آهات المعاقين ... تتجدد يوميا
محليات وبرلمانمتطلباتهم تحتاج لوقفة جادة من قبل السلطتين التنفيذية والتشريعية لتخفيف معاناتهم
أكتوبر 12, 2008, منتصف الليل 1418 مشاهدات 0
في دول العالم المتحضرة يحظى ذوي الاحتياجات الخاصة برعاية كاملة، حيث تقوم الحكومات بتسهيلات عديدة للمعاقين وتوفر لهم جميع إحتياجاتهم، كما تلزم المؤسسات والشركات الحكومية والخاصة بحسن التعامل معهم وتبسيط إجراءاتهم ووضعهم بعين الإعتبار من جميع النواحي.
الكويت لاتقل عن تلك الدول ولاتنقصها الامكانيات ولكن عقليات بعض المسئولين بكل أسف تأبى أن تقدر هذه الشريحة من المواطنين والمقيمين، بل أنهم لايحظون بأبسط حقوقهم، فهل يعقل أن يتم إسقاط احقية المعاقين بعلاوة ال120 دينار؟! ولم يتم منحهم هذه العلاوة إلا بعد مضي عدة شهور، وهل يعقل أن قانون منح الرياضيين مبالغ مالية على إنجازتهم يطبق فقط على الأصحاء؟! علما بأن لاعبين كثر حققوا انجازات عجز عنها الأصحاء ورفعوا اسم الكويت بالمحافل الدولية ومنهم طارق القلاف ومها الشريعان ووعبدالوهاب السعيدي وعبدالله الحداد واحمد الطباخ وحمد العدواني، والأخير احزر ثلاث ميداليات (ذهبية وفضيتين) في أولمبياد أثينا، ولأنه بطل في سباقات الجري للكراسي المتحركة فإنه بحاجة لمسافات طويلة لاتتوفر بنادي المعاقين في منطقة حولي، لذلك يقوم بتمارينه على حارة الأمان بالدائري السابع وترافقة في بعض الأحيان احدى الدوريات!!
ولقد امتدح الشاعر عبدالكريم العنزي سفير المعاقين زملائه بهذه الأبيات:
اي يابطل احصد ذهب حقق نصر حطم رقم .. اكتب على صدر الزمن كلمة معاق يعني نعم ..
رغم اننا نفقد ذراع .. نفقد بصر نفقد قدم ... لكن بقى فينا الأمل كل الأمل لون وطعم ..
أما بالنسبة لمعاناة للطبة والموظفين المعاقين فحدث ولا حرج، فلا توجد أماكن مخصصة لإيقاف سياراتهم بالقرب من جهات عملهم، وفي بعض الوزارات أو كليات الجامعة أو المدارس لا توجد حتى مرافق خاصة بهم مثل (الحمامات) و (المصعد) .
وتقول احدى الموظفات من ذوي الاحتياجات الخاصة تعمل في منطقة حولي التعليمية، أنها تضطر للذهاب إلى أحد المجمعات التجارية بمنطقة حولي لقضاء حاجتها!!
وأولياء الأمور لايقلون عن معاناة أبنائهم، حيث ترفض معظم الوزارات منحهم تخفيض لساعات العمل، وان قبلت فإنها تقوم بخصم رواتبهم نظير هذه الساعات، علما بأن أولياء الأمور بحاجة ماسة للبقاء عند أبنائهم المعاقين خصوصا أن تلك الفئات تحتاج لمراجعة شبه دائمة على المستشفيات، ولايمكن لولي الأمر أن يستطيع بالإستئذانات المتاحة لجميع الموظفين أن يكون قريبا من أبنائه، لأنها لاتكفي لمراجعة المستشفيات.
عدد المعاقين في الكويت يبلغ حوالي 12,000 تقريبا حسب آخر إحصائية أعلنها المجلس الأعلى للمعاقين التابع لوزارة الشؤون والذي يشكل هو بحد ذاته مشكلة كبيرة للمعاقين، فهل يعقل أن يكون المجلس الأعلي للمعاقين بوسط منطقة مكتظة بالسكان وهي الشعب البحري؟ وهل يعقل أن يتكون المبنى من ثمانية أدوار ولايوجد سوى مصعدين؟ بل أن حتى المصعد لايكفى لدخول الكرسي المتحرك في بعض الأحيان، وإذا استطاع الصعود فلا يمكن للمرافق أن يجد مكانا له نظرا لضيق المساحة، ناهيك عن عدم وجود مواقف للسيارات بجانب المبنى.
والمجتمع أيضا يتحمل جزءا كبيرا لمعاناة المعاقين، فنظرات الناس تلاحقهم أينما حلوا، وهناك من ينظر لهم سواء بقصد أو غير قصد بعين الرأفة، ولا يعلم هذا الشخص بأنه يتسبب بجرح مشاعرهم، وللأسف هناك بعض الأسر تخجل من أبنائها المعاقين، فلا يصطحبونهم خلال تنزههم أو زيارة أقربائهم، ويحاولون قدر المستطاع ابقائهم في المنازل.
وهذا السبب دفع الشاعر المبدع والمتألق عبدالكريم العنزي سفير المعاقين، بتطويع الكلمات وتسجيل هذا الحوار المبكي بين (معاق وأمه) .
ماهو ذنبي يوم ربي حطني بعالم إعاقة ..
أدري يمه أحيان واجد من وجودي تستحين ..
ناس واجد ..
ناس تحلم ..
ناس تتمنى وتبي ..
وأدري مثل الناس يمه كنتي إنتي تحلمين ..
كان حلمك …. طفل ينده ..
يمه شوفي ..شوفي يمه ..(أوجعك) وأنا اتحرك داخل احشائك.. جنين ..
وانتِ حامل فيني يمه.. الألم يغلب عليك ..
ولما يطري الحلم لحظة ..
كنتي يمه تفرحين ..
كان حلمك يمه طاير في فرح ..
كنه يقول :
باكر وليدي يجي
يكبر .. وأنسى .. الونين..
كنتِ بلسانك تقولي :
راح يصير …
وراح يصير ….
.. وراح يصير
مره ضابط ..
لا .. مهندس ..
يمه كنتي تحلمين …..
يمه كنتي تحلمين ..
وانقطع حلمك ..يايمه.. (لحظة الآم الولادة)
لما قالوا لك :
((معاااااااااااااق ))
قمت يمه تصرخين ……
مات حلمك …
إيه أنا ادري ماتت أحلام السنين …..
مات حلمك ..
مالي ذنب يموت حلمك .
وأنتي أصلاً تعرفين ..حتى أبسط حلم عندك إنحرمتِ.. قول (يـــمه)
وأدري إن كلمة (يايمه) .. وش كثر .. كنتي (تنطرين)
وأنا انحرمت أبسط حقوقي..
لاربع … لا أصدقاء
عالمي كله إعاقة ..عالمي كله ونين..
الله اللي قدر إني أبتلي بهذي الإعاقة..
وبالصبر يمه الأجر عند رب العالمين..
إصبري يمه عشاني.. إصبري … والله كريم ..
والله إن الموت أرحم ..
قبل أشوفك تدمعين ..
قبل أشوفك تدمعين ..
قبل أشوفك تدمعين ...
المجتمع اليوم بحاجة إلى ثقافة للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، فهم أبنائنا وأخواننا وأخواتنا وأمهاتنا وآبائنا، لذلك علينا العمل بكل مانستطيع من أجل أن نشعرهم بأن ليست هناك فوارق بيننا وبينهم، فلهم حقوق وعليهم واجبات حالهم كحال بقية البشر، ولابد من السلطتين التنفيذية والتشريعية، والأخيرة عليها تصحيح خطأها حيث ساهم بعض الأعضاء بفقدان النصاب خلال ابريل الماضي، بسبب عدم حضورهم الجلسة المخصصة لمناقشة قضية ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك لتوفير متطلبات هذه الفئة العزيزة على نفوسنا، وسن تشريعات تساهم بتخفيف آلامهم ومعاناتهم.
وفي الختام لاتوجد أبلغ من قصيدة الشاعر محمد اليامي الذي سرد حياة المعاق بكل آلامها وتطلعاتها، مؤكدا أن المعاق لايقل عن أي شخص بخدمة بلده ورفعة شأنها.
الطفوله ..
أحلى مافي هالحياة
مرحله من غير هم ..
كنـّا دايم نبتسم
كنـّا حتى لو بكينا ... وجارت الدنيا علينا
بعد لحظـات وثواني ... بسمه فينا ترتســم ..
كنـّا نركض خلف كوره ... ( لا لا أنا ماكنت معهم؟ )
وحدي بس بعيد عنهم ... كنت أنا أضحك عليهم ...
جالس لحالي أهذري... جالس أحسب كم (كوبري)...
صلـّحه( أحمد ) في ( ماجد ) ؟؟
والله واجد!!
وقبل ما يحل الظلام ... للبيوت نروح نجري ... ( لا لا أنا ماكنت معهم ! )
أمشي وحدي بعيد عنهم ... أمشي وأعدد أثرهم!
وهم عني يبعدون ...
يبعدون ... يبعدون ... إلا( ماجد )!
كان مثلي حيل ضايق ...
بس حزنـي كــان حارق
كان يسألني ببراءه ...
ليش تعرج ؟ ... قلت مدري ! - باستياء -
ليش تبكي ؟ قلت م - بكبرياء -
ضاق مني ... ثم سألني في غباء ...
قال ( وثرايك تـثــابق )؟ وراح عنــّــي ... !!
كنت أسأل دوم نفسي ... ليش ما أركض معاهم ؟؟
ليش دوم أمشي وراهم ؟؟ وش بلاي ؟؟ أو وش بلاهم ؟؟
ليه أنا غير الأنام ؟؟ زاحمتني الأسئله... كل شيٍ أجهله ؟
وإن تعبت من الإجـــابه... أحظن الحيـــره وأنام .
مرّت سنين وكبرت ... صار همّي اليوم أكبر
حتى دمعي صار أكثر للأسف توني قدرت ...
أفهم إني شخص ( عاجز )! يعني بيني وبينكم
مليون حاجـــز !!! صدقوني ذي حقيقه ...
لا طلعت السوق ... كل ما أمشي دقيقه
القى كل شوي أبله ! يمشي ويناظر صديقه ...
ويغمز له يقول : ناظر...! وش يناظر ؟؟
وتتفجّــر في خفوقي ألف ضيقه
ووحده في وسط الزحام .... طالعتني باهتمام ...
بنت في عمر الزهور ... أي رشاقه ... وأي أناقه ....
وأي عطـــور !! قلت في نفسي ياهووووه
هي تناظرني بغرام ؟ أو هي نظره والسلام ؟
بس أكيد إنها تعرفني ... شايفتني ؟ شايفتني في جريده ؟
واعجبتها لي قصيده ؟ إيييييه أنا توني افتكرت ...
لي قصيده ... كنت ناشر معها صوره
بس صوره ... ياسلااااام .. وفاجأتني ...
لمـّا صارت لي قريبه ... كانت تـتمـتم بطيبه
(يكسر الخاطـر حـرااااام ) !!!!!
وتركت دمعه غريبه ... وضاعت بوسط الزحــام
دمعه كانت تحكي وضعي ... زلزلتني
ارتطم قلبي بضلعي ... دمرتني
صدقوني ... أصعب اللحظات وأقسى
لاغدا الرجـّــــال يكسر ... خاطر انثى
كيف ينسى ؟؟؟ جاوبوني !
وزاد همّــي ... يوم فكــّـرت بوظيفه ... ثم زواج
أي وظيفه ... وأي زواج ؟؟
اللــي مثـلي ... مهما طالب ... لويلف ولو يدور
زين لو حطـــّــوه كــاتب .. لا .. وعلى بنــد الأجـور .. ماهو رسمي !!!
صدقوني لو تدرّج ... وصار راتبه ايتصاعد .. وابتــدا وضعه يزين
ما أظنه بيتزوّج ... حتى لو بعد التقاعد !!
وفي النهــايه ...
يابلــدنا... مهما كانت( تسميتـنا )
عاجزين ... (معوّقين)
لك عهدنا... وذا قسمنا ..
أقسم بالله العظيم ... منزل الذكر الحكيم
أن أصونــك يابلادي ... من شرور العابثين
من مطامع كل حاسد ... من نوايا كل فاســد
وإني لك حصنٍ حصين
إنتي ناديني وشوفي ... لا نويتي بالجهــاد
والله أقهر لك ظروفي ... دامك إنتي لي بــــلاد
وباسم كل العاجزين ... دام فينا أصبع يطول الزنـــاد
لا يهمــّـك يابلادي ... وازهليهــــــــا
تعليقات