(تحديث1) كتالونيا تقرر مصيرها رغم طعون الدستورية

عربي و دولي

الحكومة الإسبانية تعترض: الاستشارة الشعبية غير شرعية

2149 مشاهدات 0


قالت الحكومة الاسبانية هنا اليوم ان عملية 'الاستشارة الشعبية' التي تجري في منطقة (كتالونيا) حول الانفصال عن اسبانيا تعد 'ممارسة غير ديمقراطية وغير شرعية ولا تتمتع بأي سند قانوني'.

ونقل التلفزيون الاسباني الرسمي عن مصادر بالحكومة الاسبانية القول إن سلوك رئيس منطقة (كتالونيا) أرتور ماس بالمضي قدما في إجراء التصويت 'يجعل المستقبل صعبا' مشددة على ان 'الاستشارة الشعبية لن توفر أي مكاسب سياسية لماس ولا تتجاوز كونها احتفالا لمناصرته'.

وفي سياق آخر قال التلفزيون ان ماس زعيم حزب (الاتحاد والتقارب) الكتالوني صوت اليوم بأحد مراكز الاقتراع بمدينة (برشلونة) عاصمة المنطقة بنعم على سؤالي الاستشارة. ونقل عن ماس قوله إن 'استشارة اليوم لن تكون النهائية وإنما سيكون هناك استفتاء آخر شرعي وقانوني' معتبرا في هذا السياق ان منطقة (كتالونيا) اكتسبت الحق الديمقراطي بإجراء استفتاء رسمي على الانفصال عن اسبانيا.

وشدد على انه وحكومته سيواصلان 'النضال حتى النهاية للدفاع عن حقوق المواطنين الديمقراطية'.

يذكر ان اكثر من 600 صحفي من 240 وسيلة اعلام محلية ودولية يغطون الأحداث في (كتالونيا) إلا أنه لن يكشف عن نتائج التصويت قبل حلول غد الاثنين.

يشار إلى أن مواطني كتالونيا في الخارج سيتمكنون أيضا من الإدلاء بأصواتهم في عدة مراكز اقتراع افتتحت في الخارج منها مركز اقتراع في العاصمة البريطانية لندن شهد اقبالا كبيرا وفق وسائل اعلام محلية.

8:25:32 AM

تجري منطقة (كتالونيا) الاسبانية اليوم الاستفتاء الشعبي البديل المثير للجدل على الاستقلال عن اسبانيا وذلك بعد أشهر من الأخذ والرد بين الحكومتين المركزية والاقليمية.

ويحق لاجمالي 4ر5 مليون مواطن التصويت اليوم على الانفصال عن اسبانيا بالاجابة عن سؤالين هما 'هل تريد ان تكون كاتالونيا دولة؟' و'هل تريد ان تكون تلك الدولة مستقلة؟' وذلك بما يمثل نسبة 72 في المئة من سكان منطقة (كتالونيا).
ويأتي ذلك رغم اعلان المحكمة الدستورية بالبلاد التعليق الاحترازي الاسبوع الماضي لهذا الاستفتاء الذي تعقده حكومة (كتالونيا) على شكل 'استشارة شعبية' وذلك بعد أن كانت علقت أيضا في سبتمبر الماضي الاستفتاء بحلته الاساسية استجابة لطلب من حكومة مدريد التي كانت قدمت طعونا به معتبرة أنه ينتهك الدستور الاسباني.

وكانت دراسة حديثة أجراها مركز أبحاث الرأي الاسباني نشرت نتائجها الاسبوع الماضي أظهرت أن 1ر49 في المئة من مواطني كتالونيا يؤيدون الانفصال عن اسبانيا فيما يؤيد 5ر48 في المئة منهم نظام المناطق ذات الحكم الذاتي الراهن في اسبانيا أو النظام الفيدرالي الذي تؤيده كذلك بعض الأحزاب السياسية في اسبانيا.

وكان رئيس منطقة (كتالونيا) أرتو ماس قال مطلع الاسبوع الماضي ان حكومته عازمة على المضي قدما في اجراء الاستفتاء البديل على شكل 'الاستشارة شعبية' رغم طعون المحكمة الدستورية ورغم معارضة حكومة مدريد معتبرا أن في ذلك ضمان للحق أبناء المنطقة بتقرير مصيرهم فيما حث جميع المواطنين في كتالونيا على التصويت 'دون خوف للدفاع عن الحق الطبيعي للشعوب'.

ولفت إلى انه سيرسل عقب الاستشارة الشعبية خطابا إلى رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي 'لتقييم نتائج المشاورة الشعبية والمطالبة بإجراء استفتاء شرعي ومتفق عليه على غرار النموذج البريطاني'.

ويرى البعض ان ذلك قد يفتح مجالا للحوار بين حكومة ماس والحكومة المركزية بشأن تعزيز صلاحيات (كتالونيا) واتخاذ خطوات جادة بشأن تعديل الدستور وإقامة نظام فيدرالي في اسبانيا.

ويرى البعض الآخر انه وفي ضوء نتائج الاستفتاء فقد تدعو حكومة (كتالونيا) وفي حال استمرار امتناع الحكومة المركزية عن الحوار إلى انتخابات مبكرة على شكل استفتاء في خطوة تتحلى بالشرعية والقانونية لتقرير المصير السياسي المستقبلي للإقليم غير ان تلك الخطوة تشكل الخيار الأخير لكتالونيا.

ولتفادي أي تدخل حكومي أو قانوني في مجريات الاستشارة الشعبية فقد أعلنت حكومة (كتالونيا) أنها ستواصل اشرافها على الاستفتاء لكنها ستترك أمور تنظيمه اليوم بين أيدي المتطوعين والمنظمات المدنية.

ويأتي ذلك لضمان سير الاستشارة بطريقة طبيعية دون انقطاع حيث ان تفادي حكومة (كتالونيا) التدخل المباشر في تنظيم الاستشارة عبر اشراك الموظفين في الدوائر العامة أو تسخير المباني العامة لاستقبال الراغبين في التصويت سيحرم الحكومة المركزية والمؤسسات القضائية الاسبانية من اتخاذ أي اجراء قانوني لايقاف التصويت بطريقة شرعية.

وكانت حكومة (كتالونيا) أكدت انها اتخذت جميع الخطوات اللوجستية اللازمة لعقد الاستفتاء بمساعدة أكثر من 20 ألف متطوع سيعمل على تنسيق عملية التصويت موضحة أنه سيتم الاعلان عن نتائج الاستفتاء الاثنين.

واكتسبت مطالب (كتالونيا) بالانفصال عن اسبانيا زخما كبيرا منذ عام 2012 عندما فازت الأحزاب المؤيدة للاستقلال عن اسبانيا بشكل واضح في الانتخابات البرلمانية المحلية في وقت كانت تتجاوز فيها اسبانيا آثار أزمة اقتصادية غير مسبوقة.
وأدى الخلاف الاقتصادي بين الحكومتين المركزية والاقليمية التي تمثل خمس اقتصاد إسبانيا إلى توسيع الهوة بين الجانبين في ضوء مطالبة (كتالونيا) بتوقيع اتفاق ضريبي جديد يضمن للمنطقة حق التصرف بعائدات الضرائب لمواجهة أزمة ديونه كما هو الحال في إقليم (الباسك) ورفض حكومة مدريد للامر.

يذكر ان المحكمة الدستورية الاسبانية كانت علقت الاستفتاء الأساسي على الاستقلال الذي طالبت به (كتالونيا) في نهاية شهر سبتمبر الماضي وذلك بطلب من حكومة مدريد التي اعتبرته انتهاكا للدستور الاسباني (1978) وللسيادة الاسبانية ما دفع بحكومة الإقليم إلى اعلان اقامة استفتاء بديل على شكل 'استشارة شعبية' فطعنت به حكومة مدريد مجددا الاسبوع الماضي وعلقته أيضا المحكمة الدستورية.

وتعد (كتالونيا) من أهم المناطق الصناعية في البلاد وهي أكبر إقليم ذات حكم مستقل يساهم في تمويل الدولة الاسبانية حيث يسهم بنحو 8ر18 في المئة من الناتج القومي المحلي فيما يبلغ عدد سكانه 5ر7 مليون نسمة أي ما يمثل 16 في المئة من عدد السكان في اسبانيا.

الآن : كونا

تعليقات

اكتب تعليقك