كويت السبعينيات!.. بقلم خليل حيدر

زاوية الكتاب

كتب 971 مشاهدات 0


الوطن

أفكار وأضواء  /  مريض.. يتوفى ثلاث مرات!

خليل علي حيدر

 

عمل طبيب وجراح العظام السوفييتي، البروفيسور ڤ.ف. تروبنيكوف في مستشفيات الكويت قبل أربعين عاماً ما بين 1970 و1973، وكتب في مذكراته المترجمة ملاحظة لا تزال صحيحة عن الكويتيين: «لوحظ بشكل عام في عالم الطب الكويتي، وكذلك بين المواطنين الكويتيين، ميل واضح للاختصاصيين الانجليز، فمع كل مرض أقل أو أكثر خطورة كانوا يذهبون إلى لندن للعلاج». [ثلاث سنوات في الكويت، 2014، ص278].
كتاب الجراح الروسي وثيقة زاخرة بالمعلومات من كل شكل ولون عن كويت تلك المرحلة، أي السبعينيات منطلق ازدهار وبروز الحياة العصرية في الكويت. وبخاصة وأن «تروبنيكوف» لم يقتصر في حديثه وملاحظاته على القضايا الصحية والمشاكل المرضية، فجاء الكتاب حديثاً شاملاً عن مختلف جوانب الحياة، بل ربما كان سيكتب أكثر من هذا بكثير لولا قيود الكتابة والتأليف السوفييتية، والتي نلمسها بوضوح في بعض فقرات وفصول الكتاب.
الكتاب الذي نشره «مركز البحوث والدراسات الكويتية»، كتب تصديره أ.د.عبدالله يوسف الغنيم رئيس المركز، مشيداً بمترجمي الكتاب، حيث «نهض بترجمته من اللغة الروسية إلى اللغة العربية الدكتور ناصر محمد الكندري والدكتور محمد عيسى الأنصاري متقاسمين هذا العبء الثقيل، خاصة في ظل وجود العديد من المصطلحات الطبية الدقيقة نظراً لتخصص الكاتب، فلهما منا كل الشكر والتقدير».
ترجمة الكتاب من الروسية تلفت بجودتها النظر. وكان من المفيد جداً للقارئ في الكويت خاصة أن يقرأ في مقدمة الكتاب شيئا عن خبرة المترجمين وتجاربهما في الترجمة عن الروسية ومراحل اهتمامهما بها، وبخاصة وأن الكاتب تحدث في مذكراته عن الطب والتاريخ والنفط والثقافة والرياضة وكل شيء، مما يعقد مهمة المترجم ويزيد من أعبائه.
بروفيسور «تروبنيكوف»، ينتقد الوضع الاقتصادي في الكويت وكأنه يتحدث إلينا اليوم: «إذ لا توجد في البلاد خطة واضحة للاقتصاد ويتم توزيع وإنفاق الموارد الوطنية بشكل غير منتظم، ولا يتم دائماً بشكل منطقي، وغالباً ما يتم بإسراف، والدولة مرتبطة بشكل كامل بسياسة الاحتكار النفطي، كل هذا يؤدي إلى وضع غير مستقر للاقتصاد في الكويت». [ص52].
نفط الكويت يقول الكاتب، يُستخرج بازدياد عاماً بعد عام. «وهناك أربعة أسباب تجعل من النفط المحلي الأرخص في العالم، هي قرب الطبقات الحاملة للنفط من سطح الأرض، وخاصية تدفق النفط ذاتياً من الآبار، وقرب حقول النفط من الساحل والميناء، وأخيراً وجود العمالة الرخيصة بأعداد كافية» [ص30].
أدرك د.تروبنيكوف الزراعة في «حقول» الكويت في أيامها الأخيرة، فيما يبدو، أي قبل انتشار نظام تخصيص المزارع والزراعة المحمية والاعتماد على العمالة الآسيوية. وهكذا لاحظ أن «الزراعة في الكويت قطاع ضعيف للغاية بسبب نوع التربة والظروف المناخية غير المناسبة وكمية الأمطار القليلة جداً، وكذلك ضآلة مصادر المياه، والجراد المسلط على الزراعة». وأضاف يقول: «ويمارس الزراعة في الكويت وبشكل أساسي سكان ضواحي المدن، وكذلك سكان المدن الساحلية، وفي الجهراء وفي الأراضي المروية اصطناعياً تزرع الخضراوات، أما تربية المواشي فهي في وضع أفضل بعض الشيء» [ص41].
أجرى الاستشاري الروسي عمليات جراحية كثيرة في الكويت. ويصف بداية تجربته العملية في الكويت فيقول:
«أتذكر أول يوم عمليات لي في المستشفى الكويتي، وهذا حدث بعد سنة من أيام عملي في المستشفى، كان عليّ اجراء أربع عمليات؛ اثنتان منها صعبتان للغاية، وقد جاءت مجموعة كبيرة من الأطباء لرؤية كيف يقوم بإجراء العملية الإخصائي السوفييتي، وكأنهم لم يأتوا من أجل هذا الأمر؛ فقد وجد كل واحد منهم لنفسه عملاً في غرفة العمليات؛ أحدهم احتاج إلى أن يتعرف إلى جهاز تعقيم غازي محمول جديد ويعمل بشكل نصف آلي، والثالث… لا أتذكر لماذا أتى؟ أما الرابع فقد دخل غرفة العمليات فقط ليشرب فنجان قهوة ولتجاذب أطراف الحديث. وعليه فقد تجمع بذلك من ستة إلى سبعة أشخاص».
تصور! كل هذا الجمع في غرفة العمليات!
ويشيد الطبيب بمستوى العلاج والمستشفيات والأجهزة في مجال الخدمة الصحية، ولكنه ينتقد «عدم إمكانية تشريح الموتى بسبب المعتقدات الدينية، مما كان يقلل من فاعلية العمل العلاجي».
وينتقد كذلك عدم التواصل بين الأطباء: «فبعد أن ينتهي الطبيب، على سبيل المثال، من مناوبة يوم كامل، كان يذهب إلى مكان عمله دون أن يخبر الأطباء ومسؤولي الأقسام بما أنجزه من أعمال في أثناء الخفارة، وأي مرضى في المستشفى تم الكشف عليهم ولأي سبب؟ وما هي الحالة الصحية للمرضى الذين تم اجراء العمليات لهم، وكنت أتمنى أن تكون علاقة الأطباء بالمرضى أفضل من ذلك.. الأطباء لم يكونوا يرعون المرضى، إنما هذا الأمر كان من واجبات الممرضات والممرضين» [ص91].
من أبرز العمليات الجراحية التي يسجل د.تروبنيكوف تفاصيلها، تلك التي أجراها لمريض من عمان يدعى علي عبدالرحمن عبدالله، كان في الـ57 عاماً من العمر، ومصاباً بورم في إحدى فقرات صدره Haemangioma، يضغط على النخاع الشوكي، لذلك بدأ يتطور إلى شلل في الأطراف السفلية ويؤثر على الجهاز البولي ويعرقل حركة المريض.
ساعد الجراح الروسي في اجراء العملية جراح مصري شاب هو د.حسن والي، وبعد 45 دقيقة من بداية العملية، يقول الطبيب الروسي، «أخبرني بصوت متقطع طبيب التخدير الباكستاني ميان محمد يعقوب عن التوقف الفجائي لقلب المريض.. وعلى الفور أدخلت بالمحقنة والإبرة الطويلة من خلال جدار القفص الصدري في عضلة القلب محلول الأدرينالين، وبدأت تدليك القلب بقوة، وبعد مرور دقيقة واحدة شعرت بدفعات ضعيفة من القلب، وظهر النبض». ويقول د.تروبنيكوف أنه واصل العملية بعد ثبات ضغط الدم وموافقة طبيب التخدير واستئصال الورم وتحرير القناة المخية من الضغط، وفجأة لاحظ طبيب التخدير مرة أخرى تدهور الدورة الدموية بسبب توقف القلب، فتوقفت العملية. وتبين أن قلب المريض لم يستفد من سائل الأدرينالين وتدليك القلب، ومن ثم، يقول الجراح الروسي، «اتخذتُ قراراً بفتح القفص الصدري، واستعمال التدليك المفتوح للقلب بكلتا اليدين، ولم يكن هناك شيء لأخسره فالمريض كان ميتاً، ومضت دقيقتان تقريباً بعد وفاة المريض. وشعرت بعد مرور 30 – 40 ثانية من فتح القفص الصدري وبداية تدليك القلب بدفعات ضعيفة وانقباضات، وبدأ القلب يعمل من جديد».
وما أن عادت الأمور إلى وضعها الطبيعي، وتمت خياطة الجرح، وتقريباً بعد 40 دقيقة من انعاش المريض للمرة الثانية، توقف قلب المريض مجدداً للمرة الثالثة! يقول الجراح:
«كان الوضع ميئوساً منه، وعلى الرغم من ذلك فتحت وبسرعة القفص الصدري والذي قد تم خياطته سابقاً، واضطررت إلى فتق الدرز على الصدر ومن جديد بدأت بتدليك القلب بأصابع اليد، وبعد مرور 40 – 50 ثانية من بداية التدليك شعرت بانقباضات الأنسجة العضلية وظهر أمل في إنقاذ المريض، ولسعادتي الكبيرة، بدأ القلب في العمل من جديد، وتمت خياطة الجرح من جديد، ولم نفارق المريض حتى الصباح إذ ظل في غرفة العمليات، وفي الصباح التالي تم نقل المريض إلى الجناح، وبعد مضي شهر إلى المصحة، وبعد أربعة أشهر بدأ علي عبدالرحمن المشي، وبعد مرور نصف عام خرج من المؤسسة العلاجية». [ص95 – 100].
تحدث الجراح الروسي في كتابه عن «إصابات حوادث السيارات»! وهذا أمر بديهي لطبيب متخصص في الكسور والعظام: «ففي نهاية عام 1972، وبحسب بيانات الصحافة الكويتية، وصل عدد الحوادث الكبيرة الى 250 حادثة في الاسبوع تقريبا، ونتيجة لذلك كان يموت اسبوعيا من خمسة الى ستة اشخاص في المستشفيات، والحالات التي كانت لا تنتهي بالموت في مواقع الحوادث لا تدخل من ضمن هذا العدد».
ومن عمليات العظام والمفاصل المعقدة التي اجراها كانت عملية لقدم احد الوكلاء المساعدين في وزارة الدفاع السيد سعد سلطان السالم. حيث قطعت مروحة محرك القارب الآلي في الشاليه قدم المصاب من عند الكاحل، ونقل المصاب على الفور الى مستشفى العظام، فيما سارعت زوجته بسيارتها الى منزل الجراح في الشويخ، وكان الطبيب الروسي على علاقة صداقة بالعائلة.
في المستشفى، يقول، «أخبرني طبيب المستشفى المناوب انه من وجهة نظرهم فان القدم يجب ان تبتر، وامرت بنقل المريض الى غرفة العمليات. القدم مخلوعة تماما عند مفصل الكاحل معلقة دون حياة ومستندة على سديلة عضلة خلفية داخلية صغيرة، وكل الاوتار قد قطعت بواسطة مروحة المحرك العاملة. وبعد تخدير المريض ازلت مانع الحركة في اثناء النقل وفحصت المصاب وتعرفت الاشعة، وخلصت الى قرار باجراء العملية للمريض مع محاولة الحفاظ على القدم، وقد استندت وجهة نظري على انه على الرغم من تلف الاوعية الدموية الرئيسة، التي تغذي القدم في منطقة مفصل الكاحل، فإن التغذية الدموية ستكون كافية من خلال الاوعية الجانبية، وبعد العلاج الجراحي المنساب للجروح اجريت عملية تصحيح الكسر الخلعي لمفصل القدم. خيطت الاوتار والانسجة اللينة، وعالجت الاوعية الدموية الرئيسة من خلال خياطة الجروح الوعائية؛ وخيطت الجلد باحكام بعد ان وضعت في مفصل الكاحل انابيب مطاطية لتصرف محتويات الجرح وحقن المضادات الحيوية. وبعد خمسة اسابيع صرفت المريض من المستشفى وهو يمشي بعكازات».
ومن الذين تولى د.تروبنيكوف الاهتمام بهم اعضاء الفرق الرياضية: «لقد عالجت واجريت عمليات جراحية لكثير من لاعبي هذه الاندية بسبب الاصابات الرياضية، اذكر من بينهم افضل مهاجم جناح ايسر في «القادسية» حمد بوحمد، واقوى مدافع في النادي العربي ومنتخب الكويت «حسين العسعوسي».
ويكرس الطبيب صفحات لا بأس بها للحديث عن الرياضة والفرق في الكويت مع «نادي سانتوس» البرازيلي الشهير في فبراير 1973، ويضيف: «اصطحب البرازيليون معهم كل لاعبي فريقهم الاساسيين، وبين اللاعبين كان هناك ستة لاعبين من المنتخب الفائز بكأس العالم: «بيليه»، «ايدو»، «جائير»، «كارلوس البيرتو» (كابتن «سانتوس» والمنتخب الوطني)، «السيندو»، وكذلك «بولفينا» وغيرهم، وكانت ادارة نادي «سانتوس» قد طلبت 30 الف دولار لقاء مباراة واحدة، وقد استلموا بالفعل ذلك المبلغ، وخصص من هذا المبلغ للنجم «بيليه» 10000 دولار، وخصص المتبقي من اجمالي المبلغ للنادي واللاعبين الآخرين، وكان «بيليه» بعامة يتقاضى 8 آلاف دولار عن كل مباراة ضمن فريق نادي «سانتوس»، هذا راتبه المعتاد، كما قيل، وقبل مباراته في الكويت بثلاثة ايام كان «سانتوس» قد فاز على المنتخب السعودي 0/3.
وعند وصول «بيليه» الى الكويت استقبله الامير، وعشية المباراة (11 فبراير) بث التلفزيون المؤتمر الصحافي الذي عقد آنذاك. وقد قام «بيليه» بالاجابة عن كل اسئلة الصحافيين».
وقد وقعت مفاجأة سارة للكويتيين في هذه المباراة في الدقائق الاخيرة كما يصف الجراح الروسي هذه المباراة فيقول عن فريق القادسية: «في الدقائق الاخيرة نظموا حملة منظمة جدا وجميلة بالقرب من مرمى «سانتوس» ليسجلوا هدفا، فالكرة سددت بقوة ودقة لتطير في مرمى الخصم رغم قفزة حارس المرمى اليائسة، واصبحت النتيجة 1/1، وانتفض جميع من في الاستاد من الفرحة، ووقفوا وهم يرددون النشيد الوطني، وواصلوا التصفيق لفترة طويلة. وهكذا انتهى هذا اللقاء الشيق والمثير بالتعادل، حيث كنت محظوظا ان احضره وتمكنت من تصويره في فيلم سينمائي ملون».
ويضيف: «سجل هدف التعادل في مرمى البرازيليين «جاسم يعقوب» لاعب نادي «القادسية» الذي اصبح بين عشية وضحاها بطلا قوميا فعليا، وقد اهداه المليونير ورجال الاعمال الكويتي، الذي يبيع السيارات الامريكية، يوسف احمد الغانم، وهو مشجع لكرة القدم، سيارة جديدة للهدف المحرز في مرمى «سانتوس»، واهدى عائلته بوليصة تأمين بقيمة 25000 دينار».
انتقد د.تروبنيكوف جوانب من الضعف والاهمال في الخدمة الصحية فمثلا، «ثقافة وتأهيل ومستوى معارف الاغلبية من اطباء المستوصفات المحليين كانت ضعيفة، وكنت اتمنى لها مستوى افضل». ومن اوجه اللامبالاة «انه عند مراجعة المريض للطبيب، كان باستطاعة الاخير - اي الطبيب - التدخين وشرب القهوة مع احد اصدقائه الذي كان يدخل اليه لتبادل الاحاديث». ويضيف «نادرا ما كان الاطباء يفحصون مرضاهم، وفي احسن الاحوال كانوا يستمعون الى شكاوى المرضى، وكانوا يصفون للمرضى نوعا ما من الدواء - فيتامينات او ادوية مسكنة. وكانت المريضة تأتي الى طبيب النساء - الرجل، وهي مغطاة من قمة الرأس الى اخمص القدم في عباءتها التقليدية، وكان يرافق المريضة، كقاعدة عامة، رجل، الزوج او الابن البالغ، وفي ظروف العمل في مستوصف المنطقة السكنية لم يكن يتم فحص المرأة بشكل دقيق» [ص137].
وفي مكان آخر يقول ان الطبيب كان يستقبل 150 مريضا خلال ست ساعات، «وكان الطبيب يصف الدواء على عجل، وفي اكثر الاوقات دون فحص المريض، وكثيرا ما كان الطبيب عند ظهوره وهو لايزال عند باب المكتب، يسأله عن مكان وماهية الالم، وعندما كان المريض يقترب من طاولة الطبيب، تكون الوصفة جاهزة، ومن الطبيعي ان الطبيب كثيرا ما كان يرتكب اخطاء في التشخيص، وكانت وزارة الصحة العامة على علم بهذا الوضع الموجود في المستوصفات ولكن القضاء على هذه النواقص كان يسيره بمعدلات بطيئة» [ص184].
ويتحدث الطبيب الروسي عن طابور المرضى في المستوصفات، وعن الواسطة ومحاباة الشخصيات البارزة، وعند غضب المراجعين: «اذا حاول احد ما من الواقفين في الطابور الدخول خلسة الى غرفة الطبيب قبل ان يحين دوره فان هذا الامر كان يستدعي السخط الشديد جدا من قبل المنتظرين في الدور. وفي مثل هذه الحالات، كان كل المرضى الواقفين يندفعون بشكل جماعي الى غرفة الطبيب، حتى يخجلوا المذنبين».
ويقول ان اطباء مستشفى الولادة كانوا يستخدمون «البيجر»! «كان عند كل الاطباء في الجيب الايسر العلوي للرداء جهاز استقبال للمخابرات التليفونية «البيجر» وكان بحجم علبة سجائر اعتيادية، وكان نطاقه يبلغ ما بين 500 الى 600 متر، وكان لكل طبيب موجة واشارات نداء خاصة به «وكان هذا الجهاز ضروريا، حيث كان العثور على الطبيب في متاهة المستشفى شيئا صعبا للغاية.
كتاب «ثلاث سنوات في الكويت» رصد شامل لتجربة طبيب من المرحلة السوفييتية وسط كويت السبعينيات من القرن الماضي رصد لحسن الحظ لا يقف عند البيئة الطبية وحياة المستشفى وحدهما. وهذا ما يجعل الكتاب توثيقيا شيقا لجوانب اخرى من حياة واصداء تلك المرحلة. فشكرا لمن بذل جهد التأليف والترجمة والنشر. كتاب قراءته مفيدة لكل قارئ.. وضرورية لكل طبيب!

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك