الفضائيات الدينية خطر حقيقي على عقلية المسلم!.. بنظر صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 472 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  'نور على نور'

صالح الشايجي

 

حين يكثر المعروض تقل قيمته وهو ما تلخصه نظرية «العرض والطلب».

في سنوات الستينيات كان هناك برنامج شهير في التلفزيون المصري اسمه «نور على نور» وهو برنامج ديني قائم على استضافة ثلاثة أو أربعة ضيوف من علماء الدين الإسلامي في كل حلقة من حلقاته.

وهذا البرنامج هو الذي عرّف الناس بالشيخ «محمد متولي الشعراوي» وأطلق شهرته في الأصقاع والآفاق العربية.

وكان البرنامج يتميز بالجدية فيما يطرح من مواضيع وقضايا للنقاش، كما أنّ ضيوفه كانوا من العلماء الثقات ومن أهل الدراية والعلم والرأي المتعقل الذي يصل الدين بالدنيا من خلال فهم مستنير يساعد المشاهدين على معرفة دينهم فهما صحيحا سليما ويعينهم على شؤون دنياهم دون توغل في الشأن الديني أو استحضار للدين في كل أمر دنيوي بخوف ورهبة.

وكانت تلك أساسات نجاح البرنامج وانتشاره على شاشات عربية كثيرة آنذاك.

هكذا كان وضع البرامج الدينية قبل خمسين عاما، أما في عالم اليوم فان الأمر اختلف كثيرا وتغيرت الأمور وتبدلت أحوال الإعلام الديني تبدلا كاملا، فبدل البرنامج الوحيد أو شبه الوحيد والذي حاز إعجاب الناس وأفادهم، صارت هناك عشرات القنوات الدينية وبالتأكيد فان العشرات تبث المئات وربما الآلاف من البرامج وهذه الآلاف من البرامج قوامها عشرات الآلاف من المقدمين ومن الضيوف ومن المحدّثين.

وفي هذه الفضائيات صار مُحْدَثو الدين، أو ما يسمى بالإسلام السياسي ومن ركبوا موجة التديّن متأخرين هم أهل الرأي والحل والعقد وهم المقدمون والمحدثون والضيوف في برامجها.

ودبّت المنافسة بين تلك القنوات وبين المقدمين والضيوف، لا من حيث التجويد وتقديم ما ينفع الناس بصورة إيجابية جيدة قائمة على المعرفة الحقيقية مجلية الدين بصورة مشرقة بعيدة عن المغالاة والتجهيل، بل ان العكس هو ما حدث حتى بتنا نسمع من تلك الفضائيات وشيوخها ومقدميها الأعاجيب والغرائب والمضحكات من الفتاوى والقصص والخرافات وإلصاقها بالدين، وفضلا عن ذلك باتت تبث الكراهية والعداوة بين المسلمين حتى من أهل الفرقة الواحدة أو المذهب الواحد.

وجود هذه الفضائيات خطر حقيقي يضاهي أكبر الكوارث وأخطرها في تدميره لعقلية الإنسان المسلم، ولا بد من العمل على إيقافها حفاظا على ما تبقى في عقول العرب إن كان تبقى فيها شيء.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك