الجنسية ينبغي أن تمنح على أساس الموهبة لا 'القدم'!.. برأي حسن كرم

زاوية الكتاب

كتب 509 مشاهدات 0


الوطن

معيار الجنسية عندهم 'القدم'!!

حسن علي كرم

 

جدل دار في اثناء الدورة الكروية الخليجية الاخيرة ومازال محتدماً حول تجنيس ابن من ابناء الكويت وفرد رضع من ارضها. وانا اقول ابن من ابناء الكويت وفرد من ارضها لكون الحقيقة لا تغطى بالمنخال.
فثمة فرق بين من تأتي به من الخارج فتجنسه وهو غريب عن البلد وعن سجايا واخلاق وطبيعة اهلها وبين من ولد وعاش وترعرع على ارض الكويت وتمرغ في ترابها وتعايش بين اهلها فكون اصحابا واصدقاء وذكريات لا تنسى. وبغض النظر عن حجم ونوع الموهبة يبقى هذا الانسان ابنا من ابناء البلد فكونه لا يحمل او منعدم من الجنسية هذا قطعا ليس ذنبه، وانما ذنب الزمن الذي جار عليه وجعله من المنعدمين. ولعل الحديث في هذا يطول وهو ليس حديثنا في هذه المقالة المحدودة المساحة والكلمات.
فمن عجب ان يربط البعض منح الجنسية بعدد الاهداف التي يدخلها اللاعب في شباك الخصم وضمان التفوق للفريق الكويتي. وكأن الثقل كله على هذا اللاعب المسكين لا ان كرة القدم لعبة جماعية يتحمل التفوق والفوز والهزيمة الفريق كله وما يتبعه من الاداريين والجهاز الفني ولعلنا وجدنا في هزيمة الفريق الكويتي امام الفريق العماني في المباراة الاخيرة كيف ان الفريق باتفاق جميع المحللين والمعلقين ظهر هزيلا ومفككا ولم يظهر بالمستوى المعتاد ما جعل المدرب يسارع بتحمل المسؤولية. هذه حالة واضحة ان الموهبة وان كانت نادرة لا تمنح صاحبها التفوق او الفوز في ظل غياب التعاون واللعب الجماعي فضلا عن عوامل اخرى.
ان تجنيس الرياضيين المتميزين في الكويت وفي الكثير من البلدان ليس بدعة ولا هو منكر ففي الكويت ثمة سوابق عديدة بحالات تجنيس الرياضيين ولاسيما لاعبي كرة القدم ولكن ما يميز الكويت عن بقية البلدان ولاسيما الخليجية الشقيقة ان التجنيس كان يطول لاعبين هم اساسا ابناء الكويت ولدوا على ارضها وعاشوا في كنفها فيما كانت بعض البلدان الخليجية تجلب لاعبين من بلدانهم الاصلية ويقومون بتجنيسهم ثم يدفعونهم الى الملعب..!!
ان التجنيس على شرط تسجيل الاهداف هو كمن يضع الجنسية مقابل القدم والجنسية اكرم من ان تقاس بهكذا قياس الساذج والرخيص وانما الجنسية ينبغي ان تمنح على اساس معيار الموهبة. بمعنى ان الموهوبين هم المتقدمون والمفضلون بشرف الحصول على جنسية البلد. والموهبة ليس قاصرة على كرة القدم او اي مجال رياضي وانما الموهبة متعددة الميادين والمجالات مثل الموسيقى والغناء والمسرح والرسم والتصوير والتشكيل وبقية العلوم الانسانية والعلوم البحتة والطب والتي من شأنها النهوض بالوطن والرقي بالمجتمع وتعطي الكويت سمعة عالمية لذا فعلى الكويت ألا تخسر ابناءها الموهوبين من فئة المنعدمين بأعذار واهية وضعيفة. فالموهبة منحة من الله لا ينالها الا القليلون.
دعونا ايها السادة لا نبخس حق الموهوبين بألا نبخل عليهم بالجنسية. فان بخلنا فثمة بلدان كريمة ولن تتردد في منح جنسيتها لهؤلاء. ذلك ان الموهبة فيزا المرور على كل منافذ العالم.
ان من يضيق صدره بتجنيس الموهوبين هو من كان جاهلا او بليدا او حسودا او فاشلا او انانيا. او من لا خير فيه لنفسه ولا وطنه او من كان في عينه قذى فلا يرى ابعد من اصبعه..!!

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك