'مجرم وعنيف وحزين على فقدان مطرقته'

استكملت أمس محكمة ساوث ورك كراون البريطانية لليوم الثالث على التوالي الاستماع إلى شهود حادث الاعتداء على الشقيقات الإماراتيات الثلاث المعروفة إعلامياً ب'اعتداء فجر السادس من إبريل'، وهي المحاكمة التي يتوقع استمرارها حتى منتصف الشهر الجاري .

واكتسبت جلسة الأمس أهمية خاصة، إذ قدمت خلالها إحدى أهم الإفادات التي تدين المتهم فيليب سبينس 32 عاماً والتي كشفت عن كثير من شخصيته الإجرامية واعتياده السرقة والسطو المسلح وتعاطي المخدرات .

إضافة إلى اعتراف المتهم الثاني توماس ايفريمي 57 عاماً بإجراء 10 عمليات سحب مصرفي ببطاقات الائتمان المسروقة من الشقيقات .

وعرضت على المحكمة جانباً مهماً من تحريات الشرطة التي توصلت إليها بعد تفريغ وتحليل بيانات وصور كاميرات المراقبة في فندق كمبرلاند الذي كان مسرحاً للجريمة، إضافة إلى أخرى منتشرة بشوارع العاصمة والتي حددت خط سير المتهم منذ لحظة دخوله الفندق في الواحدة صباحاً، وحتى أرقام الحافلات الليلية التي استخدمها للوصول إلى منزل المتهم الثاني ايفريمي .

تفاصيل ما بعد الجريمة

استمعت المحكمة إلى تفاصيل الساعات التي قضاها المتهم بعد ارتكابه الجريمة وحتى إلقاء الشرطة القبض عليه يوم 10 إبريل بمنزل شقيقته ويندي آلوي في هولواي شمالي لندن . وكانت البداية عند خروجه اللاهث من الفندق 36 .1 صباحاً حاملاً حقيبة جلدية داكنة اللون واتجاهه يساراً في اتجاه ماربل آرك ليستقل الحافلة الليلية N16 ليغادرها بعد فترة .

وفى 50 .1 دقيقة رصدته كاميرا شارع فيكتوريا وهو يستعد لاستقلال حافلة أخرى N73 في اتجاه منزل توماس ايفريمي .
وبحسب الاعترافات التي أدلى بها سبينس للشرطة بدأ في الحافلة بالتعرف إلى الغنيمة التي يحملها، فوجد محفظة نقود 'لويس فيتون'، ومجوهرات، وعطوراً، وهواتف ذكية بلاك بيري، وجهاز آي بود، وخلال استقلاله الحافلة حاول الاتصال بصديقه ايفريمي 6 مرات من هاتف خلود النجار .

وفور وصوله إلى منزل ايفريمي توجه الثنائي مباشرة لاستخدام البطاقات المصرفية قبل إيقافها، واعترف كلاهما بتنفيذ 10 عمليات سحب نقدي بإجمالي 5 آلاف جنيه إسترليني (5 .29 ألف درهم) .

وبينما اعترف ايفريمي باستخدام البطاقات المصرفية المسروقة، نفى تهمة التآمر والتخطيط للاعتداء المسلح، بينما استمر إنكار سبينس لتهمة الشروع في قتل الشقيقات .

المجرم استخدم هاتف خلود 6 مرات للاتصال بشريكه

بدأت الجلسة بالاستماع إلى إفادة البريطانية أيما موس شقيقة المتهم الثالث جيمس موس 33عاماً من غرين ستراود شمالي لندن والمدان بالتعامل مع بضائع مسروقة، وينتظر مثوله للمحاكمة لاحقاً .

وأشارت أيما إلى معرفتها الوثيقة بالمتهم فيليب سبينس منذ كان عمرها 10 أعوام، وأن عائلتيهما تربطهما صداقة منذ سنوات طويلة، لكنها أكدت عدم وجود علاقة عاطفية بينهما لأنها تعرف أنه مدمن على تعاطي المخدرات خاصة الهيروين، والكوكايين .

وأشارت إلى أن فيليب سبينس معتاد على السرقة والسطو المسلح، وأنه قال أمامها مرات عدة إنه ينفذ عملياته الناجحة في الفنادق المنتشرة بوسط العاصمة، وقالت إنه دائماً كان يحمل مطرقة معه .

وقالت أيما 'عندما حضر فيليب إلى منزلنا يوم 6 إبريل الساعة 5 مساء كان يرتدي بنطلون جينز أزرق، وسترة جلدية، وحذاء رياضياً من نوع ثمين، وكان 'هايبر آكتيف' أي يعاني فرط نشاط الحركة، وقال إنه حصل على صيد ثمين لا تقل قيمته على 50 ألف جنيه إسترليني، وتحدث عن عقد ماسي، وحقائب نسائية، ومجوهرات، وعطور، وجهاز آي بود، وغيرها، لكنني شعرت بأنه واقع تحت تأثير مخدر ما لأنه معتاد تعاطي الكوكايين' .

وأضافت 'كان فيليب مشرداً ليس له مقر إقامة دائم، وكان يقيم بمنزلنا، أو عند أصدقاء آخرين أياماً طويلة، وعندما قابلته في اليوم التالي أعاد على مسامعي الحكاية نفسها عن الحقائب النسائية الفاخرة والعطور، وأضاف أن سيدة شعرت به في غرفتها فبدأت بالصراخ، وعندها عاجلها بالضرب بالمطرقة' .

المثير أنها أشارت إلى تأثره الشديد عندما تحدث عن المطرقة، وانصب حزنه على اضطراره للتخلص منها بموقع الحادث، بينما لم يبد أي شفقة، أو اهتمام بما جرى لضحايا الضرب بالمطرقة .

وأضافت أيما 'سارعت للتأكد من روايته بالبحث على شبكة الإنترنت، وكانت المفاجأة قاسية عندما عرفت حقيقة الاعتداء بالمطرقة، وأن هناك أكثر من سيدة يعانين كسوراً وجروحاً خطرة' .

وقرأ الادعاء على المحكمة تحقيقات الشرطة التي توصلت إليها بعد فحص وتحليل الصور المنتشرة بفندق كمبرلاند مسرح الجريمة، والأخرى المنتشرة بالعاصمة لندن ، وأثبتت الصور دخول المتهم فيليب سبينس إلى بهو الفندق عند الساعة 9 .1 صباح 6 إبريل، مرتدياً سترة جلدية بنية، بينما أظهرت صورة أخرى يشير توقيت التقاطها إلى 30 .1 صباحاً وهو يلقى بشيء ما من نافذة النجاة من الحريق بالطابق السابع حيث تقع غرفة الشقيقات الثلاث، وتبين فيما بعد أنها المطرقة المستخدمة في ارتكاب الجريمة . ثم كانت اللقطة الثالثة عند 36 .1 وهو يغادر الفندق مسرعاً .

لاعق الدماء عن المطرقة

أشارت تحقيقات الشرطة إلى تجاوزات المتهم فيليب سبينس ضد الضابط الذي ألقى القبض عليه، والآخر الذي بدأ التحقيق معه بقسم شرطة 'ايسلينغتون' في يوم 10 إبريل . وشرع المتهم الذي كان 'يهذي' بمهاجمة رجال الشرطة وقال لهم 'لا يوجد دماء على المطرقة، لقد لعقتها كلها'، وفى مرة ثانية تجاوز قائلاً 'لماذا كل هذا الاهتمام؟ لقد دفع لكم العرب مقابل إلقاء القبض علي' .

عنيف وكاذب وبمطرقتين

أشارت أيما موس في إفادتها إلى أن المتهم معتاد على الكذب، وعنيف، وأنه كان دائماً يحمل مطرقة، وأحياناً اثنتين، وأنه تأثر عندما تركها في الفندق بعد الاعتداء على الشقيقات، وكان سبب حزنه استغناءه عن المطرقة المفضلة لديه في حين لم يبد أي ندم أو شفقة على ما حدث للضحايا .