المثقفون يتمنون عودة الوعي للحكومة!.. هذا ما يراه وليد الرجيب
زاوية الكتابكتب نوفمبر 15, 2014, 12:28 ص 530 مشاهدات 0
الراي
أصبوحة / حللت أهلا يا كتاب
وليد الرجيب
يفتتح في يوم الأربعاء المقبل 19 نوفمبر 2014، معرض الكويت الدولي للكتاب ويستمر لمدة عشرة أيام، ويعتبر المعرض تظاهرة ثقافية سنوية، ينتظرها المواطن والمقيم بفارغ الصبر، لشراء واقتناء الكتب الثقافية والأدبية والعلمية المتنوعة، وبما يناسب ميول كل إنسان أو طفل.
وسبب فرحة الجميع بهذه المناسبة السنوية، هو اجتماع دورالنشر من معظم البلدان العربية، ما يتيح تنوعاً يمكن القارئ من أن يجول بحثاً عما هو جديد من الاصدارات، أو تلك القديمة التي لم تتح له الفرصة لاقتنائها من قبل.
كما أنه مكان للقاء المثقفين ببعضهم، واحتكاك الشباب منهم بذوي الخبرة من الكتاب والمثقفين، فالمعرض بحق عرس ثقافي ومناسبة مفرحة للقارئ المهتم، علماً بأن معرض الكويت الدولي للكتاب يعتبر من أعرق المعارض ومن أكبرها، إضافة إلى ميزة له في سنواته الأولى، وهي الانفتاح على جميع أنواع الكتب والأفكار، ولذا كان القراء من دول الخليج يأتون للمعرض كل عام، ويحملون ما يستطيعون من كتب، لا يجدونها في بلدانهم بسبب المنع والمصادرة.
إلا أن هذا المعرض ومنذ النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي فقد بريقه، وميزتي حرية الاطلاع والتعبير، بينما تجاوزت معارض الكتب في دول مجلس التعاون، هذا العيب المشين وهو التعسف الرقابي وإرضاء خواطر جماعات الإسلام السياسي والمتشددة منها، فتحول معرض الكويت من منارة ثقافية متألقة ومميزة بين دول الخليج وبعض الدول العربية، إلى معرض لكتب الفقه والفتاوى وكتب الطبخ والمكياج والسحر وكتب الأبراج.
وتحولت أنظار المثقفين الكويتيين إلى معارض دول الخليج الأخرى، مثل معرض الشارقة الذي انتهى تواً، ومعرض الرياض الذي تميز بحيز واسع من الحرية وغيرهما من المعارض الخليجية، ورغم أن الأصل هو الإباحة والمنع هو الاستثناء، لكن ما يحدث في الكويت هو العكس، فالأسهل على الرقيب المنع خوفاً من المسؤول الأعلى رتبة، الذي يخاف بدوره من أعضاء مجلس الأمة وتغوّل الجماعات الإسلامية السياسية.
وكل ذلك بحجة تطبيق القانون، دون العودة إلى القانون الأساسي وهو دستور البلاد، الذي نصت مواده على حرية العبادة وحرية التعبير والاطلاع على المعلومة، فالقانون ليس نصاً مقدساً لا يمكن تغييره أو إلغاؤه، ويبدو أن جميع وزراء الإعلام المتعاقبين، خشوا أن يكون مصيرهم مثل الوزير الشجاع نصير الثقافة، الشيخ الراحل سعود الناصر الصباح رحمه الله، الذي واجه استجواب الإسلاميين بشجاعة، واضطر بعدها إلى الاستقالة.
والغريب أن وزارة الإعلام ما زالت تتعامل مع المواطن، وكأنه يعيش في عصور سابقة حيث لا مصدر للمعلومات سوى الكتب الورقية، بينما أصبح للكتب الممنوعة مهما بلغت من تفاهة سوق رائجة في الانترنت والمكتبات الالكترونية.
إن المثقفين يتمنون عودة الوعي للحكومة، والألق الثقافي الذي كان يميز دولتنا ومجتمعنا، بعدما أصبحنا نخجل أمام دول العالم بما فيها الشقيقة، من تراجعنا الثقافي وسيادة التخلف الاجتماعي والثقافي.
تعليقات