رايتك بيضاء بوناصر..بقلم عصام عبداللطيف الفليج

الوطن
رايتك بيضاء بوناصر
عصام عبداللطيف الفليج
سخر سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله خبرته السياسية الدولية الطويلة في أمرين رئيسين: حفظ استقرار وأمان بلده الكويت، واستقرار العلاقات السياسية الخارجية، الخليجية والعربية والاسلامية والعالمية، دون الدخول في خصومات أو صراعات، وبحيادية عقلانية، والتي تنعكس بالضرورة على بلده، وهذه تتطلب الحكمة والصبر والتأني التي يتمثل بها سموه.
وقد بذل سموه في الأيام الماضية جهودا كبيرة لرأب الصدع بين دول مجلس التعاون الخليجي، تمثلت في رحلات مكوكية الى السعودية والامارات والبحرين وقطر، تكللت بالنجاح بحمد الله.
ان استقرار منظومة دول مجلس التعاون الخليجي ليست أمرا ترفيا أو مزاجيا أو شخصيا، ولا يخص دولة دون أخرى، فرغم تواضع نتائجها على المستويين السياسي والاقتصادي، الا ان استمرارها بهذه القلة الانتاجية، خير لها من فض ذلك الاعتصام {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}، ويلي ذلك تذكير هام {واذكروا نعمة الله عليكم}، فنعمة الأمن والأمان، ونعمة الوحدة الخليجية الاجتماعية، وانصهار شعوب المنطقة في مصاهرات وعلاقات اجتماعية واقتصادية وثقافية، كلها تجعل السياسة تكون في خدمتهم، لا تعمل على التفرقة بينهم.
ولكم ان تتخيلوا تعلق الشعوب الخليجية بهذه الوحدة، والقلق الذي ينتابهم عند أي خلاف خليجي، وانتظارهم أخبار مفرحة عن ذهاب الغمة، والخلافات المغمة، وسعادتهم بأي خبر تنسيقي تجميعي.
شكرا لك يا بوناصر على جهودك الرائعة في حفظ بوتقة الوحدة الخليجية، ورايتك بيضاء، وشكرا لزعماء دول مجلس التعاون الخليجي لاستجابتهم لدعوة سموه، حفاظا على استقرار ووحدة الخليج العربي.
والله يحفظ جميع دولنا ودول المسلمين من كل سوء.. آمين.
٭٭٭
بذل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله جهودا شخصية ودبلوماسية كبيرة وحثيثة، من أجل عودة الشاب الكويتي فوزي العودة من معتقلات غوانتانامو، فلا تفوت مناسبة من زيارة سياسية الى أمريكا، أو حضور ضيف رفيع المستوى من أمريكا، الا وتطرح مشكلة أسرى غوانتانامو الكويتيين، ومن يعرف دهاليز السياسة، يقدر حجم هذه الجهود.
فهنيئا لفوزي بعودته بالسلامة، وهنيئا لوالديه وذويه وللكويت كلها بهذه العودة الميمونة، وشكرا لكل من بذل جهدا ودعاء من أجله، وأسأل الله له السلامة والشفاء من كل عارض بسبب المعتقل.
وبانتظار عودة أخيه فايز الكندري الى أهله وذويه ووطنه باذن الله.
شكراً لك يا بوناصر على جهودك الرائعة في عودة فوزي العودة الى ذويه، ورايتك بيضاء دائما في المجالات الانسانية، كيف لا وأنت «قائد انساني عالمي»، والله يحفظكم.
٭٭٭
ما دمنا في استقرار العلاقات السياسية بين دول مجلس التعاون الخليجي، فنأمل ان ينتقل هذا الاستقرار والوئام الى جميع المرافق والمؤسسات والعلاقات الخليجية الأخرى، والحرص على عدم انتقال أي خلاف بين الشعوب، لأنهم سر بقاء واستمرار هذه المنظومة الخليجية.
وآمل ألا تنعكس آثارها على الرياضة، التي يفترض ان تجمع لا ان تفرق، فأمامنا دورة الخليج لكرة القدم، التي نأمل ان تخرج بنتائج ايجابية اجتماعيا وثقافيا، بأسلوب ذكي من اللجنة المنظمة للدورة (على فكرة.. دورة الخليج سبق تنظيمها تشكيل مجلس التعاون).
كما نأمل عودة الامارات والبحرين عن قرار الانسحاب من بطولة كأس العالم لكرة اليد المقامة في قطر، فاللاعبون ليس لهم ذنب، ولا تشغلوا الشباب بالخلافات السياسية، فهل يعقل ان ألعب في دولة بعيدة، تختلف معي تماما بالعادات والتقاليد والثقافة والدين، ولا ألعب في قطر؟! فلنجعل الرياضة تجمعنا.
٭٭٭
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة» (أي درجة النوافل من الصيام والصدقة والصلاة)، فقال أبو الدرداء: قلنا بلى يا رسول الله، قال: «إصلاح ذات البين».

د.عصام عبداللطيف الفليج