يا وزير التربية...آن الأوان لإعادة هيكلة التعليم! بقلم زيد الشمري

زاوية الكتاب

كتب 2039 مشاهدات 0

زيد نزال الزيد

ذكرت سابقا بأن التعليم هو نظام له أهداف تحدد الغرض منه وله معايير منظمة للعملية التعليمية. لذلك التعليم عبارة عن نظام للتلقين حيث يساعد في تشكيل توجهات وفكر أفراد المجتمع. ومن هنا نستطيع أن نستنبط أهمية التعليم وتأثيرة على المجتمعات والدول حيث أنه هو أساس التقدم والإزدهار ليس فقط على المستوى الإنساني بل كذلك على المستوى الإقتصادي. علمياً، أكدت الكثير من الدراسات العلمية أن هناك علاقة إيجابية بين قوة الإقتصاد وجودة نظام التعليم. وهذا يؤكد أهمية وتأثير التعليم في تحسين مستوى حياة الإنسان وقوة إقتصاد الدول.

لذلك وجود نظام تعليم ذو جودة عالية ضروري ولكن يتطلب أولا الإصلاح من خلال تنفيذ تغييرات مناسبة ومهمة في نظام التعليم وثانيا التحسين المستمر للعملية التعليمية ومخرجاتها. عمليتي الإصلاح والتحسين المستمر لنظام التعليم ومخرجاته في دولة الكويت ليست بالصعبة ولكنها ليست بالسهلة، والسبب ليس لعدم وجود أفكار جيدة وإنما لعدم القدرة على تنفيذ الأفكار الجيدة التي تحتاج لإستراتيجية مبنية على أسس ونتائج مثبتة علميا.

من منظور شخصي كمتخصص في مجال التعليم، أرى أن أحد العوامل المهمة في عملية الإصلاح لأي نظام تعليم هو المشاركة الفعالة لأفراد المجتمع. طبعا هذه الشراكة المجتمعية هي من أهم أسباب نجاح أنظمة التعليم في كثير من دول العالم المتقدمة. ومن هذا الجانب، كمتخصص في التعليم أوصي بوضع إستراتيجية ذات منهجية تضمن الإستدامة في عمليتي الإصلاح لنظام التعليم والتحسين المستمر للعملية التعليمية ومخرجاتها. كما لا نستطيع أن نتجاهل عامل آخر وهو البحث العلمي حيث يعتبر عامل مهم جدا لتحديد الطرق اللازمة والمناسبة التي توفر الإجراءات الصحيحة للتعرف على أماكن القوة للتركيز عليها وكذلك أماكن الضعف لمعالجتها في نظام التعليم بدولة الكويت.

لذلك، وتحديدا، هذه الإستراتيجية يجب أن تكون معنية بإعادة هيكلة نظام التعليم في دولة الكويت، كما يجب أن تكون مبنية على أسس مثبتة علميا من خلال الدراسات والتجارب العلمية التي نفذت في أنظمة التعليم خصوصا العالمية. ومن ثم تستخدم نتائج هذه الدراسات للمساعدة في تصميم وتنفيذ عملية إعادة هيكلة نظام التعليم في دولة الكويت، خصوصا في بعض الجوانب المهمة التي يشوبها الخلل والقصور، تزامنا مع الأصول القوية التي تمتلكها الدولة.

لذلك هذه الأصول التي تمتلكها الدولة ويمتاز بها نظام التعليم في الكويت بحيث يتم إستغلالها بالطرق المثلى لتنفيذ عملية الإصلاح وتحقيق التحسين المستمر للتعليم ومخرجاته. ومن ناحية علمية وتأكيدا على ذلك، حددت الدراسات التربوية العلمية أفضل الممارسات والنماذج التعليمية الواجب إستخدامها في عمليتي إصلاح نظام التعليم والتحسين المستمر لمخرجاته، وذلك من خلال إتباع الخطوات التالية التي تتطلب وجود: (1) الرؤية بعيدة المدى لنظام التعليم، (2) القيادة المستمرة المتخصصة في التعليم ذات الكفاءة، (3) المعايير ومخرجات التعلم، (4) الإلتزام بالمساواة، (5) قيادات ومعلمين ذو جودة في المدارس، (6) الموائمة والترابط المنطقي، (7) المساءلة وفقا لتقارير مخرجات التعلم، (8) الإستخدام الفعال للمصادر، (9) التحفيز للمعلمين المتميزين ومشاركة الطلبة، وأخيرا (10) التوجية للمستقبل والعالمية من خلال خطط التحسين المستمر للتعليم ومخرجاته.


ومن هنا، أنصح قيادات وزارة التربية أن تضع في ذهنها أن إستراتيجية إعادة هيكلة نظام التعليم يجب أن تتناول الربط بين المراحل الأساسية المعنية في هيكلة نظام التعليم لإحداث التغييرات الضرورية التي ينتج عنها الإصلاح وإصلاح الإصلاح لضمان التحسين المستمر لمخرجات التعليم في الكويت. هذه الإستراتيجية يجب أن تتضمن (1) الرؤيا، (2) الرسالة، (3) القيم، (4) الأهداف الإستراتيجية، (5) المبادرات، (6) مؤشرات الأداء الرئيسية، (7) الجدول الزمني، (8) المخرجات، (9) الهيكل التنظيمي.

كما أتمنى أن تتكون هذه الإستراتيجية من عدة مراحل رئيسية. لذلك أضع لكم يا وزارة التربية، مع كل الإحترام والتقدير لكم جميعا، المراحل الأساسية التي أرى من الضروري إتباعها في إستراتيجية إعادة هيكلة نظام التعليم في دولة الكويت.
المرحلة الأولى: هيكلة الأهداف للمراحل التعليمية ضمن إطار تسلسل هرمي منطقي علمي وتربوي
المرحلة الثانية: هيكلة المناهج بالتوافق مع المعايير العالمية والأهداف للمراحل التعليمية
المرحلة الثالثة: فاعلية نظام التعليم في الكويت-القياس والتحليل لمخرجات التعلم
المرحلة الرابعة: هيكلة نظام تصنيف المدارس وفق التقييم السنوي لمخرجات التعلم
المرحلة الخامسة: هيكلة مكافآت الأعمال الممتازة لأداء المعلمين وفق مخرجات التعلم
المرحلة السادسة: هيكلة إدارات المناطق التعليمية وإستحداث مكاتب ومراكز للتقييم والتطوير والبحوث
المرحلة السابعة: هيكلة لوائح الحضور والغياب لحل مشكلة غياب المعلمين والطلبة في المدارس وربطها بخطط التحفيز والمكافآت
المرحلة الثامنة: هيكلة المواد الدراسية الأساسية والمساعدة لتخفيف نصاب التدريس للمعلمين بهدف التركيز على المحتوى العلمي لتحسين العملية التعليمية ومخرجاتها

والله من وراء القصد.


د. زيد الشمري

الآن - رأي: زيد الشمري

تعليقات

اكتب تعليقك