نحتاج إعماراً شاملاً لما فقدناه من روح الإنسان!.. بنظر نادية القناعي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 21, 2014, 12:40 ص 669 مشاهدات 0
القبس
إعمار شامل
د. نادية القناعي
لسنا بحاجة الى أن تنهدم البيوت على رؤوسنا لنحس بالصدمات والكدمات، ولا بحاجة الى أن نُظلم لنشعر بلوعة المظلوم، صحيح أن من يعيش اللحظة الحقيقية للحدث يكون في حالة يرثى لها، لكن لكوننا لم نعاصر الأراضي المغتصبة فلا يعني أننا لا نعرف معنى سلب الوطن واختفاء الهوية. نحن البشر لدينا حساسية شديدة لتقلبات الزمن وطغيانه على الآخرين، لكن هناك من يشعر بالآخرين لإنسانيته المحضة، فيتألم من أجلهم، وهناك من يتألم لأنه يتخيل أنه يعيش في الموقف نفسه فيكون الشعور فقط رد فعل، لعل بذلك الهلاك ينساه.
نحن نعيش في أوطان لا يقيدنا فيها مستعمر ولا تكبل أيدينا أصفاد الوجل من العدو، فنحن آمنون هنا، فلا نفكر ماذا نقتات في الغد أو ماذا سيكون المصير في فصل الشتاء القارس؟!
في أيام الدراسة عندما كنت أتذمر من كمية المواد المهولة التي عليّ أن أنتهي من دراستها، كانت والدتي تهمس في أُذني بأن أحمد الله على هذه النعمة، فهناك من يتمنى أن يحمل حقيبة المدرسة!
في القرن الحالي، وتحت مظلة وسائل التواصل الاجتماعي، وفي كنف الإنسان الجديد يختلف الوضع!
كيف؟ أصبح الأغلب لا يشعر ولا يحس، وحتى عينه لا ترف إزاء الدمار الكئيب الذي يحدث، سواء دمار حسي أو معنوي، فأتوقع أن في هذا الزمن هناك حاجة ملحة الى أن يعيش الإنسان ظروف غيره ليشعر به.
فالآن لا يعرف حرارة النار إلا من لامسها، فعليك أيضاً أن تعيش في سيبيريا لكي تتعرف على الجليد!
الدمار الشامل شمل حتى إنسانيتنا، نحتاج إعماراً شاملاً لما فقدناه من روح الإنسان الذي يكون فعلاً أخاً لأخيه الإنسان.
تعليقات