وائل الحساوي لنواب مجلس الأمة: امنحوا الوزيرين الجديدين فرصة!
زاوية الكتابكتب أكتوبر 28, 2014, 12:42 ص 867 مشاهدات 0
الراي
نسمات / بلغة الأرقام.. نحن الأغنى والأكثر تبذيراً
د. وائل الحساوي
الحديث بلغة الأرقام عادة ما يكون لذيذاً وتُطرب له النفس، وما يميز الكويت هو كثرة الاحصائيات حول جميع مناحي الحياة ما يجعلنا دائماً أمام كاميرات تصوير تفضح جميع تحركاتنا وتحصي سكناتنا وزفراتنا وتقضي على الشائعات التي يتفنن البعض باختلاقها وإرجاف الناس بها!!
الاحصائيات التي نشرتها الإدارة المركزية للإحصاء قبل يومين حول مسح الدخل والانفاق الأسري في الكويت للعام الماضي، تعطي مؤشرات جيدة لمن أراد معرفة دراسة الواقع المعيشي في الكويت، فقد بينت تلك الاحصائيات بأن متوسط دخل الأسرة الكويتية في الشهر هو 3351 ديناراً (أكثر من 10 آلاف دولار)، (علماً بأن أعلى نسبة دخل للفرد في العالم في الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا وفرنسا واستراليا تبلغ 960 دولاراً للفرد شهرياً)، وقد لا يبدو الفرق كبيراً بمجرد المقارنة، لكن لو تأملنا في بقية الاحصائيات لوجدنا بأن الفرد في الأسرة الكويتية لا ينفق أكثر من 2 في المئة على الصحة والتعليم مقارنة بالآلاف من الدولارات التي ينفقها الفرد في الدول الغنية على هذين المرفقين الأساسيين!
بالطبع فإن الاحصائيات في الكويت لم تفصل في بند نفقات المسكن والمياه والكهرباء لكنها ذكرت رقماً كبيراً لتلك النفقات يصل إلى نسبة 1150 ديناراً للأسرة شهرياً.
وهذا الانفاق الكبير قد يكون سببه هو تكاليف الإجارات الكبيرة التي تنفقها الأسرة لاستئجار شقق وبيوت سكنية.
ومع هذا فإن مستوى غلاء المعيشة في الدول الغنية يصل أضعاف أضعاف ما ينفقه الكويتيون على جميع السلع، وقد لاحظت في زيارتي لسويسرا هذا العام بأن الغلاء عندهم لا مثيل له، فعلى سبيل المثال: اشتريت 4 بطاريات صغيرة بمبلغ 15 فرنك سويسري (نحو 4 دنانير كويتية، بينما السعر في الكويت لا يتجاوز نصف دينار).
كما نلاحظ من الاحصائيات بأن انفاق الأسر الكويتية على الأغذية والمشروبات 11.5 في المئة من الدخل وعلى السلع والخدمات الشخصية المتنوعة 11.3 في المئة والملابس والأحذية 6.2 في المئة (والمطاعم والفنادق 2.5 في المئة والترفيه 2.5 في المئة) ما يدل على التوسع في الأمور الكمالية والترفيهية!
والغريب هو أن متوسط انفاق الأسر الكويتية الشهري هو 3071 ديناراً (91.6 في المئة من الدخل) وهي نسبة كبيرة لاسيما مع توفر الكثير من السلع الأساسية بأسعار زهيدة، وهو ما يدل على اننا شعب مبذر، وهو ما لاحظنا زيادته في السنوات الأخيرة بالرغم من كون 61 في المئة من الكويتيين يقطنون الفلل، وتوفر معدل 4.3 سيارة لكل أسرة، فكيف لو ازدادت نسبة من يتحولون إلى الشقق المؤجرة وكيف لو تمت زيادة أسعار الكهرباء والماء والوقود؟!
****
الله يعين الوزراء الجدد
أبارك للوزيرين الجديدين الأخ يعقوب الصانع ود. بدر العيسى ثقة سمو الأمير وأتمنى لهما النجاح في إدارة أهم أربع وزارات وحل مشاكلها الكثيرة، وهما بحسب علمي - من خيرة الأشخاص المتخصصين في مجال عملهما، وأتمنى من نواب المجلس إعطاءهم المجال للعمل وعدم التدخل في أعمالهما، فليس هنالك وصفة سحرية للنجاح، وكفانا استقالات من وزراء أكفاء بسبب الضغوط النيابية الحكومية والشعبية.
تعليقات