ناصر المطيري لوزير التربية والتعليم العالي: من أين ستبدأ 'النفضة' وكيف؟!
زاوية الكتابكتب أكتوبر 29, 2014, 1:18 ص 684 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / 'انفضها وتوكل' يا معالي الوزير
ناصر المطيري
استخدم وزير التربية وزير التعليم العالي الجديد د.بدر العيسى كلمة «نفضة» في أول تصريح صحافي له فور تسلمه مهام منصبه، وقال كل مايتعلق بالتعليم في البلاد يحتاج إلى نفضة، جميل أن يستهل الوزير عهده بنقد ذاتي واعتراف بوجود مشكلة حقيقية تحتاج عمل جاد وتحرك سريع وخطوات تصحيحية وكل هذا اختزله معالي الوزير بكلمة نفضة على مايبدو لي لأن مدلول الكلمة اللفظي والنفسي يعكس عزم وحزم ننتظره منه تجاه وضع التعليم المتهاوي ..
«النفضة» يامعالي الوزير تحتاج منك «انتفاضة» إن كنت تعني ماتقول فعلا وهكذا نحسبك ونظن بك خيراً ان شاء الله وعلى رأي المثل المصري «المية تكدب الغطاس» ونحن نقولها لك بالكويتي الفصيح «هذا الميدان ياحميدان»..
الإشكالية النمطية المعتادة في الكويت يامعالي وزير التربية هي أن الطموحات والخطط تصطدم دائماً بخطوط الطول العرض من الضغوط السياسية والاجتماعية فتبقى العزائم و الطموحات المتحمسة حبيسة الأدراج وتجد نفسك كمن سبقك من أسلافك قيد «الإقامة الجبرية» في مناطق النفوذ الضاغطة فينكمش الطموح وتتلاشى الخطط فتتبخر التصريحات فلا نفضة ولا انتفاضة ولايحزنون، لأنك سوف تدرك بعد حين أن الأولوية الحقيقية التي عليك أن تعض عليها بالنواجذ هي المحافظة على مقعدك الوزاري الوثير أطول فترة ممكنة !
ولو حصل يامعالي الوزير وكسرت القاعدة «وخرجت عن النص» وعزمت على تحقيق النفضة وهو مانأمله فمن أين ستبدأ وكيف؟
هل ستبدأ بنفض الجهاز الإداري وما يحمله من تركة من المشكلات المتراكمة، أم تنظر إلى حال المناهج التعليمية والتربوية التي انحدرت بمستوى التعليم، وما البدائل لديك وكم من الوقت تحتاج لتحقيق نفضة المناهج؟ وهل لديكم رؤية منهجية معينة للتطوير الفعلي أم ستبقى الأجيال من أبنائنا الطلبة محطات تجارب لمناهج تطبق وتُلغى دون رؤية واضحة؟
ماهو أهم من المناهج وضع المعلمين وتفاوت المستويات والكفاءة الإنتاجية التي يدفع ضريبتها طلاب العلم، ياوزير التربية أنت في دولة تخرج معاهدها وكلياتها التربوية آلاف الخريجين سنويا ولاتزال وزارة التربية تجلب مئات المعلمين الوافدين وللأسف أصبح أغلب المعلمين الوافدين من ذوي الكفاءة المتوسطة والمتدنية على خلاف معلمين زمان حيث كانت اللجان التعليمية لاتجلب إلا أكفأ المعلمين في بلدانهم وفق اختيارات موضوعية نزيهة، أما في السنوات الأخيرة فالوضع تغير وانتكس ..
لن أتحدث عن وباء الدروس الخصوصية وتجار الشنطة من المعلمين، لن نخوض بالظواهر السلوكية والمخدرات التي تغزو مدارس أبنائنا دون مواجهة فاعلة من الوزارة، وسننسى أوضاع الكثير من المباني المدرسية المتردية.
يكفيك يا معالي الوزير أن تشد الحيل قبل أن يفتر الحماس أن تحقق النفضة المرتقبة في مراحل التعليم العام لاننا لن نتطرق إلى حال التعليم العالي والجامعات التي ضاقت مقاعدها عن استيعاب كثير من الكويتيين ممن اضطروا إلى الالتحاق في «الدكاكين الجامعية» في بعض الدول .
قلوبنا معك يادكتور بدر ونشاطرك الحماس لتحقيق «النفضة» المرتقبة، انفضها وتوكل يا معالي الوزير.
تعليقات