يكتب سامي النصف عن أكذوبة تهجير قبائل سيناء كوسيلة لمحاربة الإرهاب!
زاوية الكتابكتب أكتوبر 29, 2014, 1:47 ص 1494 مشاهدات 0
الأنباء
محطات / أكذوبة تهجير قبائل سيناء!
سامي النصف
للتهجير في مصر تجارب مريرة تجعل المجاميع ترتعب منه، فقد هجّر أبناء النوبة إبّان بناء السد العالي ولم توفر لهم أماكن لائقة بديلة، كما تسببت حرب الاستنزاف- لاحرب 1967- بتهجير سكان مدن القناة الى الداخل وإلى القاهرة تحديدا، وكانت هناك تجربة مريرة أخرى أنهاها الرئيس السادات بفتح قناة السويس وإعادة سكان مدنها اليها، لذا يعمد بعض الداعمين الخفيين للإرهاب هذه الأيام الى تسويق أكذوبة عزم النظام المصري على تهجير قبائل سيناء كوسيلة لمحاربة الارهاب بقصد التحريض والتأجيج.
****
في علوم السياسة هناك ما يعرف بمنهاجية «البدائل» التي تستخدم وتؤدي الى نفس نتائج «الأصل» الا انها ترفع الحرج السياسي المصاحب، فعلى سبيل المثال من أُحرج عام 1990 من إعلان الدعم الصريح لغزو صدام للكويت قام بالوصول للهدف نفسه عبر لوم الضحية بدلا من لوم الجاني، او الاعتراض على التواجد الدولي الهادف لتحرير الكويت، وجميع تلك الذرائع تعني في حقيقة الأمر ان قائلها قلبا وقالبا مع الغزو والعدوان الا انه لا يستطيع الاعلان عن ذلك الموقف فاستخدم.. البدائل!
هذا المنطق العقيم والسقيم يستخدم حاليا بقوة ضد النظام في مصر، فالتنظيمات والشخصيات السياسية والاعلامية والدينية الحاضنة والداعمة والراعية للارهاب لا تستطيع ان تفصح عن موقفها بصراحة، لذا تلجأ للتورية والتستر واستخدام البدائل التي تؤدي تماما الى نفس الاهداف اي نصرة الارهاب والحرص على ابقاء الشرايين المغذية له بالمال والرجال والسلاح مفتوحة دون عرقلة او اعاقة، لذا فكل التباكي على ما يدعون انه تهجير لقبائل سيناء من موطنها هو وسيلة ملتوية لمنع قيام المنطقة العازلة مع غزة التي تمنع تدفق الارهاب والارهابيين.
****
ولا يحتاج المرء الى ذكاء شديد لاسقاط تلك الاكذوبة الفجة، فالارقام التي لا تكذب ومعها خرائط غوغل المصورة للحدود بين مصر وغزة كفيلة بذلك الأمر، فمساحة سيناء تزيد على 60 ألف كم2 وعدد سكانها يقارب 600 ألف يقطن اغلبهم في مدنها، والمنطقة الحدودية العازلة لن تزيد عن 17 كم طولا في 3 كم عرضا اي بمساحة كلية لا تتجاوز 51 كم2، أي أقل من 1% من مساحة سيناء وهي منطقة صحراوية قاحلة سبقت لنا زيارتها ولا توجد بها الا منازل صغيرة متناثرة بنيت فقط للتغطية على مداخل الانفاق.
****
آخر محطة: 1- اذا استقرت الأوضاع في سيناء فستصبح إحدى النقاط الجاذبة للسياحة العالمية والخليجية تحديدا، حيث انها الاقرب جغرافيا للخليج، كما ان عادات اهلها وقبائلها قريبة من العادات الخليجية، وللعلم شمال سيناء مصيف جميل، وجنوبها مشتى رائع لذا فهي مرشحة لسياحة دائمة طوال العام بعكس كثير من المنتجعات السياحية العربية والاجنبية.
2- مع استتباب الأمن في سيناء سيمكن الالتفات لها وخلق مشاريع تنموية تحدّ من بطالة شباب سيناء التي تدفع البعض منهم الى التطرف وتهريب الأسلحة والمخدرات.
3- نرجو ان تتم اعادة إحياء مشروع ترعة جابر الأحمد الهادفة لجلب مياه النيل لزراعة سيناء مع اضافة انشاء محطات تقطير المياه كي تتحول صحراء سيناء الصفراء الى مروج خضراء وسلة غذاء قادرة على استيعاب الملايين وتصدير الغذاء للعالم أجمع.
تعليقات