كتاتيب البدون والكُفر الضمائري!! بدرية التركي

​لا نحتاج معتقدات أو اعتقاد للتأكد من وقوفنا على مشارف العام 2015، مما يعني زمن المعجزات العلمية حيث يوشك العالم على صناعة 'إنسان' !
​في الوقت ذاته نحن هنا في الكويت تحديداً ننافس العالم ولكن بـ 'تدمير الإنسان' أو لأكون أكثر صدقاً وضمائرية .. نحن الأفضل على الاطلاق بانتهاك آدمية الأطفال !
​فـ لنترك جانباً الاتفاقيات الدولية التي تم توقيعها ولـ نتغاضى عن مواد الدستور التي تكفل حقوق الطفل من ' صحة، تعليم، إلخ .. إلخ ..' ولنأتي للحديث عن ما هو اهم من الورق والمعاهدات، لنتحدث عن ضمائرهم 'إن وجدت' حيث أنهم منذ أن ولّوا علينا 'نطيحة الخلق' ونحن نعلم أنهم لا ينوون بنا خيراً، فـ مشروع كتاتيب البدون أتوقّع يوضّح جليّاً انعدام الضمير الآدمي هنا .. وهنا تحديداً ! فهذا المشروع اطلقه مجموعة من الشباب محاولين انقاذ ما يقارب 600 طفل تم طردهم من المدارس بأوامر حكومية من ظلام الجهل محاولين ذلك بـ نور ضمائرهم التي افتقدها قبلاً الحكومة الكويتية بدءاً من الجهاز المركزي انتهاءً بوزارة التربية والتعليم، وأنا على يقين الآن بالسؤال الذي يتبادر الى ذهنكم 'ما دخل المتعوس بالتعيس؟' الاجابة الحقيقة على هذا السؤال غير منطقية ولكنها الحقيقة فـ ( حسبُنا الله ) حيث يرفض الجهاز المركزي اصدار شهادة ميلاد للطفل ويأمر وزارة التربية بعدم قبول الطلبة الغير حاصلين على شهادة الميلاد تلك أو صك الغفران الكويتي للبدون! 'وتعال فجّج'..
ونأتي للموال المُتتابع اللّابدَّ منه:
( سجلوا ولدي بالمدرسة ..
عطنا شهادة ميلاده ..
عطوني شهادة ميلاد حق ولدي ..
محنا معطينك ! .. ) وهلمَّ جرا .....
​لا أعلم ما هذه البشر اللّا مسئولة التي تعمل على صنع جيل جاهل وتزرعه وسط مجتمعها الذي إن شاء او أبى يجب ان يُسلّم بأن البدون جزء منه لا يتجزأ، فلا أعتقد سـ يجرؤا على انكار ما يقارب 200 ألف إنسان يعيش وسط هذا المجتمع، والآن لـ نأتي بعد صنع هذا الجيل الجاهل ما الذي سيلحقه من تبعات؟ إن لم تكونوا تفقهون ما تصنعون، أبداً لا نمانع بإدخال المعلومة الى ادمغتكم البالية فالنتيجة لن ستكون إما:
1- جيل مجرم ..
أو ..
2- جيل حاقد !!
فـ الجهل لا يصنع سوى هذه الفئتين لا خيار ثالث له ! في الوقت الذي 'تنقّطون' بـ تبرعاتكم يُسرةً ويُمنى لإنقاذ البشرية في الدول المجاورة والـ مُش مجاورة! هنا في وطني فقط يمكنك أن ترى بعينيك ماذا يعني المثل القائل: (باب النجار مخلّع) !
​كتاتيب البدون مجرد محاولة لعدم وصول هذا الجيل للانعدام التعليمي ومن ثم الجهل التام، ولكنه أبداً ليس الحل.. الحل أنتم وحدكم ملزمون به مُرغمين لآنكم الوحيدون المسئولين عن تفاقكم مشكلة البدون هذه منذ خمسون عام إلى الآن، والحل الوحيد الغير قابل للتجزئة لهذه الكارثة الانسانية هي قبول هؤلاء الاطفال في التعليم النظامي كما كنتم تفعلون، فـ الكفر الضمائريّ الذي وصلتم اليه مؤخراً لن يقبله المجتمع الكويتي الطيب، ولا أي كويتي شريف يخاف الله، فـ سياسة 'ما أقدر عليك اطق ولدك' مُخجلة جداً إذا استخدمتها حكومات، تصرفات الحواري للحواري، لا ذنب للأطفال بما اقترفتموه أنتم بـ آبائهم وأجدادهم من إجرام إنساني على مدى خمسون عامٍ مضت!
​للتذكير فقط: حصلت الكويت مؤخراً على لقب ' المركز الإنساني ' !!!

بدرية التركي