التدريب فطرة، يكتب فهد بن رشاش

زاوية الكتاب

كتب 1810 مشاهدات 0


يولد الإنسان دون قلم وكتاب ، ولا علم ومعرفة ، كـ صفحة بيضاء ثم يدون في هذه الصفحة ما يكتسبه من الآخرين بقصد التعلم أو حتى التأثر ، من هنا نعرف أهمية من يُعلّم ومن يُؤثر بحياة الآخرين لا شك إيجابياً ، فالإنسان يكتسب ليمنح وهذا الأصل يا ساده .

تعليم + تأثير = التدريب

إنها القاعدة.

إن الإنسان بطبيعته مدرب في حياته اليومية فهو مدرب في أسرته وبين أبنائه ، ومدرب في عمله ، فالطبيب مدرب والمعلم مدرب و و كل إنسان مهما كان مجاله هو مدرب فيه ، إلا أنه ليس بالضرورة أن يكون كل مدرب من هؤلاء متمكن ، فالتدريب بالنسبة لأكثرهم مفروض عليهم بغية المُرتب وأداء العمل فحسب .

بعد تصورنا وإدراكنا  لهذه الحقيقة نستطيع أن نخطو أول خطوات الإحتراف بمجال التدريب المُثمر المُستحق كي نطور من أنفسنا إبتداءاً ثم نسعى جاهدين لتطوير الآخرين، لأن التدريب ليس وظيفة ولا حتى منصب تشريفي بل هو هم لا يحمله إلا الأفذاذ المدركين لمعنى الإرتقاء ، حاملين رسالة التأثير الإيجابي ، ساعين لتطوير الفرد حتى يَطّور المجتمع.

كل مجالات الحياة تختص بفن وزاوية ، إلا التدريب فهو الطريقة المثلى لإدراك الفنون والتخصصات ، فهو وسيلة لإدراك غايات متعددة وأحلام متبددة ، لا أُبالغ أن أسميت التدريب وسيلة الوسائل من زاوية وأقصر وسيلة للغايات من زاوية أُخرى ، وهو مسؤولية ليست سهلة مهما كان صاحبها متمكن ، فكونك واثق من نفسك لا يعني أن كل الحاضرين كذلك ، فالمدرب يواجه أنماط كثيرة ومتناقضة من المتدربين ، هنا يكمن جانب مهم من المسؤولية على عاتق المدرب وهو كيفية التعامل مع المتدربين والحضور عبر وسائل التواصل المُمكنة لتحقيق الهدف من برنامج التدريب المُراد .

كل مدرب عظيم كان متدرب فطين ، لذلك لا يحتاج ذاك المدرب من أن يضع نفسه دائماً بمكان المتدربين ، بل المطلوب منه كيفية التعرف عليهم وعلى قدراتهم من أول اللقاء بهم وهذه من سمات أهل هذا الفن الجميل ، ثم الإجتهاد بتوصيل ما أراد ليس بشكل عام كما هو الحال في الدراسة التقليدية ، بل التنقل بين المستويات مع إفعامها بألعاب وأنشطة التدريب الذهنية والحركية حتى ترتقي المجاميع بأفرادها .

قبل كل ذلك لن تكون مدرب ناجح إلا بعد أن تتحلى بسمات المدرب القدوة ، فالأخلاق باب لتواصل الأفراد وتقبلهم ، والأساليب المهارية هي الجاذبية الحقيقية للعقول والأفهام ، وتحديد الهدف أو الأهداف أساس للنجاح ، وإشراك المتدربين وتبادل المعلومات معهم  هي بذرة الثقة بك وبأنفسهم ، ويهد كل ما سبق الكبر والتعالي.

ما بعد النقطة:

'التدريب باب لتحقيق أسمى الأهداف وهو طريق أصحاب الهمم العالية '

يقول أبو القاسم الشابي:

ومن يتهيب صعود الجبال

يعش أبد الدهر بين الحفر 

الآن - رأي: فهد بن رشاش

تعليقات

اكتب تعليقك