الفلاح : نعيش في عصر المعلومات
محليات وبرلمانأوصى بخطاب إعلامي جديد يعيد ثقة الجمهور في خدمات الصحة
نوفمبر 29, 2014, 1:25 م 511 مشاهدات 0
صرح الدكتور وليد خالد الفلاح وكيل وزارة الصحة المساعد للجودة والتطوير بأننا نعيش حقا في عصر المعلومات وعصر الإعلام, ولا يستطيع أحد أن ينكر الدور الأساسي للمعلومات والإعلام في الحياة اليومية للبشر في كافة أنحاء الأرض. إن شبكة الانترنت والأقمار الصناعية المستخدمة في البث المرئي والمسموع بالإضافة إلي التكنولوجيا الحديثة المستخدمة في نقل الخبر وطباعة ونشر الجرائد قد جعلت الأرض تتحول إلي قرية صغيرة ومكنت الفرد أينما كان من الحصول على المعلومات بيسر وسرعة مذهلة.
وقال : إذا أضفنا لذلك ارتقاء الوعي والإدراك عند الناس بشكل عام نتيجة انتشار التعليم وتوفر المعلومات وسهولة الحصول عليها, لعرفنا أهمية ما يذكره معظم الزملاء من الأطباء بأن غالبية المرضي عند مراجعة العيادات لديهم معلومات كثيرة عن الأمراض التي يعانون منها أو المشاكل الصحية التي يرغبون في الشفاء منها. إن العبارات التقليدية التي كان يستخدمها الأطباء في الماضي مثل 'الموضوع بسيط ولا داعي للقلق' أو 'استخدم هذه الأدوية و ستتحسن حالتك' أصبحت عقيمة ولا فائدة منها. ما يحتاجه المرضي و مراجعي العيادات هو الشرح الدقيق للحالة المرضية وما هي وسائل التشخيص وسبل العلاج المتوفرة. ما يحتاجه الناس هو المعلومات الصحيحة وهذا يتطلب أن يحرص الأطباء على توفير الوقت الكافي لتقديم هذه المعلومات للمرضي وأهاليهم والاستعداد للإجابة على تساؤلاتهم.
وأضاف : كما أننا يجب ألا نغفل التطور الحديث في مفهوم الخدمات الصحية والذي جعل الاهتمام يتزايد بموضوع تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض والكشف المبكر وتغيير سلوكيات الحياة اليومية للناس بالابتعاد عن كل ما هو ضار بالصحة واكتساب العادات والسلوكيات الصحية, وهذا بطبيعة الحال يتطلب نشر الوعي والثقافة الصحية وضرورة التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة من أجل إيصال المعلومات الصحيحة. إن الخدمات الصحية بطبيعتها سريعة التغير من حيث الاكتشافات العلمية والاختراعات التكنولوجية في كافة المجالات الطبية وظهور أمراض جديدة مما يستدعى أيضا سرعة التفاعل مع هذه المستجدات والمتغيرات من أجل توعية الجمهور عنها وتعريفهم بما هو جديد وحديث في هذا المجال.
وتابع : الإعلام الحديث هو علم و فن وأصبح تخصص يدرس في الجامعات وله خبراءه والمتخصصين فيه, ولكننا في مجال الطب بعيدين كل البعد عن هذا التخصص حيث أنه لا يدرس في كليات الطب كمادة أساسية ولا يعتبر من المهارات الضرورية لكل من يعمل في مجال الخدمات الصحية من هيئة طبية وتمريضية وغيرهم. وفي الواقع أن هذا الوضع يدل على قصور في فهم مهنة الطب لأن الطبيب الناجح ليس هو فقط الذي لديه المعرفة والخبرة المطلوبة ولكنه أيضا من يملك القدرة على بناء الثقة بينه وبين المريض وهذا يعتمد في المقام الأول على إيصال المعلومات المناسبة بصورة واضحة ودقيقة.
وختم : إن وزارة الصحة بأمس الحاجة لإعادة النظر بسياستها الإعلامية ولتقييم قدرات العاملين فيها على جميع الأصعدة من قياديين وإشرافيين وموظفين بالنسبة لمهاراتهم في نشر الوعي والثقافة الصحية وقدراتهم على التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة. الوزارة بحاجة ماسة لسياسة إعلامية واضحة المعالم ولخطاب إعلامي جديد ولدورات وورش عمل إعلامية مكثفة للعاملين في الوزارة وللاستعانة بخبراء ومستشارين في مجال الإعلام. المطلوب هو كسب ثقة الجمهور بخدمات وزارة الصحة وتعريفهم بكل ما هو جديد من هذه الخدمات وتثقيفهم بالمعلومات الصحية المفيدة للمحافظة على الصحة والوقاية من المرض.
تعليقات