خطر 'المحاق الأكبر' على دول الوطن العربي!.. بقلم سامي النصف

زاوية الكتاب

كتب 2452 مشاهدات 0


الأنباء

محطات  /  العرب بين البسيط والمركب!

سامي النصف

 

ساد على الساحة العربية لحقب من الزمن نقاش قضايا فكرية مثل كتاب «الثابت والمتحول» لأدونيس و«نقد العقل العربي» لمحمد عابد الجابري، والاثنان متقلبان بامتياز، فالاول اسقطه موقفه من الرئيس بشار الاسد في الاحداث القائمة، والثاني موقفه من الرئيس صدام حسين عام 1990، كما ان ما طرحاه هو اقرب لنهج الفكر للفكر، كحال نظرية الفن للفن، فلم يستفد القطاع الاعم مما طرحاه لفهم اسباب كوارثنا او التسلح بما يؤهلنا لمنعها.

>>> 

ان ما يحتاج للبحث والدراسة لا الثابت والمتحول بل الفارق الحقيقي هو بين «العقلية البسيطة» التي نؤمن ونعمل بها و«العقلية المركبة» التي يؤمن ويعمل بها من يخططون لمستقبل دولنا مستفيدين من حقيقة عدم فهم العامة والخاصة للفارق الكبير بين العقليتين، ومن ذلك ففي حين لا تتجاوز استراتيجيتنا وخططنا وحتى مطامعنا العقلية البسيطة التي تكتفي بالتخطيط للحصول على الثمرة كحال غزو صدام للكويت، نجد ان عقلياتهم المركبة تخطط للحصول على الثمرة والشجرة والحقل والبيت والماشية والتخلص من الناطور واثارة الصراع بين ابنائه في عملية مركبة واحدة.

>>> 

فالعملية «داعش» على سبيل المثال لا يمكن حصر هدفها في أمر بسيط هو جمع الارهابيين في مكان واحد تمهيدا للقضاء عليهم في النهاية، بل تمتد اغراض تلك العملية المركبة شديدة التعقيد لأهداف متوازية ومتوالية اخرى مثل تشويه سمعة الاسلام بشكل عام والسني بشكل خاص عبر عمليات النحر والنشر، واساءة علاقة من تدعي «داعش» رفع رايتهم بجميع الشرائح والاديان والاعراف والمذاهب التي تشاركهم المواطنة وصولا لخلق الارضية المناسبة لتقسيم وتشطير الاوطان العربية، فالهجوم على كوباني على سبيل المثال يمهد لدفع الاكراد لطلب الانفصال والاستقلال عن العراق، ولا توجد له عدا ذلك اي فائدة استراتيجية لذلك التنظيم.

>>> 

ومن الاهداف المركبة للعملية «داعش»، الجوائز المالية الضخمة لمن ساعد على خلقها، حيث انتشرت في الغرب طرفة هي ان «افضل استثمار هو ان تخلق شيئا بمليار ثم تطلب 500 مليار لتخليص العالم منه»، وضمن المحيط الاقيلمي هناك فائدة ثلاثية لدول الجوار العربي، فواحدة ستضمن «البلقنة» الدائمة التي خلقتها «داعش»! أمنها لمائة عام، ودولتان اخريان ستمهد الفوضى العارمة التي خلقها «داعش» الارضية المناسبة والقبول الدولي لضم الدولتين العربيتين المجاورتين لهم لحدودهم او منطقة نفوذهم، ومن ثم خروجهم من الدائرة العربية للابد.

>>> 

آخر محطة: 1 ـ دول الوطن العربي ـ الا من رحم ربي ـ قادمة على المحاق الاكبر الذي سيعصف بها سياسيا وامنيا واقتصاديا، ويكفي ما ذكره العالم بخفايا الامور د.هنري كيسنجر (91 عاما) في كتابه الاخير «النظام العالمي» ان منطقة الشرق الاوسط قادمة على حروب دينية اشد واكبر واخطر من الحروب الدينية التي اشتعلت في اوروبا وبقيت لعدة قرون.

2 ـ الإشكال انك لم تستطع قط الفوز في لعبة لا يستطيع عقلك استيعاب قواعدها ومحاورها وخفاياها، هذا علينا ان نستبدل البسيط بالمركب لعل وعسى ان نفهم، فننهي مشاكلنا بما هو.. اسلم!

3 ـ بكل بساطة «القاعدة» هي «داعش»، و«داعش» هي «القاعدة»، مهما قيل عن اختلاف الرايات والمسميات.

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك