الساحة السياسية بحاجة إلى مزيد من الحريات وليس الاحتقان!.. برأي خالد الطراح

زاوية الكتاب

كتب 575 مشاهدات 0


القبس

من الذاكرة  /  تحديات التطوير الإعلامي

خالد أحمد الطراح

 

 

يعتبر الإعلام سلاحا فتاكا ومؤثرا، خصوصا للدول التي تسعى إلى التطوير والتغيير، ولا شك في ان التحرك الإعلامي إبان مرحلة الغزو برهن - بما لا يدعو إلى الشك - حجم التأثير في صياغة الرأي العام العالمي لمصلحة الشرعية الكويتية ضد الاحتلال الصدامي.

لكن سرعان ما أخفقت وزارة الإعلام في الاستفادة من درس الغزو في تطوير آلياتها وسياساتها لغياب الرؤية السياسية بالدرجة الأولى، ومن ثم الإعلامية، الأمر الذي أدى إلى تدخل رئيس مجلس الوزراء في 2007 واتخاذ خطأ فادح بحق الكويت وسياستها الخارجية أيضا، برأينا، حين اصدر قراراً بإغلاق المكاتب الإعلامية، وربما استبدالها بسياسة «الترضيات»! اليوم، وزارة الإعلام، وفقا للتصريحات الأخيرة، مقبلة على إعادة هيكلة جديدة يخرج منها مجلس اعلى للإعلام، وهيئة إذاعة وتلفزيون، مع العلم أن فكرة إنشاء مجلس اعلى للإعلام ليست جديدة، فقد تم إنشاء العديد من المجالس لم تستفد الوزارة منها شيئا يذكر!

إلا أن منهج التطوير ضروري للغاية، فالوزارة منذ سنوات تطرح مشروع تفكيك وزارة الإعلام، ولم تنجح في التنفيذ لأسباب سياسية أكثر من أن تكون مهنية، وطالما توافر العزم اليوم فمن المفروض أن تراعي الوزارة التقدم الجاري على الصعيد الإعلامي والفضاء الالكتروني الجديد الذي تقتضي مواكبته، وليس تقييده.

ومن المهم أيضا أن تكون مهام المجلس الأعلى واضحة، خصوصا في تحديد السياسات التي يفترض أن تخلق حالة تفاعلية مع التلفزيون والإذاعة والإعلام «الخاص»، بدلا مما نشهده من تحرك عشوائي متواضع لا يحاكي التحديات الراهنة على الصعيد السياسي والأخبار والتحليل والدراما أيضا.

نقلة كهذه تستدعي تحركا جادا نحو تدشين مرحلة جديدة من الإعلام الديناميكي، وليس نقل الإرث الثقيل إلى مظلة جديدة لتصبح المعاناة مضاعفة!

إن سياسة إعادة الهيكلة ينبغي أن تكون الشفافية في مقدمتها، والأخذ بعين الاعتبار والاحترام لكل وجهات النظر واستيعابها من دون تحيز ضد أي طرف، فالساحة السياسية ليست بحاجة لمزيد من الاحتقان، بل مزيد من الحريات.

ولعل نموذج هيئة الإذاعة البريطانية، التي تحصل على تمويل كامل من الحكومة، لا يخضع للموقف الرسمي، بل على العكس، نجد أن كل الآراء، بما فيها التي تنتقد الحكومة، يتم التعامل معها بمهنية عالية واعتدال في تناول الآراء، وهو ما نتمناه عندنا.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك