'تقدمية'.. الدعيج واصفاً دعوة مقاطعة قعدات الدواوين ومجالس العزاء

القبس

وين بتولون..؟!

عبد اللطيف الدعيج

 

أمين عام حركة «حشد»، النائب السابق مسلم البراك، عنده طلعات وصرعات. رغم غرابتها وغربتها، فان بعضها حظي باهتمام وتأييد الكثيرين. آخر صرعات «بوحمود» العزلة الاجتماعية التي يسعى مع آخرين الى فرضها على النظام ومناصريه.

شعب الكويت شعب بطالي، لهذا اخترع جلسات الدواوين وسهرات آخر الليل. الدواوين بتشكيلها ومهامها الحالية ليست تقليدا كويتيا كما يتراءى للكثيرين، بل تقليد عصري، وليد الثروة والبطالة التي وفرها النفط. الدواوين في الاصل هي في الغالب لـ«النواخذة». يجتمعون فيها مع البحارة ويستضيفون الغريب او البعيد عن الديرة منهم، والبقية من كبار التجار يستخدمونها للمناسبات والاعياد فقط، وليست مثل الان مفتوحة 24 ساعة بسبب البطالة.

الكويتيون كانوا يعملون من ست الى ست، من طلوع الشمس الى غروبها.. لهذا لم يكن لدى احد غير النواخذة وبحارتهم فرصة لحضور الديوانيات. فقد كان «الليل لباسا والنوم سباتا» لمن يجد ويجتهد في النهار.

البطالة وتوافر الثروة النفطية لم يخترعا او يفرزا قعدات وسهرات الدواوين فقط، بل افرزا المعايدات وتهاني الافراح وعيادة المرضى وزوارات الولادة وبوفيهات العشاء، وأخيرا المقبرة والعزاء، وغيرها من المخترعات والظواهر المعنية بقتل الوقت، الذي لا يتوافر غيره لدى معظم الكويتيين.

مسلم البراك مع بعض الشباب، حسب ادعائه، يتنادون هذه الايام لمقاطعة هذه الظواهر المستجدة التي افرزتها البطالة، وشجع عليها توافر الثروة الذي يتم بلا جهد او عمل يتطلب الراحة وادخار الطاقة.

يعني هذه اول مرة يعمل بها النائب البراك بشكل تقدمي يتوافق ومجتمعات هذه الايام. فمقاطعة قعدات الدواوين ومجالس العزاء، التي تشغل وقت معظم مسؤولي الدولة قبل بطاليتها، دعوة تقدمية تخدم في النهاية مجتمع الجد والاجتهاد. لكن هل سيستطيع امين عام حشد او حتى غيره التصدي بجدية لهذه الظواهر وإقناع الكويتيين بالفكاك منها؟! أشك في ذلك كثيرا.. فهذه الظواهر هي افراز مجتمع الثروة والبطالة، وليس من السهل الانصراف عنها او مقاطعتها، كما هي الدعوة دون وجود بديل او تعويض عما تشغله من وقت وتوفره من ترويح.

بالعربي اذا قاطع مسلم وجماعته الدواوين والافراح ومجالس العزاء ــ هذا سيكون اجبارياً لان المجتمع الكويتي متداخل ــ فأين سيذهبون وكيف سيقضون اوقاتهم وهم الاكثر بطالة من الناس؟.