هل تسير الحكومة بالبركة حتى في حماية أرواح المواطنين؟!.. بهيجة بهبهاني متسائلة
زاوية الكتابكتب أكتوبر 30, 2014, 12:24 ص 572 مشاهدات 0
القبس
تحت المجهر / أين الهيئة العامة لإدارة الأزمات والطوارئ؟!
أ.د بهيجة بهبهاني
إن تغيّر الظروف المناخية وزيادة الملوثات الجوية والمائية والبرية بتأثير من إصدارات المصانع والمركبات والتجارب النووية في العالم يؤديان بصورة مؤكدة إلى حدوث تغيير في التضاريس المختلفة في خريطة الكون، والكويت من ضمنها، كحدوث الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل والانهيارات الارضية والفيضانات، وقد تعرّضت دولة الكويت فعلاً الى حدوث زلازل بسيطة خلال السنوات الماضية، وإلى انهيارات أرضية في بعض المناطق. إن تاريخ دولة الكويت يؤكد احتمالية تعرّضها لحدوث كوارث طبيعية غير متوقعة بسبب التغيّرات المناخية، وكانت «السنة الحمراء» بدولة الكويت عام 1831م من الكوارث الطبيعية، فقد اجتاحت موجةٌ عاتيةٌ من الغبار الأحمر البلاد، وتسببت في قطع طرق المواصلات البحرية بين الكويت ودول الخليج الأخرى. وفي عام 1934م هطلت على دولة الكويت أمطار تشبه السيول الجارفة (سنة الهدامة) تسببت في هدم البيوت الطينية وتلف ممتلكات المواطنين. وفي السنوات الماضية هطلت أمطار غزيرة على دولة الكويت بكميات هائلة لم تستوعبها المصارف الصحية الحديثة، وتسببت في غرق البشر وتلف السيارات والقضاء على المزروعات. ومن متابعة هذه الأحداث الطبيعية المتكررة حاليا تتضح لنا أهمية إنشاء هيئة عامة لإدارة الأزمات والكوارث تختص بالتوعية المجتمعية المتواصلة –من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة- لكيفية التصرّف عند حدوث أمور طارئة خطيرة وتقوم هذه الهيئة المستحدثة باتخاذ الإجراءات الأساسية عند حدوث أزمة أو كارثة لحماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم، ويجب أن تقوم الهيئة بتدريب جميع المواطنين، وكذلك المقيمين على إجراءات الإسعافات الأولية، وكذلك على إطفاء الحرائق ومواقع الملاجئ. إن الدولة تصرف آلاف الدنانير من المال العام على توفير أجهزة الإطفاء في المؤسسات الحكومية، وللأسف لا يجيد أي فرد طريقة استخدامها!
إن الإعلان عن اختيار الكويت لتكون مقرّاً لمركز مجلس التعاون لإدارة حالات الطوارئ، يتطلب بذل المزيد من الجهود. إن هناك إدارة للأزمات والكوارث بوزارة الداخلية، ولكنها ميتة إعلاميا، فلم تقم بدور واضح في هذا المجال الوطني، والمواطنون والمقيمون ليس لديهم أدنى فكرة عن كيفية التصرّف في حالة حصول كارثة، ما سيتسبب في حدوث حوادث دامية من خلال التزاحم والهروب الجماعي! فهل تسير الحكومة على البركة، حتى في أساليب المحافظة على أرواح المواطنين!
تعليقات