خالد الطراح لـ'الصانع' و'العيسى': قراراتكم يجب أن تكون حكيمة ومهنية!

القبس

من الذاكرة  /  الحكمة وليس الفزعة

خالد أحمد الطراح

 

أمام الوزيرين الجديدين، الأخوين يعقوب الصانع، والدكتور بدر العيسى، ملفات معقدة، لكنها بالتأكيد ليست مستحيلة، وقابلة للحل، إذا ما توافرت الحكمة والمهنية، من دون أن يكون هناك رأي مسبق أو شخصي تجاه أي ملف، وأيا كان في الوزارة أو الجهات التابعة.

فإذا ما غلب التسرع على قرار الوزير، يعني انه استعجل بفتح جبهات عليه يفترض أن يكون بغنى عنها، وأي قرارات مستعجلة ستنعكس سلبا على الحكومة ككل.

نتمنى من الوزيرين التأني في القرارات، وعدم إصدار الأحكام على أساس «يقولون وسمعت» على من يعملون في محيط الوزارة، فالأقاويل على الوزيرين نفسيهما انطلقت قبل أداء القسم، فماذا نتوقع أن يقال عن غيرهم من المسؤولين بعد القسم والجلوس على كرسي الوزارة؟!

وزارة التربية والتعليم العالي تئن من روتين قاتل وملفات مثقلة بموضوعات ومخالفات بالجملة، تنتظر حلولا حاسمة، وكذلك ربما الحال في وزارة الأوقاف والعدل، إلا أن وضع الأخ الصانع مختلف بسبب الخبرة القانونية والسياسية المتراكمة لديه، مما يسهل عليه مهامه ويجعلها بسيطة الاستيعاب، بخلاف الأخ العيسى الذي يتميز بخبرة أكاديمية بحتة وليست إدارية وسياسية.

ومن الأولويات في وزارة التربية والتعليم العالي التي ينبغي التركيز عليها ولا شك أن ملف المكاتب الثقافية يعد احد هذه الملفات الذي ينتظر اعتمادا لتوصيات اللجنة المختصة التي أنهت أعمالها منذ فترة، بالإضافة إلى المناهج التي يفترض أن تنمي الانتماء الوطني وترسخ روح التسامح.

لا شك أيضا أن ثمة ملفات أكاديمية تتعلق بالتعليم التطبيقي تحتاج إلى معالجة، كالجداول الدراسية والإضافي غير المبرر، مواد التدريب، إضافة إلى وجود أقسام علمية لا حاجة لها، مما يجعلها هدرا للمال العام.

أما جامعة الكويت، والأخ العيسى من أبنائها، فهي بحاجة لدعم استقلاليتها ودعم وتطوير البرامج العلمية أيضا والسياسات التي تعزز من مكانتها الأكاديمية.

طبعا هناك موضوعات ذات طابع شخصي لدى البعض، التي تستدعي معالجتها بالحكمة والمهنية وليس بالفزعة، فبالنهاية نحن نتكلم عن صرح أكاديمي لا ينبغي أن يتحول إلى ساحة للتجاذب والتنافر أو التجارب. ان النجاح يتحقق إذا ما سادت الحكمة ووئدت الفزعات والشخصانية في القرارات، فالمصلحة العامة ينبغي أن تتفوق على كل شيء.