هل يشارك الخليجيون في الحرب البرية على داعش !

عربي و دولي

1557 مشاهدات 0

الحرب البرية على داعش

لايبدو لمراقب إن دول الخليج في وارد اعتماد مبدأ تصفير المشاكل في سياسيتها الخارجية؛ ففي تحركاتها مؤخرا تخطت دول الخليج النزعة الاقليمية والقومية وأخذت تحركاتها بعدا أممي كلاعب كبير في الاحداث. ومن يجادل في ذلك فلينظر مليا لخريطة الأزمات منذ مطلع هذه الألفية ليجد أسم دول الخليج في تشاد وليبيا وتونس ومصروسوريا والعراق واليمن. ومع تغير اشكال الصراع من حروب تقليدية بين الجيوش الى حروب لا متماثلة أصبح لدول الخليج مدخل للصراعات بعد تراجع الحجم وتقدم شكل الصراع في موازين القوى المتصارعة. وحتى الان دخلت دول الخليج بالفعل بقدم واحدة في الصراع الدولي ضد الدولة الاسلامية عبر مشاركتها في الحملة الجوية. فهل تدخل بالقدم الاخرى في الحرب البرية بناء على ما تمليه عليها مصالحها و متطلبات شركائها ؟ ومالدوافع والمحاذير ؟ ؟

بدون حتى اسم يشار به إليها كـ'عاصفة الصحراء'أو'أم المعارك' أظهرت الحملة الجوية على داعش قصورها، وانها لن تكون الحدود القصوى للتحرك ضد الدولة الاسلامية بل سيكون هناك تدخل بري قد تكون دول الخليج جزء منه بناء على التقديرات التالية :

-تحررت الكويت بجهد أممي؛وتحت القبعات الزرقاء وقف جنود خليجيون في الصومال وافغانستان والبوسنة، فدول الخليج مؤمنة بالشرعية الدولية ومتطلباتها التي قديكون منها تدخّل قوات بريّة ضد داعش كتطبيق عملي لمبدأ 'التدخّل الإنساني' الذي اقرّته الامم المتحدة، لإنقاذ الارواح البشرية .

-في البداية لم يطلب العراق من التحالف الدولي تدخلا بريا، بل دعم جوي ولوجستي .ومع اقتراب الخطر من بغداد تحول الخطاب لرفض التدخل الاجنبي البري والقبول بالتدخل العربي.وحين أصبحت المسافة بين بغداد و10 آلاف مقاتل من داعش حوالي 10كم. ومع صدى صفعة 'الحوثيين'الذين لم نتصور دخولهم صنعاء قبل 10 اشهر ووصولهم الحديدة أيضا قبل 10 ايام يصبح احتلال بغداد وإطراف الخليج أمر قابل لطرح فكرة التدخل البري .

-لم يعد بإمكان الخليجيين البقاء بعيدًا عن الأحداث والتطورات التي تشهدها الساحات القريبة منهم كما فعلوا إبان الحرب العراقية الايرانية،وعلى العواصم الخليجية تلقف الفرصة لإعادة أهمية الخليج الاستراتيجية وانتهاء مرحلة استدارة أوبام الاستراتيجية .وحصولهم على ثمن الانخراط التام مقابل توسيع الضربات لتشمل قوات الأسد.

- سيكون رفع مستوى انخراط دول الخليج في الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية مرتبطا بقدراتها، ولن يتعدى ذلك وحدات صغيرة من القوات الخاصة،أو وحدات الاسناد أو الامداد أو الطبابة،فعلى الحملة الجوية الراهنة تم صرف اكثر من مليار دولار حتى الان، وتمثل مردودها المتواضع في قتل داعشي واحد جراء كل 12 طلعة جوية،وستجد فاتورة الحرب طريقها لميزانية دول الخليج ومن الافضل حسمها بكل الطرق مبكرا.

في زمن مضى لم تعرف السياسة الخارجية الخليجية إلا مبدأ النأي بالنفس عن أحداث المنطقة حد الانكفاء.ومع تغير هذا النهج يبقى على صانع القرار الخليجي ملاحظة ان تحركات العواصم الخليجية والتي تخطت بها النزعة الاقليمية والقومية، وأخذت بها بعدا أممي انطلقت من قيم ومحفزات مصلحيه وطنية وخليجيه، مما يوجب ملاحظة محاذير عدة جراء الانخراط التام ضد داعش ، فهناك معوق القفز الخليجي في ميدان المعركة العراقي قبل اكتمال التقارب مع بغداد .فنتيجة توترات الفترة المالكية قد تتعرض القوات الخليجية'لنيران صديقة' من فصائل عراقية تحمل قوائم ثأر قديمة . كما ان القوات الخليجية ليست ادرى من الجيش العراقي والبشمركة والجيش الحر بطبيعة ساحات القتال هناك مما يجعل تنفيذ الإدارة الاميركية وعودها بتسليح المعارضة السورية المعتدلة اجدى من الزج بقواتنا هناك .

الآن - د.ظافر محمد العجمي- المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك