مجتمعنا مريض جداً لدرجة الهشاشة!.. هذا ما يراه عمر الطبطبائي

زاوية الكتاب

كتب 811 مشاهدات 0


الراي

من بين الآراء  /  المجتمع الكويتي.. ونحر العقل (4)

عمر الطبطبائي

 

«لا يمكن معالجة المجتمع المريض بالصمت ، يجب الصراخ بأن المرض موجود» ... علي عزت بيجوفيتش

أختلف بكلمة واحدة في المقولة الجميلة السابقة ولو كان الأمر بيدي لاستبدلت كلمة الصراخ بالاعتراف!، نعم علينا الاعتراف أولا بأن مجتمعنا مريض جدا الى درجة الهشاشة، فصلابة المجتمعات تكون من خلال منهج واضح يربط ما بين أفراد المجتمع بروابط القيم والرؤية كما وضحنا في الجزء الثاني من سلسلة هذا المقال.

سأبتعد في هذا الجزء عن السمات السلبية الواضحة المنتشرة على سطح هذا المجتمع كالقبلية والعنصرية والطائفية لأن علاج هذه السلبيات أسهل بكثير من الثقافات السلبية الأخرى ، فالتخندق خلف المجتمع القبلي (Tribal Community) أو الطبقي (Classist Community) أو الطائفي (Sectarian Community) لم يأت من فراغ بل هو فعل متعمد نتيجة تحالفات قديمة ما بين السلطة وهذه المجاميع من أجل بعض المصالح كما وضحنا في الجزء الأول من سلسلة هذا المقال والقضاء عليها تكمن في تطبيق وتفعيل القوانين بمسطرة متساوية على الجميع، ولكن السلبيات الاخرى هي التي تراكمت الى ان تحولت الى نمط حياة الفرد الكويتي والكارثة هنا بأن هذه السلبيات لا يردعها أي قانون بل وأصبحت مع مرور الوقت القاعدة وأي شيء ايجابي آخر أصبح من الشواذ، وأنا لا أبالغ هنا ... حاول أن تقرأ كتاباً في أي قهوة عامة وأمام أعين المجتمع!

ان أي مجتمع ما هو الا انعكاس لثقافة أفراده، وبما ان الفكر الشاذ أصبح القاعدة والقاعدة أصبحت من الشواذ، فشل المجتمع في احتواء العقليات والكفاءات بل وأصبح معيار الكفاءة يقاس على مقدار الولاء لبعض المجاميع السائدة الى أن انقسم شباب المجتمع الى ثلاث مجاميع، مجموعة من أفراد المجتمع الكويتي لا تفكر الا في الهروب من واقع المجتمع من خلال السفر او الهجرة بحثا عن ذاتهم المفقودة في وطنهم فالإحساس بأنهم جزء من جيل ضائع لا مستقبل له احساس قتل حتى ثقافة الانتماء، ومجموعة أخرى من أفراد المجتمع انطوت على نفسها وغيبت ذاتها في مستنقع اليأس بل وأصبحت تصدر السلبية في محيطها من خلال عدم الاكتراث والاهتمام بحال المجتمع، ومجموعة أخيرة صغيرة من أفراد المجتمع تحاول تقويم الخلل بأي طريقة كانت الا أن كالعادة اصطدموا بجدار المجاميع السائدة المستفيدة.

ولو دخلنا أكثر بتركيبة عقلية المجتمع الكويتي من الناحية الاجتماعية لوجدناها بأنها عارية وبحاجة الى ثوب من الثقافة ليسترها، عقلية نجحت بتحويل كل شيء الى برستيج اجتماعي أو سياسي وحتى لو كان ذلك على حساب النفس أو الأسرة، وعلى سبيل المثال ... ثقافة المظاهر، والتي تشعبت الى درجة الجنون فبات البعض يبني على نفسه الديون ليهدم بنفسه مستقبله فقط ليجلس في مقصورة رجال الأعمال أثناء السفر أو لاغتنام حقيبة من إحدى الماركات العالمية فقط للحفاظ على برستيج وهمي من صنع المجتمع، بل ونجحت حتى في رعاية النفاق من خلال المجاملات المتملقة التي تحولت مع مرور الوقت الى نفاق اجتماعي تركت دون اي علاج.

ان المجتمع الكويتي وللأسف خال حتى من ثقافة الابتسامة واحترام الوقت (أوقات العمل في الوزارات) والطوابير والبيئة الا ماندر طبعا، كما ان البعض من أفراد هذا المجتمع على أتم استعداد لاحترام كل القوانين بكل دول العالم الا بلده بل وقد يكون مثالاً يحتذى به خارج حدود الوطن بتطبيق القانون أما في الكويت فكثير منا لكسر القانون عنوان.

كل السمات السلبية السابقة مستحيل أن تكون في مجتمع صحي لذلك نحن نعيش في بقايا مجتمع لا أرضية صلبة بها نستطيع الوقوف عليها لمواجهة كل تلك التغييرات العاصفة من حولنا.

ويبقى السؤال الآن ... كيف نعيد بناء المجتمع الكويتي رغم وجود مجاميع قوية مستفيدة من الوضع الراهن؟

د ا ئ ر ة م ر ب ع ة :

إننا في أمس الحاجة الى ثقافة تكسو عقولنا العارية من رياح المستقبل !!...

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك