وائل الحساوي يتساءل: كيف سيتم إصلاح المناهج التربوية؟!
زاوية الكتابكتب نوفمبر 13, 2014, 12:29 ص 990 مشاهدات 0
الراي
نسمات / جيل: أنا آكل وأسافر وأغيب!
د. وائل الحساوي
يقول الخبراء في التعليم التربوي إن المراحل التعليمية في الكويت قد مرت بأربع مراحل هي:
1 - (مع حمد قلم): وقد كانت نتيجتها جيلاً من المهندسين والدكاترة.
2 - (أنا آكل وأشرب): ونتيجتها جيل يتسابق على تكميم البطون.
3 - (أنا سالم... أنا عبير): ونتيجتها جيل من المغازلجية.
4 - (إسراء فراشة ملونة): ونتيجتها جيل من الجنوس.
بالطبع فهذه نكتة ولا دخل للخبراء التربويين في ذلك، ولكن تحذير كبير الخبراء الاقتصاديين في البنك الدولي (شانتان ديغاراجان) من أن مخرجات التعليم في الكويت سيئة بل إنها أسوأ من مثيلاتها في الدول الفقيرة - حتى فيتنام - بالرغم من أن الكويت تنفق ما يصل إلى 12 في المئة من الناتج المحلي على التعليم، هذا التحذير يجعلنا نعيد النظر جذرياً في مناهج التعليم ومخرجاته وبحث أسباب التردي الذي يعاني منه!!
لقد وعد وزير التربية الجديد الدكتور بدر العيسى بأن يركز على إصلاح المناهج التربوية ويعيد لها دورها المهم، ولكن السؤال: كيف سيتم ذلك؟ هل هو عن طريق إعادة كتابة المناهج بطريقة تختلف عن الطرق الأربع التي ذكرناها، مثل أن يكون تركيز المنهج على: (أنا آكل وأسافر وأغيب عن المدرسة!).
المشكلة أكبر من ذلك، وهي تتعلق بثقافة الشعب، فعندما اتجه الشعب ناحية الكسل والتسيب وإهمال الأمور، وعندما ازداد حجم الفساد واللامبالاة في المجتمع، وعندما أصبحت الواسطة والاسم والقبيلة هي مقياس القبول في المجتمع بدلاً من العلم والخبرة والذكاء، فقد كان من الطبيعي أن يهمل الأهل تربية أبنائهم ويتركوهم وشأنهم، وكان من الطبيعي أن يدخل مجال التعليم بعض النوعيات المتخلفة والمنحرفة سلوكياً لا هم لها إلا جمع الأموال والاستمتاع بالحياة واللا مبالاة، ما انعكس على أبنائنا سلبياً، وأنتج لنا كفاءات تعليمية ضعيفة ولا مبالية!
على سبيل المثال فإن لجنة معادلة الشهادات في التعليم العالي - وقد تشرفت بعضويتها على مدى ثلاث سنوات - قد وضعت شروطاً لمعادلة الشهادات المضروبة التي جاء بها مئات من الشباب الكويتي من الخارج من دكاكين التعليم العالي، وتقضي الشروط بأن يتم امتحان حملة الشهادات عن طريق جامعة الكويت لمعرفة مستواهم العلمي قبل الاعتراف بشهاداتهم.
يحدثني أحد الاخوة بأن الذين تقدموا لتلك الامتحانات لم يزد على أربعة طلبة من بين المئات، وهؤلاء كذلك قد اشتكوا من صعوبة الامتحانات، وأن الوزير السابق قد أخذ بشكواهم، ولست أعلم ماذا حدث لهم بعدها، ولكن انظر كيف تتدخل المصالح السياسية في القرار التعليمي وتفسده!
لا يمكننا أن نضع حلولاً لمشاكلنا التعليمية ما لم نحلل أسبابها ونبحث عن المتسبب فيها، ولكن إن كان تعليمنا القديم: (مع حمد قلم) قد أخرج لنا جيلاً من المهندسين والدكاترة، فدعونا نرجع إليه ونتمسك به، ليس لأنه الأفضل، ولكن لأن جيلنا القديم من آباء وأمهات كانوا أشد تمسكاً بالمبادئ والأهداف، وكانوا ينظرون إلى الكويت كمهد للحضارة والرقي والتقدم قبل أن تدخل علينا الثقافات السطحية التي وضعت الشهادة والراتب والاستمتاع بالحياة قدوة لها في الحياة!
الراي
تعليقات