لابد من وقف جميع مصادر الهدر بالإنفاق الحكومي والشعبي!.. برأي محمد المقاطع
زاوية الكتابكتب نوفمبر 1, 2014, 1 ص 1421 مشاهدات 0
القبس
الديوانية / السفه في الأوقات الحرجة
أ.د محمد عبد المحسن المقاطع
السفه في اللغة ولغة القانون هو التبذير، والسفيه يُحجر عليه وتكف يده عن التصرف في أمواله.
تطالعنا الصحف هذه الايام بأخبار هبوط اسعار النفط، ففي خلال الاشهر الستة الماضية بلغ النزول %25 تقريبا، وهذا مبلغ كبير لدولة تعتمد على النفط في جميع اوجه الصرف على مرافقها المختلفة، لذلك سوف تصبح الكويت في وضع صعب اذا واصلت الاسعار بالنزول وهذا احتمال وارد.
وعليه، يجب ان نبدأ بشد الاحزمة والبحث عن جميع مصادر الهدر بالانفاق الحكومي والشعبي ونوقفه حتى لا نضطر في يوم من الايام الى تخفيض الرواتب او تخفيض العملة، وما يصاحب ذلك من تضييق سبل العيش على الجميع، لذلك يجب ان نخوض معركة مكافحة الاسراف او بمعنى ادق معركة الانضباط الاقتصادي، وهنا اريد ان اشير الى ان عدم التبذير لا يعني الحرمان من مباهج الحياة، ولكنه يعلم الناس قيما راقية للسلوك المنضبط امام المغريات الكثيرة التي نشاهدها في حياتنا.
بعد هذه المقدمة، على كل فرد من افراد الشعب يعلم ان هناك بابا من ابواب الهدر ان يبادر بنشره او فضحه، حتى تتخذ السلطات المسؤولة الاجراءات الكفيلة للحد منه إن هي ارادت الإصلاح.
هناك كم هائل من الانفاق التبذيري يراه القاصي والداني كالدعم بجميع اشكاله وانواعه لغير مستحقيه، ويبلغ 6 مليارات دينار سنويا، وتوزيع المزارع والجواخير، والترضيات لبعض النواب، ومكافآت اللجان الكثيرة، ومهزلة المشاركة في النجاح، ومكافآت نهاية الخدمة التي تصل للملايين في بعض الاحيان، والاوامر التغييرية والتأخر بالمناقصات وما يصاحبها من مضاعفة لتكلفة المشاريع، والسفر المتكرر نتيجة تشجيع الحكومة للناس باعطاء اجازات طويلة في المناسبات والاعياد. ومن ابواب الهدر ايضا تخصيص سيارات فارهة للقياديين وغيرهم. للمقارنة فقط، معظم القياديين والمسؤولين في العالم يستعملون سيارات عادية مصنعة في بلادهم.
رأينا هذا في فرنسا وبقية الدول الاوروبية. في الهند جميع الافراد من الزعماء والقيادات يستعملون سيارات صغيرة اسمها اوستن، كانت تصنع في بريطانيا وتوقف انتاجها، ولكنها تصنع الآن بالهند، وهم لا يجدون ما يعيبهم باستعمال هذه السيارات، فهي بالآخر وسيلة مواصلات فقط، بل اننا رأينا افراد بعض الوزراء في الدول الاسكندنافية يستعملون الدراجة الهوائية في ذهابهم لمكاتبهم ولم يجدوا حرجا في ذلك.
أما معظم النواب المعارضين لكل ترشيد للانفاق فإن داوفعهم معروفة، وهي إرضاء الشارع على حساب الوطن ومستقبله فيجب عدم الالتفات الى مطالبهم.
اكرر، من تأخذه الحمية على وطنه، فليبادر الى الاشارة لمواضع الخلل والهدر بالمصروفات، والصحف مستعدة لنشر كل ما يصلها احقاقا للحق ومحافظة على ثروات البلاد واستمرارها، وتنفيذا لأمر رباني بأن المبذرين كانوا اخوان الشياطين.
تعليقات