'الداخلية' مطالبة بحماية أساتذة الكليات من اعتداءات أولياء الأمور!.. بنظر بهيجة بهبهاني

القبس

تحت المجهر  /  فقدان الأمن والأمان الأكاديمي

أ.د بهيجة بهبهاني

● وزارة الداخلية مطالبة بتوفير رجال امن في الكليات لحماية اعضاء هيئة التدريس من اعتداء أولياء الأمور عليهم.

يعاني اعضاء الهيئة التدريسية، خصوصا الاساتذة الوافدين في المؤسسات التعليمية العليا، ومنها كليات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي، من حالة فقدان الامن والامان الاكاديمي ومعايشتهم لمشاعر القلق والغضب بسبب قيام بعض اولياء امور الطلبة - وخاصة - من العاملين بوزارة الداخلية وغيرهم من المراجعين، لا سيما في فترة الاختبارات النهائية للفصل الدراسي، بمساءلة ومحاسبة عضو هيئة التدريس عن رسوب ابنائهم وبناتهم في المقرر الدراسي او حصولهم على التقدير «مقبول»، حيث ان تقدير الطالب والطالبة - في نظرهم - يجب ان يكون «امتياز» حتى لا يتم فصله من الكلية لان عليه انذارات عديدة!

ان بعض اولياء الامور –واعتقد انهم حصلوا على شهاداتهم الدراسية بالواسطة- يعتقدون ان الاستاذ يمنح الدرجات لطلابه وطالباته بناء على المكانة الاجتماعية لهم والاسرة او القبيلة التي ينتمون اليها، ويتجاهل بأن الدرجة النهائية للطالب والطالبة هي مجموع درجات الاختبارات الفصلية (النظرية والعملية) ودرجة الاختبار النظري النهائي، وولي الامر اذا كان حقا مهتما بالمستوى العلمي لابنائه وبناته فلماذا لا يتابعهم طوال الفصل الدراسي ويحاسبهم على اهمالهم وغيابهم؟! وحين يلجأ فلذة الكبد الى والده لاعلامه بطرده من الكلية لانه راسب، فانه يبرر الامر بأن الاستاذ ظالم ولم يعطه حقه ولم يضع له درجته التي يستحقها! مما يحفز ولي الامر على اقتحام مكاتب اعضاء هيئة التدريس بالكليات واتهامهم بالتفرقة بين الطلبة لاسباب طائفية واجتماعية، ويقوم بتهديد الاساتذة – اذا كانوا وافدين - بتلفيق التهم لهم أو بالتسفير!

ان لائحة السلوك الطلابي تحاسب الطلبة اذا تجاوزوا حدودهم في التعامل مع الاساتذة، فمن يحاسب اولياء الامور الذين يقتحمون بوابة الكلية ويدخلون عنوة الاقسام العلمية ويتسلطون على اعضاء هيئة التدريس في مكاتبهم ويتعاملون معهم بالصراخ وتوجيه التهم؟ فهل يلجأ الاستاذ الكويتي الى المخفر لتسجيل حالة؟ وماذا يفعل الاستاذ الوافد امام هذا الهجوم العنيف غير اللجوء الى مسؤوله للاحتماء به؟! وهل يقضي اعضاء هيئة التدريس جل وقتهم في مراجعة قضيتهم في المخفر؟

ان وزارة الداخلية مطالبة بتوفير رجال امن في الكليات لحماية اعضاء هيئة التدريس من اعتداء اولياء الامور عليهم والاساءة الى مكانتهم الاكاديمية، خاصة في فترة الاختبارات النهائية.

ألا ينص الدستور على: «تصون الدولة دعامات المجتمع وتكفل الأمن والطمأنينة وتكافؤ الفرص للمواطنين» - الباب الثاني - مادة 8؟!