عن الخطر المتوقع لهيمنة 'داعش' على السعودية!.. يكتب خليل حيدر
زاوية الكتابكتب نوفمبر 18, 2014, 1:03 ص 1332 مشاهدات 0
الوطن
طرف الخيط / السعودية.. في عصر الإرهاب
خليل علي حيدر
قلة من شيعة المنطقة الخليجية وأهل السنة فيها، تدرك بعمق مخاطر اهتزاز الوضع في المملكة العربية السعودية. ذلك أن زلزالاً كهذا إن وقع، سيهز من الأعماق، وقد يهدم، سائر دول مجلس التعاون، لا حكوماتها فحسب! والتي قد تجد نفسها فوراً، شعوباً وأنظمة، شيعة وسنة، تحت رحمة قوى التطرف السلفية الجهادية أو القوى الطائفية ومن وراءها!.
قلة منا تضع في اعتبارها أن الأمن والاستقرار والرفاهية التي تتمتع بها هذه الدول والاقتصاديات، قائم على الدور السعودي والدعم الغربي الأمريكي، وإن اختفيا، لا يعرف أحد في بقية دول مجلس التعاون الخمس ما مصيره!.
الدور السعودي بالطبع له إلى جانب ثقله الإقليمي ثقله العربي، وبخاصة بالتعاون والتنسيق مع مصر، مدعوماً بالمساهمة الخليجية، وسط غياب أي دور إيجابي متزن لإيران، ومساندة تركية لاستراتيجية الإسلام السياسي، ووسط هذا الاقتتال الشرس والتفكك المفتوح الأفق، من ليبيا في الغرب إلى لبنان وسورية والعراق واليمن.
لنتصور فقط أن يمتد نفوذ تنظيم دولة خلافة داعش الإسلامية إلى كل العالم العربي، دون أن تردع هذا التنظيم المتوحش أية قوة أو دولة.
المخاطر التي تهدد الشيعة إن تزعزعت أوضاع السعودية، أخطر بكثير من أي اضطرابات تقع في إيران نفسها أو العراق. فنحن نرى المذابح التي تقع للشيعة في أفغانستان ومساجد باكستان على امتداد سنوات، دون أن تستطيع إيران، المشغولة بأولوياتها السياسية والعسكرية، أن تفعل لهم شيئاً، بدلاً من الانهماك في أوضاع سورية وغزة ولبنان، ناهيك بما يعانيه العراقيون منذ عام 2003.
الاعتداء الإجرامي الأخير الذي وقع على إحدى الحسينيات في الاحساء، والذي نجم عن سنوات من التعبئة الطائفية والتكفير، صمدت له المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً على نحو رائع غير متوقع، ولعب رجال الدين السنة والشيعة دوراً بالغ الإيجابية والشعور بالمسؤولية، ولكن خطر مثل هذه الهجمات وغيرها سيبقى ماثلاً، وقد عرفنا من مذابح العراق بحق الشيعة والسنة أن علينا أن نتوقع كل شيء من جماعات التكفير والإرهاب وبالطبع إحدى أسهل طرق تخفيف هذا التوتر المذهبي التحرك العلني الصريح لأهل المذهبين في منطقة دول التعاون، بما في ذلك وزارات الأوقاف والإعلاميون والأكاديميون والتربويون، وتحسين العلاقات السعودية- الإيرانية بعد العلاقات السعودية- العراقية، بعد أن اكتشفنا معاً المخاطر المميتة التي تتفجر هنا وهناك.
السعودية، يقول الإعلامي المعروف جمال خاشقجي في صحيفة الحياة، تواجه اليوم «خيارات صعبة».. ثم «خيارات أصعب»، ولكن السعودية مترددة. والمشكلة، يقول خاشقجي، إنه مع كثرة هذه الخيارات وصعوبتها، «ينتهي الجميع إلى حالة «لا قرار»، بينما تستمر الأحداث تتداعى، وتتعقد أكثر، بل إن الشيء يصبح أكثر سوءاً، والمنهار ينهار أكثر، وقوى «خارج الدولة» تختار وتقرر وتمضي قدماً في ما تريد» [2014/9/6].
السعودية وإيران رغم ما بينهما من خصام متفقتان على أن داعش يهدد أمنهما القومي، غير «أن السعودية لا تريد لإيران بعد الانتصار على «داعش» أن تعود إلى سيرتها الأولى في العراق، أي الهيمنة الكاملة وتغليب أحزابها الطائفية، لا الشيعية فقط، فهي – أي إيران- تختار من الشيعة من يواليها ويشاركها أحلامها الأصولية».
وفيما تبدو الجبهة الدينية في إيران «هادئة»، ومشكلة الإرهاب بعيدة عن المدن، نجد أن السعودية تعاني من عدم مرونة بعض رجال الدين من جانب ومخاطر متطرفي الشيعة والسنة على حد سواء! ففي خطاب خادم الحرمين مساء 2014/8/1 وردت انتقادات علنية حادة لرجال الهيئة الدينية بأن «فيكم صمت» و«فيكم كسل»، وكانت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء، التي تضم كبار علماء الدين في المملكة قد أفتت في سنوات سابقة بانه «لا تجوز تحية العلم، بل هي بدعة محدثة»، وبأنه «لا يجوز للمسلم القيام إعظاماً لأي علم وطني، او سلام وطني، بل هو من البدع المنكرة»، وقالت في فتوى منشورة ثالثة ان وضع اليد على الرأس تحية للعلم، كما يُفعل في المدارس، «بدعة، فالاشارة باليد او الاشارة بالرأس، سلام او تحية اليهود أو النصارى» (فتاوى علماء البلد الحرام، تجميع د. خالد الجريس، الرياض [1430 – 2009].
وكانت المحكمة الجزائية في جدة قد اصدرت في يونيو الماضي احكاماً بسجن خمسة متهمين جميعهم سعوديون، «اثر ادانتهم بانزال علم السعودية من احدى المدارس الابتدائية بمحافظة القطيف، واستبدال علم اسود به، وشطب عبارة المملكة العربية السعودية من على اللوحة، وكتابة عبارة «مملكة قطيف الغد»، بدلا منها.. [الحياة 2014/6/23].
ونشرت الشرق الاوسط يوم 2014/10/31 تقريراً عن رفض سعودي كان قائدا ميدانيا لكتائب عبدالله عزام، واسمة مدرج على اللائحة الامريكية السوداء التي تضم متهمين بالارهاب، المثول امام المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، «وذلك بعد ان اعترف في مقطع صوتي بانه كان يعمل على متابعة الخلايا النائمة بالسعودية، وادارة المكتب الاعلامي لتنظيم القاعدة 2005، وانه كُلف من القتيل ابو مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وخلال لقائه معه، باعمال ارهابية خارج العراق، ويُعد المتهم (33 عاما)، ويُلقب بـ«نجم الخير» ، اخطر عنصر في «كتائب عبدالله عزام»، التابعة لتنظيم القاعدة وكان يتولى قيادتها، حيث سبق له الاقامة في ايران وتلقى في افغانستان تدريبات مكثفة على التفجير بواسطة استخدام الالكترونيات، واوضحت مصادر مطلعة ان المتهم لا يزال متمسكاً بآرائه التكفيرية وهو بداخل السجن»، كما حكمت نفس المحكمة في الرياض على رجل الدين المعروف «نمر النمر»بالإعدام بتهمة «إشعال الفتنة الطائفية والخروج على ولي الامر»، وغيرها من التهم، بحسب افراد من عائلته ومحاميه، ووجهت ايضا الى «النمر» المعروف بمواقفه الحادة وتأييد التظاهرات في البحرين وقيادة احتجاجات مشابهة في المنطقة الشرقية من السعودية، تهم «حمل السلاح في وجه رجال الامن»، و«جلب التدخل الخارجي»، و«دعم حالة التمرد في البحرين»، [القبس 2014/10/16].
وكانت صحيفة الشرق الاوسط قد ذكرت يوم 2014/9/3 ان 59 من افراد الخلايا العشر التي اعلنت وزارة الداخلية السعودية القبض عليها، كان قد اطلق سراحهم في وقت سابق بعد ان «اعلنوا توبتهم»، من الفكر الضال والمتطرف في وقت سابق، من اصل 88 جرى ضبطهم!
ونشرت القبس يوم 2014/7/15 صورا ومعلومات عن طبيب سعودي شاب يُلقب بـ«ابو شامان الجزراوي» في تنظيم داعش، قالت انه قام مؤخرا بعملية انتحارية في محافظة كركوك بالعراق، اسفرت عن مقتل اكثر من 30 عنصرا من قوات البشمركة الكرد»، وقد انتقد الاعلامي السعودي «محمد العمر» تفاخر قبيلة الانتحاري بفعلته قائلا: «عندما تفخر جموع غفيرة من قبيلة بصنيعة المتطرف، فهو الموشر الاكثر خطور»، واضاف: «وللعلم، قبيلته قبيلتي»!
لنفكر جميعاً بخطورة الاوضاع في المنطقة، والكارثة التي تهددنا جميعا إن نجحت هذه القوى في الهيمنة على السعودية.. وعلينا!
تعليقات