كلمة بسيطة ذو معنى كبير .. بقلم عبدالعزيز الدويسان

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الدويسان 1214 مشاهدات 0



الحياة ألم وأمل .. فرح وحزن .. لقاء و فراق .. دمعة وابتسامة .. فشل ونجاح .. يوم لك ويوم عليك .. فالحياة مليئة بالمتناقضات تارة تقذفك نحو الأمواج والغوص في أعماق البحار وتصارعها لتنجو منها وتارة تكون على الأراضي المنبسطة السهلة ، والبيت الشهير للطغرائي ' ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ' ، لولا الأمل لما نجح اديسون بعد 999 محاولة ، لولا الأمل لما خرج يونس عليه السلام من بطن الحوت ، وإبراهيم من النار ، وشفي أيوب من العلل ، فالأمل قوة داخلية تبعث النشاط والدافع لمواجهة الآلام والأحزان والنظر للأمام .

يمر الإنسان بأزمات ومشكلات ومصائب ومصاعب من مرض .. ضيق في الرزق .. ديون ، فعقولنا قاصرة إن أتت الأزمات اعتقدنا النهاية فلا نعلم إنها لبداية مشرقة ، الإمام الشافعي : ضاقت فلما استحكمت حلقاتها .... فرجت وكنت أظنها لا تفرج .

ديننا الحنيف والقرآن الكريم سورة الشرح تتضمن اليسر والأمل والتفاؤل ،  قال ابن مسعود رضي الله عنه : لو كان العسر في جحر لطلبه اليسر حتى يدخل ، إنه لن يغلب عسر يسرين .

وعن الأمل حكى الرسول صلى الله عليه وسلم لصحابته قصة رجل قتل تسعة وتسعين نَفْسًا، وأراد أن يتوب إلى الله -تعالى- فسأل أحد العباد الزهاد: هل تجوز لي التوبة؟ فأجابه ذلك العابد: لا. فاغتاظ الرجل وقتله وأكمل به المائة، وبعد أن قتله زادت حيرته وندمه، فسأل عالـمًا صالحًا: هل ليه من توبه فقال له: نعم تجوز لك التوبة ،ولكن عليك أن تترك القرية التي تقيم فيها لسوء أهلها وتذهب إلى قرية أخرى أهلها صالحون؛ لكي تعبد الله معهم.

فخرج الرجل مهاجرًا من قريته إلى القرية الصالحة، عسى الله أن يتقبل توبته، لكنه مات في الطريق، ولم يصل إلى القرية الصالحة. فنزلت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، واختلفوا فيما بينهم أيهم يأخذه، فأوحى الله إليهم أن يقيسوا المسافة التي مات عندها الرجل، فإن كان قريبًا إلى القرية الصالحة كتب في سجلات ملائكة الرحمة، وإلا فهو من نصيب ملائكة العذاب.

ثم أوحى الله -سبحانه- إلى الأرض التي بينه وبين القرية الصالحة أن تَقَارَبِي، وإلى الأخرى أن تَبَاعَدِي، فكان الرجل من نصيب ملائكة الرحمة، وقبل الله توبته؛ لأنه هاجر راجيًا رحمته سبحانه، وطامعًا في مغفرته ورحمته .

وقصة قصيرة جميلة لا تفقد الامل، كان هناك أربع شمعات تتحدث سويا قالت الأولى : لا أحد يحتاجني وانطفأت ، قالت الثانية : أنا الصدق لا أحد يصدق وانطفأت ، قالت الثالثة : أنا الحب ولا أحد يهتم بي وانطفأت ، قالت الرابعة ك استطيع اشعال الثلاث شمعات لأنني الأمل وأنا أدوم للأبد ، ( لا تفقد الأمل فإذا مات الأمل مات كل شيء ) .

الآن - رأي: عبدالعزيز الدويسان

تعليقات

اكتب تعليقك