صراع سياسي ينعكس على مباراة
رياضةبالفيديو / أحداث شغب بعد رفع علم 'ألبانيا العظمى' أمام صربيا
أكتوبر 15, 2014, 8:41 ص 2571 مشاهدات 0
شهدت المباراة التي تجمع بين صربيا وألبانيا في إطار الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة إلى أمم أوروبا 'يورو 2016' أحداث شغب بين لاعبي الفريقين في الدقيقة 34 بعدما قام جمهور ألبانيا بإطلاق طائرة بدون طيار أعلى ملعب اللقاء الذي كان على الأراضي الصربية، وهي تحمل علم دولتهم وكتب عليه 'ألبانيا العظمى.. السكان الأصليون'، وهو ما أغضب المهاجم الصربي ستيفان ميتروفيتش الذي مزق العلم، ليبدأ العراك بين اللاعبين والأجهزة الفنية، ما اضطر حكم المباراة الإنجليزي مارتن أتكنسون إلى إيقاف المباراة.
ألبانيا وصربيا بينهما عداوة تاريخية بسبب الصراعات السياسية والحروب التي دارت بينهما في الماضي، حيث ترفض صربيا الاعتراف بإقليم كوسوفو كدولة مستقلة، في الوقت الذي تؤمن فيه ألبانيا بوجود دولة 'ألبانيا العظمى' والتي تضم الإقليم بالإضافة إلى بعض الأجزاء من صربيا.
في القرن التاسع عشر، أصبح الألبان المسلمون الأغلبية في منطقة كوسوفو، التي كانت تحت السيطرة العثمانية حتى عام 1912.
وفي عام 1878 ظهرت أول حركة وطنية ألبانية باسم 'عصبة برزرن'، وكانت تهدف إلى الحصول على الاستقلال من الحكم العثماني.
وبعد حروب البلقان في عام 1912 و1913 أصبحت كوسوفو تحت الحكم الصربي، وبعد الحرب العالمية الثانية أصبحت إحدى أقاليم صربيا في دولة يوغوسلافيا.
وكانت لكوسوفو مكانة مهمة في تاريخ صربيا أثناء العصور وسطى ولذلك مكانة عالية في الوطنية الصربية.
وفي عام 1974 أصبحت كوسوفو الوحدة الفيدرالية السابعة في يوغوسلافيا وفقًا للدستور؛ وسمح هذا بأن تقوم كوسوفو بتسيير أمورها بحرية أكثر، ما أدى إلى زيادة كراهية الصرب لهم، وزادت التوترات بين سكان كوسوفو الصرب والألبان، ولم تقف الحركة الوطنية الألبانية في مواصلة نموها حتى بعد الحصول على استقلال أكثر.
عندما أصبح سلوبودان ميلوسيفيتش رئيسًا ليوغوسلافيا في عام 1988، بدأ بتفعيل الوطنية الصربية، واستخدم كوسوفو كنقطة تجمع للصرب.
وتم سحب صلاحيات كوسوفو للحكم الذاتي في عام 1990، وأصبحت تدار مباشرة من قبل صربيا.
وكانت أوخر الثمانينات وأوائل التسعينات من القرن العشرين فترة اضطرابات للجمهوريات اليوغسلافية.
وفي عام 1991 حصلت كل من سلوفينيا وكرواتيا على استقلالها، وفي عام 1992 اندلعت المعارك في البوسنة، ما أدى هذا إلى تشدد بعض الكوسوفيين، حيث إن المقاومة السلمية من أجل إنشاء دولة كوسوفو أو الانضمام إلى ألبانيا لم تثمر أية نتائج.
في عام 1997 بدأت قوات جيش تحرير كوسوفا بمهاجمة القوات اليوغوسلافيا، ما أدى إلى ردة فعل قاسية من قبل قوات الأمن الصربية، وخاصة المسح الأمني للمنطقة في مارس من عام 1998، والذي ساعد في جلب المزيد من الكوسوفيين للمقاومة.
بدأ جيش تحرير كوسوفا كقوة صغيرة، ولكن بمساعدة ألبانيا استطاعت الحصول على أسلحة ومتطوعين، حيث إن القوة سيطرت على 40% من الإقليم.
وفي يونيو، صعد ميلوسيفيتش حملته ضد الكوسوفيين، ما أدى إلى نزح كبير للألبان إلى ألبانيا.
ولم تستطع مجموعة الاتصال، المكونة من عدة دول، في الاتفاق على فرض عقوبات ضد الصرب.
وفي أغسطس، استطاعت القوات الصربية في التغلب على جيش تحرير كوسوفا في معظم الأماكن في الإقليم، وتركزت المعارك قرب الحدود الألبانية، حينما كان الطرفان يراجعان مخططات السلام.
وأدانت الأمم المتحدة الإرهاب الصربي ضد القرويين الألبان، وتصاعدت المعارك بين القوات الصربية والمتمردين والمدنيون في قتل 50 شخصًا في ديسمبر 1998.
أرسلت الأطراف وفودًا إلى رامبيولي في فرنسا لتوصل إلى السلام في فبراير عام 1999.
ولم تتوقف القوات الصربية في مهاجمة الكوسوفيين الألبان، وقام الصرب بتحصين حدودهم مع جمهورية مقدونيا تحسبًا لتدخل لقوات 'الناتو'.
وفي 24 مارس 1999، بدأت 'الناتو' في قصف يوغوسلافيا، وتواصلت الهجمات الجوية لمدة 78 يومًا؛ وتم التوصل إلى اتفاق بالسماح للقوات الصربية بالانسحاب في 9 يونيو، وكانت المهلة 11 يومًا.
هذه الصراعات السياسية والحروب التي تورط فيها البلدان أوصلت خبراء كرة القدم حول العالم إلى الاعتراض على وضع المنتخبين في مجموعة واحدة في التصفيات المؤهلة لـ'يورو 2016'، ولكن الاتحاد الأوروبي لم ينصت لأحد.
تعليقات