عن أسباب الشلل الذي أصاب المعارضة يكتب مشعان البراق

زاوية الكتاب

كتب 4165 مشاهدات 0

مشعان البراق

بدأ الرسول عليه الصلاة والسلام رسالته بالشعار الكبير والشامل لكُل ما يسعى إليه وهو ”التوحيد“ ، ولم يبدأ بنهي الناس عن هذا لأنّه حرام وحثّ الناس على ذاك لأنّه فرض أو واجب ، ولم يسعى لإسقاط كُفّار قُريش الفاسدين ، فقد كان تركيزه في البداية على ”التوحيد“ فهو ما يُمهّد الطريق لإصلاح كُل ما هو فاسد ، وبه يسقط الكُفّار الفاسدين ، وهكذا نجح بإيصال رسالته بشكل كامل وصحيح ونجح بإصلاح الأُمّـة .. نحن الآن لدينا رسالة ، ونسعى لإصلاح كل ما هو فاسد عبر الحكومة المُنتخبة التي نسعى لتحقيقها لإنتزاع إدارة الدولة من الأُسرة الحاكمة التي تنقُلنا منذُ سنين من فشل إلى فشل .. الحكومة المنتخبة هي الشعار الكبير والشامل لحل مشاكلنا كُلّها ، وكُل من يرفع هذا الشعار مُؤمن تماماً بأنّه هو الحلّ لجميع المشاكل ، وبه يسقط الفساد والفاسدين ، لأنّنا نعتقد جازمين بأن المُشكلة بالحكومة التي ترأسها الأُسرة الحاكمة ، لذلك فالحل لن يكون إلا بالتغيير الجذري ، وليس بتتبّع مُمارسات الحكومة الحالية وبكُل مُمارسة نصرخ وننتفض لوقفها ، يجب أن نوقف الحكومة ، لا أن نوقف بعض مُمارساتها ! مُشكلتنا الحالية والتي تحول بيننا وبين أي تقدّم نحو التغيير هي أنّنا فعلاً كمن يبحث عن جنازة ليلطُم فيها ! مُشكلتنا أن مُعارضتنا مُشتّتة ! مُشكلتنا أن أغلب من معنا لا يعرف بالضبط لماذا هو معنا ! مُشكلتنا أنّنا لا نعرف ما هي المُعارضة الإصلاحية وكيف تعمل وتتحرّك ! مُشكلتنا أنّنا نُجامل كثيراً ! نرفع شعاراً كُلّنا مُؤمنين تماماً بأنّه الحلّ ، ولكن سُرعان ما تتعب أيادينا من رفع ذلك الشعار الكبير لنستبدله برفع شعارات أُخرى صغيرة نعلم جميعاً أن تلك الشعارات الصغيرة يحتويها الكبير ، ولكن لا نقول تعبنا من ذلك الشعار ، بل نُزيّن صورتنا بتلك الشعارات الصغيرة ، كأنّنا نقول ”نحن هُنا“ .. لماذا ؟ لأنّنا لا نعرف كيف نتكاتف جميعاً لنرفعه دون أن يُنهكنا التعب ! نرى الجُرح الذي ينزف منه الوطن دماً يُلوّث حياة المُواطنين ، وبدلاً من أن نضع أيدينا على الجُرح لنوقف النزيف ومن ثُم نمسح الدماء التي نزفت منه ، فنحن نُهمل الجُرح ونُبدأ بمسح الدماء ونستغرب ! لماذا لم ننجح بمسح الدماء ؟ كيف نستطيع مسحها وهي ما زالت تنزف !؟ لماذا لا نقتدي برسول الله عليه الصلاة والسلام في سياسته !؟ الحكومة المُنتخبة هي رسالتنا ، هي بداية الحل لكُل المشاكل التي نركض وراء حلّها ، هي التي ستوقف العبث بالدستور ، هي التي ستوقف الإنتقائية بتطبيق القانون ، هي التي ستوقف إستخدام القانون كسلاح لمُعاقبة مُعارضين السُلطة ، هي التي ستوقف الإعتقالات السياسية ، هي التي ستوقف السرقات وفساد المُتنفّذين ، هي التي ستُحرّك عجلة التنمية المُتوقّفة منذُ سنين ..إلـخ فبدلاً من أن ننشغل بما تُشغلنا به السُلطة من قضايا فرعية ، يجب أن نصبّ إهتمامنا وأن لا ننشغل إلا بالقضية الرئيسية ، وهي الحكومة المنتخبة التي سيكون من خلالها حلّ جميع القضايا .. النظام الفاسد يخلُق المشاكل لينشغل الناس عن ”مُشكلة وجوده“ بالبحث عن حلول لتلك المشاكل .. فيبقى النظام الفاسد وتبقى المشاكل ! مشعان البراق

الآن - رأي: مشعان البراق

تعليقات

اكتب تعليقك