عادات غير حضارية منتشرة بشوارعنا .. فهل من رادع لها؟

محليات وبرلمان

لابد من عقوبة صارمة لمن يسيء التصرف في الأماكن العامة

1611 مشاهدات 0


انتشرت الكثير من العادات السيئة التي يقوم بها بعض الأفراد دون مراعاة لمن حولهم وكأنها حركة اعتيادية لا يلام عليها الفرد أو سينتبه له أحدا، وكأنه يعيش بعالم منعزل عن مرأى الناس، بينما الجميع من حوله يرغب بتنبيهه أو منعه أو حتى نصحه كي لا يكرر فعلته هذه في الشارع الذي لا يملك حقوق الملكية فيه، فلماذا يجبر الناس على رؤية تلك الأمور بشوارعنا دون رادع أو قانون يعاقب من يسيء التصرف الغير حضاري أبدا ؟! 
ومما لا شك أننا مررنا بالعديد من التصرفات ووقعت أعيننا عليها، وقد شعرنا بالغضب الشديد منها، فهذا السائق يبصق بأحد القنابل التي توجد في فمه بالشوارع من خلال نافذة سيارته، أو تجده منشغلا بأنفه مستغلا وقت الفراغ عند الوقوف عند الإشارة الحمراء، وهناك من يتجاوز الخطوط الأرضية بسرعة جنونية ليعرض حياته وحياة الآخرين للخطر، وآخر حريص على نظافة سيارته فيرمي السجائر وهي مشتعلة، والتي قد تشعل النيران في السيارات التي تسير خلفه، والبعض تعلو أصوات الأغاني من مركبته ليلفت الانتباه له، وشخص آخر يرقص متعايش مع أجواء هذه الأغنية، وآخر وضع نفسه معاقا ليحتل مكانا مخصصا لهم دون مراعاة لحاجة تلك الفئة لهذا الموقف الذي وضع من أجلهم، مما جعلت بعض المجعات تعمد لوضع حاجز حتى تمنع المتطفلين من استخدامه، ولا تبعد هذه الحواجز إلا لمن هو فعلا معاق، فهل وصل بنا الأمر للاستخفاف حتى بالقوانين وعدم اللامبالاة من نتائج بعض التصرفات التي يقوم بها بعض الأشخاص؟!
التصرفات الغير حضارية لا تقتصر على تلك الأشياء فقط، بل هناك قائمة طويلة لا تنتهي، وبدأ العديد من الناس ينزعج كثيرا من تلك التصرفات الغير لائقة، فكان لابد من وجود عقوبة مغلظة على كل من يمارس حريته بطريقة غير حضارية، وها هي دولة الامارات العربية الشقيقة والعديد من الدول المتقدمة، وضعت غرامة كبيرة على من يفكر أن يوسخ الأماكن العامة برمي القاذورات أوالبصق بالشوارع أو رمي العلكة، التي لا يفكر الكثير منا أنها تكلف الكثير من التعب كي يتم إزالتها.
أيضا هناك عوامل مهمة تساهم بنشر الوعي بين أفراد المجتمع من خلال الإعلام، والذي يبث من خلال شاشته أهم التصرفات السلبية التي يجب الابتعاد عنها، وبالمقابل إظهار الإيجابيات من السلوكيات المرغوبة، وربط الناحية الدينية بذلك الأمر وتذكيرهم بالآيات والأحاديث التي علمتنا بأن النظافة من الإيمان، وكذلك تعتبر التربية الأسرية من أهم العوامل التي تجعل الفرد يتربى على قيم مهمة منذ صغره، لذلك لا شك أن من يحسن التصرف هو من بيئة عودت هذا الفرد على التصرف بتلك الطريقة، ونستغرب كثيرا ممن يسلك وجهتين فتجده بمنزله شديد الحرص على سلوكياته وبينما يخرج في الشارع يتصرف بشكل معاكس!! مما يثبت أن هناك خللا واضحا به.
ولعل حب الإنسان لوطنه والمكان الذي يعيش به يجعله يفكر كثيرا، كيف يجعلها أكثر جمالا، وكيف يعطي صورة منعكسة عن ذلك الجمال بالمحافظة عليه من خلال التصرفات الحضارية، وإجبار الأخوة الوافدين والعمالة الآسيوية على السير على نفس الخطوات في السلوك الحسن والتصرفات الحضارية المقبولة، وإلا فالعقوبة هي الحل الذي يجعل الجميع يقفون احتراما لتطبيق السلوكيات الحميدة التي يرغب بها الجميع.
 
الآن - تقرير: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك