منصور بن مروي يكتب- ' أسواق جاهلية '

زاوية الكتاب

كتب 3422 مشاهدات 0


عادت أسواق العرب في الجاهلية من جديد بعد أن قضى عليها رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم . فانتشرت التجمعات الموضوية الفوضوية عند غالبية ما يسمى ' قبيلة ' فصيّروها من حيث لا يشعرون صنما يشبه في بعض حالاته أصنام الجاهلية  ك' هبل ، واللات ' نعم هي باندفاعهم خلفها ودفاعهم عنها دون وعي وتقديسهم لما تقوم به جعلوها كذلك .

يطوفون حول مجالسها المتشابهة ويقدمون لها قرابين الطاعة والنذر من : ' دعم ، وقصيد مدح ، وتجمهر ، وتصفيق ، ونشر وتأييد ما يحدث بها  '.

 يقف دونها مشجعون يهوشون عن طقوسها ورموزها الوهمية حتى يخشى الفرد النمطي من مخالفة ونقد سلبياتها وجهلها ورجعياتها ويحاول كسب رضاها على حساب دينه وقيمته ومبادئه وقيمه.

 وخاصة فيما يسمى عبثاً  1 / ب ' المزاين ' حين تحكم فئة منهم بأن هذا الحيوان السمين - وهو لا يعلم بهم - أفضل من أخيه السمين ، الذي يأكل لاهيا لا يشعر بما فيه من خصام وفرح وهمي .

بينما مالكها لم يفز . همه أن يشير له جنسه عن طريق بعيره المفضل، فينطبق عليهم قول الشاعر عناد المطيري :

بهيمة الأنعام فازت ومافاز

 رجل على فوز البهايم يعيشي

هذا الزمن في حال ماهو بـ ممتاز

رقّى مصرّفة العلف والحشيشي

يتعصب طائفة مع بعض ضد طائفة ويصل الشحن الجاهلي نفسيا ذروته . فينتهي بتفرق بين نسيج كان لحمة واحدة

كما قال كاتب هذه السطور :

بهيمةٍ ماحققت لاهلها انجاز

تاكل وتشرب من حلال الطبيشي

مزاينٍ في جملته عدة الغاز

خلا العرب متعصبين وطشيشي

2/ ملتقى قبيلة كذا . السوق الجاهلي الآخر ، حيث لا ترى فيه سوى المدح الكاذب المكرر والتغني بما مضى من سفك دماء وسلب أموال . تتوالى القصائد المبتذلة المممزوجة حيانا بصوت رقيق لأحد شبابهم الذي ربته طائفته على هذا .

بينما يتفوق عليه المربون  في الرقص والردح ورمي ماكان يعلوهم حين قدموا . ثم يعود الجمع الفقير محملا بالتعب وشحنا من الجهل التي تكون وقودا له في نسخة قادمة من هذا الملتقى الفارغ .

كل ما مضى يتجسد فيه مبدأ الولاء والبراء ليس لله ولا لدينه إنما لعادت جاهلية وموضات وليدة مستحدثة يتبارى القوم في  اتقان طقوسها بكل غباء .

هنا وهناك تستخدم كلمة ' الوطنية ' وتمتطى زورا لتمرير وتبرير هذا الهراء كي ينطلي على السذج الذي يدفع ثمن وقته وسمعته وضحالة فكره.

وحين تنقد سلوكياتهم المعلنة من باب محبة لهم وشفقة عليهم وحرصا على سمعتهم وسمعة قبيلتهم التي ينتمون إليها ؛ يرميك جيشهم المتطوع بالحسد والحقد وكرهك لقبيلتك وكل ما يروق لهم من تهم يلقونها جزافا . بينما النقد لم يكن موجها لها إنما لسلوك فئاتٍ تنتمي لها وتظن أنها ترتقي بها خلال هذا الخلل بينما هي تستخدم اسمها وتسىء لها ولمكانتها. ' ولكن ياليت قومي يعلمون '.

وهذا الحال والوصف ينطبق على كل تجمع يشابهها في كافة المستويات وجميع طوائف المجتمع. إلا من تجرد من جاهليتها وصنميتها وقرابينها والطواف حول عتباتها المتخلفة حتى تعود قبيلة فاعلة كالجبل. كما هي في بداية الإسلام وعصوره المفضلة وبعض حالات مرت بها قبل قرون.

أما اليوم فهي بهذه السلبيات المتزايدة صارت حصى متناثر وقد تصبح رملا تلعب به الرياح  إن لم يتبرأوا من تلك الجاهلية . المحزن أنها تسمى تلك التجمعات ب اسم قبيلة لتضرها وتسيىء لها من خلال تجمعات جوفاء خاوية لها خوار كخوار عجل بني إسرائيل.

الآن - رأي: منصور بن مروي

تعليقات

اكتب تعليقك