل ستخرج «ليبيا» من قمقم ذوي العصائب السود وتشم نسائم الحياة وتتعرف على خارطة الكرة الأرضية؟

مصر وتونس بخير وقابلتان للتعافي والتشافي وهذا ما نأمله للبقية.

أما سورية فتلك أشواك يصعب الاقتراب منها وحديثها حديث آخر!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك