الحوار والمشاركة في صنع القرار يجب أن يكونا عنوان المرحلة!.. برأي خالد الطراح
زاوية الكتابكتب أكتوبر 14, 2014, 1:04 ص 1023 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة / كويت الأسرة الواحدة
خالد أحمد الطراح
يتردد من حين إلى آخر لدى البعض اجتماعيا وإعلاميا مفردات تسيء للشعب ككل، ومن هذه المفردات كلمة «وجهاء» التي يقصد بها فئة محددة، وهو ما يتنافى مع الواقع، حيث يتعذر على أي فئة تمثيل أطياف المجتمع وشرائحه كافة، وهو الذي يتميز بالتعددية الفكرية والثقافية.
انتشرت منذ سنوات قوائم وتشكيلات مختلفة ترفع أهدافا سياسية أو اقتصادية، لكنه في الواقع ان البعض يسعى إلى التقرب إلى المسؤولين الكبار، وربما للتذكير (بأننا جاهزون للتوزير او ترشيح أسماء معينة)! تسميات كالوجهاء لا أجدها عاملا ذا قيمة، إذا كانت الغاية وحدة المجتمع، فمثل هذا التوصيف يقود إلى تقسيم المجتمع وتفتيته تدريجيا.
دماء الكويتيين ليست ملونة، فهي ذات لون واحد، والمراتب أو الثروات التي يتمتع بها البعض لا تعني بأي حال من الأحوال أن هناك وجهاء، وهناك من هم غير وجهاء، فمن المفروض ان جميع أفراد المجتمع من مكوناته والنهوض بالمجتمع يستدعي تضافر جهود الجميع من دون المساس بأي فئة من فئات المجتمع أو إقصاء شريحة معينة، حتى لو كانت ذات رأي سياسي معارض، فمن المهم عدم تكرار الأخطاء نفسها، خصوصا المحاصصة التي لا تختلف عن التصنيف المتحيز.
كويت الأسرة الواحدة لن تنجو إذا ما استمر مثل هذا التقسيم، فنحن لسنا أمام مشهد تلفزيوني من دراما تلفزيون الكويت، إلا في حالة أن المنشود خلق عزلة اجتماعية لمجاميع معينة، وخصوصا الشباب وحراكه السياسي، وهو خطأ فادح!
لدينا تاريخ حافل بالتلاحم والتشاور والنضال السياسي والمحن منذ نشأة الدولة، ولعل الغزو الصدامي أفضل مثال على الوحدة الوطنية، الأمر الذي يستدعي ادراك التحديات بروح الأسرة الواحدة من خلال التعايش مع التطورات الثقافية والاجتماعية والسياسية واحترام التعددية بالرأي والمواقف مهما بلغت، فمثلما كانت هناك تضحيات يجب أن تكون لدينا تنازلات وتفهم لما يجري من حراك سياسي، واستيعاب موضوعي ومنطقي لمتطلبات التغيير التي ينشدها أبناء اليوم والمستقبل.
إن تصنيفات كهذه تتنافى مع كثير من القيم والجزع مما يجري على الساحة ليس له مبرر، فالحوار البناء يجب أن يكون الهدف المنشود من اجل كويت الأسرة الواحدة.
تعليقات