عن حتمية مواجهة التشدد والتطرف والإرهاب!.. تكتب دينا الطراح

زاوية الكتاب

كتب 541 مشاهدات 0


القبس

كلمة راس  /  حينما ينصت العقل

دينا الطراح

 

«التوجيه الذكي، والتنفيذ الماهر، والاختيار الأمثل من بدائل عدة، والمجهود الصادق». (جون راسكين)

سأتكلم اليوم عن قضية عالمية، تتطلب من رجال الدين لكل ديانة سماوية على حدة أن يجتمعوا ويتباحثوا ويدرسوا ويتمعنوا في النتائج المخربة التي وصل إليها الإنسان نتيجة الاختلاف الديني، وأن يوجهوا مجهوداتهم ويوحّدوها للتقليل من تلك الاختلافات التي بسببها كان التنافر بين الناس، واندلعت الحروب الأهلية، ووُجِد الإرهاب.

ومع أن الله تعالى أنزل ثلاث رسالات سماوية، هي: اليهودية والمسيحية، ثم الإسلام، على ثلاثة رسل، هم: سيدنا موسى وعيسى، ومحمد، عليهم أفضل الصلاة والسلام، ولكل ديانة كتاب واحد فقط: التوارة والإنجيل، والقرآن، غير أن الإنسان أفسد على نفسه الكثير من الأمور باسم الاجتهادات التي تتفق مع أهوائه، وشتت نفسه بمذاهب ذات تفاصيل متفاوتة وغير دقيقة، ولا أفهم حقيقة، لماذا يكون الدين المنزَّل من عند الله تعالى يختلف من دولة إلى أخرى؟! لنرى مسيحيي الدولة كذا يختلفون عن غيرهم في دولة أخرى، يهود دولة ما يختلفون عن غيرهم في دولة مجاورة، ومسلمي دولة أخرى يختلفون عن أقرانهم في الدولة بقارة ثانية!

لقد أنزل الله تعالى تلك الأديان فقط، وكان قادراً على إنزال غيرها أو أكثر منها، أو حتى إنزالها حسب المكان والزمان، ولكنه أنزلها على ثلاثة رسل، ليكون لهم ثلاثة كتب فقط، ثم ختم الله تعالى الأنبياء برسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ومن يرد أن يتقرب من الله فعليه أن يرجع إلى الكتاب المنزّل منه، وإلى رسوله المكلف به، ويستمد تعاليم دينه من الكتاب واتباع الرسول المكلف بالرسالة السماوية، ولا أجد صعوبة في ذلك الأمر.

ختاماً، لا أفضِّل التحدث عن الأديان، ولكن أجد ضرورة قصوى لعمل أي شيء يقلل من التشدد والتطرف والحساسيات والإرهاب، فتلك الأمور جاءت نتيجة الاختلافات الدينية والتشتت الذي وجدنا فيه من دون إرادة، ومستمرون فيه، لنواجه الحروب الأهلية، والإرهاب، وتكفير وازدراء الآخرين، وكما أفسد الإنسان على نفسه هذا الأمر الذي قاده للحروب والإرهاب والهلاك وتدمير نفسه والآخرين، أجد أنه لن يصلح تلك الأمور أحد غيره.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك