مفرح الدوسري ضد استجواب جابر المبارك لأن هناك من يكيل بمكيالين

على ماذا يستجوب النائب الأول؟ كلنا يحترم حق النواب في استخدام الاستجواب كأداة دستورية، رغم ان البعض حوّلها الى اداة قمعية لتصفية الحسابات الشخصية وصلب الخصوم! ولم يعد هناك من يستخدمها بامانة وذمة وضمير (ان وجد) الا من رحم الله عز وجل والادلة والشواهد على ذلك كثيرة، فقد حط البعض من قدر هذه الاداة الراقية حين أضاف اليها من الشواهد السيئة ما يمكنه من تحقيق هدفه؟ فالغاية تبرر الاستجواب!!! صرح النائب سعدون حماد عن نيته استجواب معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والدفاع، وله الحق في ذلك، رغما عن انوف من يكيلون بمكيالين ويظنون ان ما يجوز لهم لا يجوز لغيرهم؟ لكن! على ماذا سيستجوب سعدون حماد النائب الأول؟ هل سيستجوبه على كارثة اكتشفها حديثاً ام على الكوارث المتراكمة من قبل؟ وفي كلتا الحالتين نقول للنائب الفاضل (ريح ملائكتك) يا بوحماد ترى ما في الحمض احد! لا تسل سيفك من غمده ولا (تزهم وتعتزي) ولا تحذف الغتره! استجوابك لا يضر ولا ينفع لأن الجماعة سامعين وشايفين وعاجبهم الوضع رغم علمهم بأن الأمن مفقود؟ يدرون ان كل مخفر ما فيه غير شرطي واحد، موزع نفسه بين الاحوال واللاسلكي وحراسة النظارة والرد على البلاغات وكتابتها وضبط أمن المنطقة، ومطلوب منه ملاحقة المجرمين واحضار المتهمين، اللي اذا راح يقبض على واحد منهم قفل المخفر! واقسم بالله ان احد المخافر فيه دورية وحدة مكسور (نص سكانها) ومكمله الشرطي كثر الله خيره بهوز ولاف عليه تيب! رجل الأمن في بلدنا صار مثل قطعة الشطرنج كل يوم منقول مكان! اليوم رئيس قسم بكره منقول الى ديوان الوزارة، بعد بكره مدير ادارة! هذا غير الزف اللي يلقاه من المسؤولين بسبب واسطات بعض النواب! شبتقول؟ الرشوة شغالة والحرامية ترس الشوارع والسرقات ضد مجهول؟ يدرون! بتتكلم عن المنافذ اللي يدشون ويطلعون منها البنغال على كيفهم بجوازات مزورة! أو بتتكلم عن آلاف المخالفين اللي عايشين بأمن وأمان ! عندهم خبر! بس الضعف شين! شبتقول؟ بعض ضباط الداخلية هم اصحاب التكاسي والمآسي! يدرون؟ بتقول اجازة القيادة تصرف مقابل...؟ يدرون! بتتكلم عن الهجرة والمرور بتعجز! يعني ما عندك جديد ولا هم يحزنون! ولو كنت جادا في مواضيع وزارة الداخلية لتكلمت من زمان؟ لكن للأسف تضعون انفسكم دائما في دائرة السؤال الرمادي من حيث التوقيت؟ رغم يقيننا بأن تخلف البلد ليس سببه مجلس الأمة، بل نواب الأمة الذين ينتهكون حرمة القانون بممارساتهم الخاطئة، ويضيعون وقت الأمة في مهاترات لا تنفع مواطنا ولا تنهض بوطن! ولا يعرفون كيف ومتى يستخدمون أدواتهم الدستورية، وينشغلون في صراعاتهم الجانبية ومصالحهم الشخصية؟ وكم اتمنى ألا تدفع ممارسات بعض نواب الأمة الخاطئة الناس الى الكفر بالديموقراطية التي يؤمنون بأنها حصنهم المنيع! أما البدون فانني اربأ بك ان تكون ممن يتاجرون بقضيتهم الانسانية، لان الحكومات المتعاقبة هي المسؤول الأول والاخير عن هذه القضية التي اختلط فيها المظلوم بالمتعاون وبقايا فلول الجيش الشعبي العراقي! معالي النائب الأول لقد شرفك أميرنا المفدى بثقته حين كلفك بتولي أهم حقيبتين في البلد، ولن أحدثك عن الدفاع لاننا لا ننوي غزو احد من الجيران؟!! ولكن يجب ان تنزل الى الشارع وتستمع بانصات لما يقال عن وزارة الداخلية، ليكون لك وقفة حازمة في وجه المتخاذلين والمتقاعسين عن أداء مهامهم، لقد وضع سموه حفظه الله في عنقك امن وطن باكمله، امن دولة بشعبها ومقدراتها، دولة لم يعد للقانون فيها احترام، ولا لرجل الأمن هيبة، دولة يسير فيها الراكب والراجل من الشمال الى الجنوب لا يرى فيها رجل امن سوى ايام العطل؟ ليراه المسؤولون في ذهابهم الى الشاليهات وعودتهم منها!! معالي النائب الأول الكل يسأل: ماذا قدمت وماذا ستقدم؟ سؤال ليس فيه طعن في شخصك، سؤال مشروع، يحق لنا ان نوجهه اليك من باب الحرص على وطننا وأمننا، ومن حقنا عليك كمواطنين ان نستمع الى الاجابة ان لم نر صداها على أرض الواقع. دمتم بخير،،، نقطة شديدة الوضوح نتمنى ان يكون لمعالي النائب الأول بصمة كبصمة سمو الأمير الوالد حفظه الله حين كان وزيرا للداخلية والدفاع، ولوكيل وزارة الداخلية بصمة كبصمة عبداللطيف الثويني ويوسف الخرافي، وان يكون للمحافظين دور فعال كدور سعادة الشيخ جابر العبد الله الجابر حين كان محافظاً للأحمدي؟ رجال تركوا المناصب واعجزوا من جاء من بعدهم؟! ومن باب الانصاف يجب ان نذكر بكل التقدير رجال المباحث ومكافحة المخدرات، الذين يواجهون عصابات الموت بكل شجاعة واقتدار امثال الشيخ احمد الخليفة وعبدالحميد العوضي وآخرين لا نعلمهم، فللجميع الشكر والتقدير.